«تسألنى عن زواج الإخوان.. أقول لك..الإخوان يتزوجون من الإخوان.. هذه هى القاعدة ببساطة»، هكذا يحسم الناشط الإخوانى محمد يحيى (مهندس ميكانيكا) قواعد التعامل الاجتماعى داخل الجماعة ويوضح قائلا: «الجماعة ترفض زواج الأخ من خارج بنات الجماعة إذا كان يبحث عن زوجة ابتداء، أما اذا قرر بالفعل الزواج من جارته أو زميلة فى العمل أو احدى القريبات فلا يتدخل الأخ المسؤول إدراكاً أن الأمر انتهى بالفعل، لذا يكتفى عادة بنصائح عامة عن الحرص على غرس القيم الاسلامية فى الأسرة». ويفسر على كمال (خريج آداب القاهرة) تشجيع الجماعة على زواج شباب التنظيم من الأخوات قائلاً «الزوجة المتدينة ترى ملايين الملتزمين دينيا ممن لا يقبض عليهم ولا يتعرضون للمطاردة فلا تتقبل ما يعرض له زوجها ولا تفهم لماذا وتضطر لتحضير المشروبات والوجبات الخفيفة لستة رجال يستضيفهم زوجها أسبوعياً فى منزلها أو لماذا يتركها ليذهب إلى معسكر.. كل ما ستفهمه أنه يستبدل البيت بالمقهى ويتركها ليسافر مع أصحابه.. أما الأخت فتتفهم. ويضيف سببا آخر قائلاً: «التجربة علمتنا أن بقاء الأخت داخل التنظيم مرتبط بزواجها من أخ.. فالزوج العادى يرفض أن تخرج زوجته للقاءين أو ثلاثة اسبوعيا بينما هو جالس فى البيت فضلا عن عدم تقبله لانشغالها الذهنى بالتحضير للقاءات أو بمشاكل الاخوات. وهكذا فالتنظيم يحافظ على التنظيم.. كما يقدم حلاً لمشكلة العروس التى يواجهها الكوادر الذين سبق اعتقالهم.. فالاسر العادية لا تميل لأن ترمى بنتها لشاب «رد سجون».. مما يقلص الفرص أمام فرد الجماعة لينحصر الاختيار عملياً فى الأخوات اللاتى يستطعن خوض معركة مع الاهل ليقبلوا بهذا «العيب». وبالرغم من أن «الأخت» لا تجد مشقة فى إيجاد عريس من خارج الجماعة فهى نموذج للزوجة المثالية فى عرف الشاب المصرى.. لا تكلم أولادا.. حجاب طويل.. أفكار محافظة.. إلا أن القيادات النسائية الاخوانية تفضل زواج الأخت من أحد الإخوة لتحقيق أحد أهداف الجماعة وهو الاسرة المسلمة فلا يوجد ضمان لاستمرار وتواصل الجماعة أكبر من أبناء الإخوة.. وإن كان هذا التفضيل لا يتطور أبداً لرفض عريس متدين ومناسب «حرصا على مستقبل الأخت». وهناك نوعان من الزواج الإخوانى.. نوع تقليدى عن طريق الأخ المسؤول فيطرح الصفات التى يرغب فيها فى زوجة المستقبل وترتب مجموعة مقابلات بينهما سواء فى منزلها أو فى مكان عام بحضور طرف ثالث ويمكن أن تستمر اللقاءات المنزلية لخمس أو ست مرات حتى يستقرا على الزواج أو يعتذر أحد الطرفين. والنوع الثانى أن يعرفها «الأخ» من حركتها فى الكلية أو فى القرية حيث كل الناس تعرف بعضها فيتقدم لفلانة بالاسم. والفرح الإسلامى فرصة لاقتناص عريس عبر بوابة الزواج التقليدى. وينتقد الناشط الإخوانى حسام ياسين (مدرس لغة عربية) ما يعتبره صدمة اصابته عند تقدمه لخطبة فتاة اخوانية قائلا: «خضت أكثر من تجربة للزواج من عائلات اخوانية.. وكان هناك تساهل فيما يتعلق ببهرجة الفرح والتى لا يميل لها الإخوان أو المتدينون عموما اصلاً.. لكن تصلب مواقفهم فيما يتعلق بالقائمة والمؤخر والشقة سبب لى إحباطاً ودمر الصورة الملائكية التى كنت أتصورها. ويواصل حسام انتقاده للحياة الزوجية بالأسرة الإخوانية نفسها فيقول: «المجتمع الإخوانى مجتمع مغلق، فالزوجة هى صديقة مقربة لزوجات فلان وفلان كما أنها قريبة فلانة وفلانة وبالتالى فأى خلاف اسرى يحدث يتحول إلى مشكلة عامة».
