أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الهجوم الذي وقع مساء الثلاثاء، على القنصلية الأمريكية في بنغازي، واصفا إياه ب«الوحشي»، مؤكدا أن ضحايا الحادث الأربع، كانوا «نموذجا وتجسيدا لالتزام أمريكا بالحرية والعدالة». وقال أوباما: «إنني أدين بشدة الهجوم الوحشي على منشآتنا الدبلوماسية في بنغازي، الذي أودى بحياة أربعة أمريكيين، بما في ذلك السفير كريس ستيفنز»، مضيفا «إن الشعب الأمريكي يشاطر عائلات من فقدناهم في الصلاة من أجلهم . لقد كانوا نموذجا وتجسيداً لالتزام أمريكا بالحرية والعدالة، والشراكة مع الدول والشعوب في جميع أنحاء العالم، ووقفوا في تناقض صارخ مع أولئك الذين قتلوهم بقسوة». وأكد، بحسب بيان صحفي، أصدرته السفارة الأمريكية بالقاهرة، الأربعاء، أنه قام بتوجيه حكومته إلى توفير كل الموارد المتاحة لدعم أمن الموظفين في ليبيا، ولرفع مستوى تأمين المواقع الدبلوماسية حول العالم، متابعا «وفي الوقت الذي ترفض فيه الولاياتالمتحدة محاولات الإساءة إلى المعتقدات الدينية للآخرين، علينا جميعاً أن نعارض بشكل قاطع هذا العنف الذي يفتقد لأي معنى، والذي أودى بحياة هؤلاء الموظفين العموميين». ونعى أوبامأ السفير الراحل، معربا عن تقديره له، قائلا: «وعلى مستوى شخصي، كان كريس شجاعاً ومندوباً مثالياً للولايات المتحدة، فعلى مدار الثورة الليبية، خدم كريس بلدنا والشعب الليبي بكل تفان من خلال بعثتنا في بنغازي. وكسفيرنا في طرابلس، فقد دعم انتقال ليبيا إلى الديمقراطية، وسيظل إرثه وعمله متواصلاً في كل مكان يصبو فيه البشر إلى الحرية والعدالة، وأنا ممتن امتنانا عميقا لخدمته لحكومتي، وأشعر بحزن عميق لفقدانه». واختتم أوباما بقوله: «إن الأمريكيين الشجعان الذين فقدناهم يمثلون نماذج للخدمة الاستثنائية والتضحيات التي يقدمها موظفونا المدنيون كل يوم في جميع أنحاء العالم. وفي الوقت الذي نقف فيه لمشاركة مشاعر عائلاتهم، دعونا نضاعف جهودنا للمضي قدما لاستكمال الأعمال التي كانوا يقومون بها». يذكر أن السفير الأمريكي «كريس ستيفنز»، الذي لقي حتفه في هجوم ليبيين مسلحين على القنصلية الأمريكية ببنغازي، قد عمل لمدة 21 سنة في الخارجية الأمريكية. بينما «شين سميث»، مسؤول إدارة المعلومات بالقنصلية، أحد ثلاثة آخرين أعلنت الخارجية الأمريكية عن مقتلهم في الهجوم، كان قد التحق بالخارجية الأمريكية قبل عشر سنوات، وعمل قبل وصوله إلى بنغازي، في بغداد، بريتوريا، مونتريال، وكان آخر مهامه في لاهاي، ومازالت التحقيقات جارية بشان القتيلين الآخرين. كان عدد من المسلحين الليبيين قد شنوا، مساء الثلاثاء، هجومًا على القنصلية الأمريكية في بنغازي، وذلك احتجاجا على قيام بعض من أقباط المهجر المقيمين في الولاياتالمتحدة بإنتاج فيلم مسيء للرسول محمد - صلي الله عليه وسلم- بالتعاون مع القس الأمريكي المعروف بعدائه للعرب والإسلام تيري جونز.
