انتقد الدكتور ياسر عبدالقادر، أستاذ الأورام بطب قصر العينى، عضو أمانة السياسات بالحزب الوطنى، تجاهل الحكومة تأسيس قاعدة بيانات قومية عن السرطان فى ظل ارتفاع عدد الوفيات بين المواطنين المصابين بالمرض الذى يعد السبب الثانى للوفاة على مستوى العالم. ودعا الحكومة إلى إصدار تشريع يلزم أطباء الأورام بتسجيل الحالات المصابة المترددة على عياداتهم الخاصة ومد الجهات الرسمية بها لتوفير قاعدة معلوماتية كجزء من مشروع قومى متكامل فى ظل تهديد المرض للقوى المنتجة عصب الحياة فى مصر. وقال خلال المؤتمر العلمى عن سرطان القولون بمدينة شرم الشيخ، إن تأسيس مجلس قومى للسرطان أصبح ضرورة وطنية لا تحتمل التأجيل فى ظل ارتفاع حالات الإصابة بالمرض بين المصريين، مشيرا إلى أنه قدم مشروعا للدكتور عوض تاج الدين، وزير الصحة السابق، لهذا الغرض وبدأ تنفيذ الفكرة بالفعل، وسافرت معه إلى فرنسا لنقل التجربة الفرنسية فى هذا الأمر لكن وُئدت الفكرة بخروجه من الوزارة. واعتبر أن إنشاء المراكز العلاجية لن يحل مشكلة مرضى السرطان، مشددا على ضرورة تأسيس مراكز بحثية خاصة لإنتاج خريطة للسرطان تمنح الجهات المختصة بيانات ومعلومات حول طبيعة المرض وانتشاره فى ظل الطبيعة الجينية للمصريين. وقال: «مراكز علاجية جديدة لن تحل المشكلة، فالمسألة تحتاج إلى معلومات كما تفعل دول العالم المتقدم، فهناك قصور شديد فى أبحاث السرطان فى مصر». وتابع: «طرحنا الأمر داخل لجنة السياسات فى ظل غياب سياسة عامة للمكافحة والمنع، وقدمت أفكاراً فى هذا الاتجاه، وننتظر النتائج». وحذر عبدالقادر من خطورة مرض سرطان القولون فى ظل العيوب الجينية لدى المصريين، مشيراً إلى أن المرض يختلف فى مصر عنه فى أمريكا، فإصابته تقتصر على آكلى اللحوم ولكن فى مصر الأمر اختلف رغم عدم اعتمادنا على اللحوم بشكل أساسى». ولفت إلى نجاح العلاج الموجه لسرطان القولون «بيفاسيزوماب» كعلاج تكميلى لمحاصرة الخلايا السرطانية بجانب العلاج الكيميائى. وقال الدكتور طارق هاشم، أستاذ الأورام بجامعة المنوفية: «العلاج التكميلى حقق طفرة فى علاج سرطان القولون مما دفع إلى تجربته فى علاج أنواع أخرى من السرطان وحقق نتائج باهرة فى علاج سرطان الثدى». وحذر من خطورة السمنة بوصفها صديقة للسرطان، وقال: «السمنة مناخ جيد لنمو الخلايا النشطة، وأبحاث علمية أثبتت أن البدينات من مريضات سرطان الثدى عرضة لارتجاع الورم أكثر من غير البدينات». وقال الدكتور يسرى جودة، أستاذ الأورام بجامعة الإسكندرية، إن سرطان القولون مشكلة صحية قومية تستدعى الانتباه، لأنه يستهدف الفئة العمرية المنتجة رغم أن نسبته حسب المؤشرات الرقمية الفقيرة تصل إلى 12% من نسبة السرطان فى مصر، وهى نسبة لا يمكن التعويل عليها فى ظل عدم وجود قاعدة بيانات واضحة للسرطان. ولفت الدكتور شريف عبدالرؤوف، أستاذ الأورام بمستشفى كوينز بالمملكة المتحدة إلى أن إنجلترا ودولاً أوروبية عديدة وضعت برامج للحماية من السرطان، فيتم مثلا تحليل العينات منزليا لمن هم فوق سن 65 عاما فضلاً عن دور طبيب الأسرة فى الاكتشاف المبكر للأورام. وأضاف: «كل مستشفى فى المملكة المتحدة مجبر حسب القوانين على تقديم بيانات عن المترددين عليه من مرضى السرطان، تذهب إلى وزارة الصحة أولا بأول ومنها إلى قاعدة بيانات وطنية للاستفادة منها فى الوقاية من المرض وتحديد خريطة انتشاره كخطوة رئيسية فى مكافحته وحماية المواطنين». وأضاف: «العلاج الموجه أحدث طفرة فى علاجات الكثير من أورام السرطان فى إنجلترا وأوروبا فضلاً عن التشخيص المبكر الذى يمنح فرصة لحصاره والسيطرة عليه». ولفت المشاركون إلى التكلفة العالية لعلاج مرض السرطان مشددين على ضرورة بناء تحالف بين الحكومة ومنظمات المجتمع المدنى وإطلاق مبادرات وطنية لتوفير العلاج للمرضى المصريين بأثمان مخفضة من خلال تفاهمات مع شركات الأدوية كما حدث فى علاج التهاب الكبد الوبائى. وقال الدكتور ياسر عبدالقادر: «التكلفة عالية جدا وتحتاج إلى مبادرة مجتمعية مثل مستشفى سرطان الأطفال لتخفيض التكلفة العلاجية للمرض فى ظل الارتفاع المستمر فى علاج جميع أنواع السرطان».