لقيت ربة منزل مصرعها فى عزبة خلف، الشهيرة ب«عزبة الثأر»، فى أسيوط، حيث أصيبت بطلقات نارية فى جميع أنحاء جسدها، بعد يومين من مداهمة قوات الأمن للقرية، ووقوع اشتباكات بالأعيرة النارية والغازات المسيلة للدموع بين الأمن وعدد من عائلات القرية المنتشرة بينها خصومات ثأرية منذ سنوات. تحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة التى تولت التحقيقات. تلقى اللواء محمد إبراهيم، مدير أمن أسيوط، بلاغا بمصرع فايزة أحمد «ربة منزل»، من عائلة «آل قصود» فى عزبة خلف، إثر تلقيها خمس طلقات نارية فى مناطق متفرقة بجسدها، وأفادت التحريات التى أشرف عليها العميد حسن سيف، مدير المباحث الجنائية، بوجود خصومات ثأرية بين عائلة المجنى عليها وعائلة «آل عبدالبارى»، وأشارت التحريات إلى مقتل سيدتين من عائلة «آل عبدالبارى» قبل أسبوعين، على يد أفراد من عائلة «آل قصود»، من بينهم ابنا المجنى عليها «هاربان». فيما سادت حالة من الذعر والارتباك بين تلاميذ ومعلمين مدرسة عزبة خلف الابتدائية فى القرية، بسبب صوت الطلقات النارية التى استخدمت فى قتل المجنى عليها. وقال عبدالجواد عبدالرحيم، مدير المدرسة، إنه اضطر لاحتجاز التلاميذ وإغلاق البوابات الرئيسية للمدرسة لمنع خروجهم أثناء «الفسحة»، مشيرا إلى أن خروجهم بعد انتهاء اليوم الدراسى غير آمن، بسبب زيادة الخصومات بين العائلات، وتشعبها، لافتا إلى أنه بصدد إبلاغ الجهات الأمنية للتحمل مسؤولية خروج التلاميذ، منوها بأن المدرسة تعمل فترة مسائية، ومن المتوقع عدم ذهاب التلاميذ فى هذا التوقيت. وقال أحد المدرسين: نخشى مغادرة المدرسة بسبب إطلاق الأعيرة النارية بشكل متقطع، مشيرا إلى أن الضحية هى الرابعة منذ بداية العام الدراسى، حيث سبقها رجل وسيدتان. وقال عطا على، من أهالى القرية: إن التلاميذ والمعلمين أصابهم الفزع والارتباك، خوفا من إصابتهم بطلقات عشوائية أثناء خروجهم، مؤكدا أنه إذا لم تأت الشرطة لتأمين خروج التلاميذ، فسوف نستأجر سيارات تنقلهم إلى منازلهم، خاصة أن عدداً كبيراً منهم من قرى مجاورة، وبعض أولياء الأمور أطراف فى تلك الخصومات، سواء فى عزبة خلف أو العزب المجاورة لها، حيث إن القرية بها أكثر من 24 عزبة. وقالت صفية عبدالسلام، إحدى سيدات القرية: كل يوم تقدم القرية ضحية والمسؤولون يتفرجون علينا، موضحة أن بعض الأهالى فروا إلى مدينة القوصية والقرى المجاورة بعد سماعهم طلقات الرصاص، وأن آخرين هجروا القرية واستقروا فى أسيوط والقاهرة، وتابعت: القرية غير آمنة، وأطفالنا يعيشون فى ذعر دائم بسبب إطلاق النيران بشكل عشوائى. وقالت: يوم مقتل السيدتين من «آل عبدالبارى» كان أولادى نايمين على السرير، وأول ما سمعوا صوت النيران التى اصطدمت بحوائط منزلنا، سقطوا من أعلى السرير، وأصيب أحدهم فى رأسه بسبب «الوقعة» ولم نستطع نقله إلى المستشفى. وطالب أهالى القرية بسرعة تدخل وزير الداخلية ومدير الأمن لتأمين حياتهم، وسرعة إنهاء الخصومات بين العائلات، ووضع خطة لضبط الأسلحة الآلية والثقيلة المنتشرة مع الأهالى، لافتين إلى تباطؤ الإجراءات بمركز الشرطة التابعين له. وقال مصدر أمنى إن هناك عوائق تقف أمام قوات الأمن عند مداهمة القرية منها زراعات الذرة التى يختبئ فيها الأهالى فى أى وقت، والجبل الملاصق للقرية، ووجود عيون للعائلات المتخاصمة والمجرمون بمراكز الشرطة، الذين يسربون لهم موعد خروج الحملات عليهم.