عام كامل لم يعرف فيه أحمد السيد على الغبارى سوى الصدمات، عرف أولاها عندما تعرض لحادث سيارة أثناء عودته من الأكاديمية البحرية إلى منزله فى الإسكندرية، وتم نقله وزميله إلى المستشفى الميرى فى الإسكندرية، ورغم تدهور حالته الصحية «ركنوه» حسب وصفه -من السادسة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً، حتى تأتى أخته وتوقع إقرار موافقتها على إجرائه الجراحة، وبمجرد إجرائه الجراحة تم نقله إلى مستشفى غبور فى الأزاريطة، لكنهم رفضوا استقباله بحجة عدم وجود مكان خال فى الرعاية المركزة. فى ثالث محطاته استقر أحمد فى مستشفى الأزاريطة، وبتوقيع الكشف الطبى عليه اكتشف الأطباء، حسب تأكيده، وجود أخطاء فى الجراحة الأولى، أقلها وجود كسر فى قاع الجمجمة أدى إلى ضمور العصب البصرى.. ويروى أحمد: عدت إلى القاهرة لإجراء جراحة ثانية فى مستشفى قصر العينى الفرنساوى لرفع المخ وإزالة الضغط عن العصب البصرى، ولكن بعد إتمام الجراحة أكد الأطباء أنه لا أمل فى عودة إبصار العين كما كانت إلا من خلال جراحة بالخارج. بعد فترة من الجراحة فوجئ أحمد بانتفاخ شديد فى العين، وأكد له الطبيب ضرورة إجراء جراحة عاجلة، ولأنه وحيد أبيه المتوفى ولم يترك له سوى نفقات كليته فقط، التى تبلغ 36 ألف جنيه، لجأ أحمد إلى قرارات العلاج على نفقة الدولة، وحتى هذا القرار واجه مشكلات كثيرة واستخرجه 3 مرات: «كل مرة يطلعوا فى القرار حاجة غلط، مرة اسمى يغلطوا فيه ويخلوه المغاورى ومرة القبارى، ولما طلعوا اسمى صح كتبوا قسم الجراحة العامة رغم أننى محول على قسم المخ والأعصاب، وفى النهاية عندما توجهت بالقرار إلى مستشفى قصر العينى الفرنساوى قال لى الدكتور تامر فهمى: إحنا مش هينفع نعملك العملية، لأن الوزارة مديونة لنا ب40 مليون جنيه وبعد استجدائه وافق على إجراء الجراحة بعد أسبوع كامل، مما اضطرنى إلى عدم الانتظار، واستدانت والدتى مبلغ العملية «8000 جنيه»، وبعد إجراء الجراحة، فوجئت بأن حجرة العمليات غير معقمة وتسببت فى إصابة العظام المحيطة بالعين بميكروب تلزمه جراحة جديدة». وقال أحمد: الجراحة الأولى خرجت منها بضعف الإبصار، والثانية بصديد، والثالثة بميكروب، صحتى ضاعت ومعها مستقبلى وحلم والدى وصحة والدتى، ولا أجد من أشكو إليه أخطاء الأطباء، وعندما توجهت للقاء وزير الصحة قالولى اكتب شكوتك، معندناش حد يسمعك.. واللى عندك اعمله.
