تبدأ فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اليوم فعاليات القمة الأفريقية الرابعة عشرة، بحضور رؤساء ووزراء من 51 دولة أفريقية يتقدمهم الرئيس الليبى العقيد معمر القذافى، والرئيس الجنوب أفريقى زوما، والرئيس السودانى عمر البشير، ورئيس الوزراء الإثيوبى ميليس زيناوى، فضلا عن مشاركة الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن»، والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، والأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، وعدد من وزراء خارجية دول الشركاء للاتحاد الأفريقى. ويرأس وفد مصر فى القمة أحمد أبو الغيط وزير الخارجية، وعضوية الدكتور طارق كامل، وزير الاتصالات، حيث يتركز الموضوع الرئيسى للقمة حول الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وتشهد أروقة القمة أزمة مكتومة، بسبب محاولات بعض الدول استمرار رئاسة القذافى للاتحاد الأفريقى لدورة ثانية، بالمخالفة لقرار الاتحاد بتدوير هذا المنصب بين الأقاليم الأفريقية الخمسة، حيث يحق لإقليم الجنوب الأفريقى الرئاسة هذا العام. وقالت مصادر دبلوماسية ل«المصرى اليوم»: إن إحدى الدول العربية الأعضاء فى الاتحاد تسعى لاستمرار رئاسة القذافى للاتحاد لدورة ثانية، موضحة أنه وفقا للإجراءات داخل الاتحاد وقرارات القمم السابقة فإن الرئاسة دورية، وهى هذا العام من حق دول الجنوب التى توافقت على رئاسة مالاوى للاتحاد. وأشارت المصادر إلى أنه من المنتظر أن تحسم القمة اليوم مسألة الرئاسة، وستناقش القمة عددا من القضايا السياسية على رأسها أمر الاعتقال الصادر من المحكمة الجنائية الدولية فى حق الرئيس السودانى عمر البشير، إضافة إلى الأوضاع فى الصومال. ومن المنتظر أن تؤيد القمة حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستفلة ضمن حدود 1967. إلى ذلك شهدت اجتماعات وزراء الخارجية الأفارقة انتخاب الأعضاء الجدد لمجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الأفريقى، وتنازلت مصر عن الترشيح هذا العام لصالح ليبيا وموريتانيا. وقالت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية ل«المصرى اليوم»: نحن تنازلنا عن الترشيح لصالح ليبيا وموريتانيا، وأرسلنا لهم خطابات رسمية بذلك، موضحين لهما أن هذه الخطوة جاءت تقديرا من مصر لهما ولعلاقات الصداقة القوية بيننا». وأوضحت عمر أن هذه الخطوة من جانب مصر لحرصها على استمرار التوافق بين دول الشمال الأفريقى. على جانب آخر عقدت أمس داخل مقر الاتحاد الأفريقى قمتان الأولى خاصة بمبادرة «النيباد» التى تضم فى عضويتها 20 دولة، منها مصر والجزائر ونيجيريا وجنوب أفريقيا والسنغال، والقمة الأخرى قمة مراجعة النظراء التى تضم 30 دولة. وقال السفير إبراهيم على حسن، الممثل الشخصى للرئيس مبارك فى القمتين ل«المصرى اليوم»: «إن قمة النيباد تركزت بشكل أساسى حول اندماج النيباد ضمن منظومة الاتحاد الأفريقى»، موضحا أن القمة الأفريقية التى عقدت فى سرت فى يوليو الماضى اتخذت قرارا بتحقيق هذا الاندماج الذى اتفق عليه منذ عام 2003، باعتبار أن النيباد هى الذراع الاقتصادية للاتحاد الأفريقى. وأشار على حسن إلى أن المدير التنفيذى للنيباد عرض على القمة تقريراً مرحلياً تركز حول ما تم إنجازه من خطوات لتنفيذ قرار قمة سرت. ولفت السفير على حسن إلى أن القمة بحثت كذلك الجوانب التنفيذية الخاصة بإنشاء هيئة النيباد الجديدة ضمن الاتحاد الأفريقى، منوها بأن القمة بحثت كذلك الميزانية المقررة لأنشطة المبادرة فى العام المقبل، وبحثت كذلك ما تم إنجازه من تعاون مع شركاء التنمية. وردا على سؤال حول مسألة إنشاء عملة أفريقية موحدة، أوضح السفير على حسن أن هذا الموضوع يبحث فى إطار إنشاء حكومة الاتحاد الأفريقى ولاتزال المشاورات جارية حول هذا الأمر. يذكر أنه يغيب عن المشاركة فى القمة الأفريقية رئيس إريتريا أسياس أفورقى، الذى تقاطع بلاده القمم التى تعقد فى أديس أبابا، كما يغيب أيضا رئيسا غينيا كوناكرى ومدغشقر المجمدة عضوية بلديهما فى القمة بعد الانقلابات العسكرية الأخيرة فيهما.