فى دنيا التبرعات يأتى الغنى والفقير، الشاب العاطل، والفتاة التى تنتظر العدل، ورجال الأعمال الذين يعتبر بعضهم التبرع «شو» فيما يراه آخرون «واجباً إنسانياً». ورغم تنوع مصادر التبرعات فى مصر إلا أن الحملات المكثفة غالبا ما تركز على صغار المتبرعين باعتبارهم الشريحة الأكثر عددا وكرما فى الوقت نفسه فيما يظل رجال الأعمال أو «القادرون» بعيدين بعض الشيء عن دائرة «اتبرع ولو بجنيه». إيناس لطفى (22 سنة) تبدو متشككة فى جدوى التبرعات من الأساس «احنا مش عارفين فلوسنا هاتروح لناس تستحقها ومحتاجاها ولا لأ.. رغم كده أنا عن نفسى شاركت كذا مرة فى تبرعات لأكثر من جهة لكن مش بشكل مباشر يعنى أروح أسلم الفلوس بإيدى عشان أطمن». إيناس التى تشتكى من كثرة حملات التبرع، وتعدد الجهات التى تطالب بدعم مواطنين فقراء أصلا «كل شوية تطلع حملة زى اتبرع ولو بجنيه.. الموضوع بقى شحاتة رسمى المفروض الحكومة تشوف شغلها شوية وكمان يطوروا الحملات دى لأنها بقت مستفزة فى بعض الأوقات بصراحة.. وده حقنا لأنهم بيصرفوا على الحملات دى من فلوس التبرعات». ويقول وائل جبر (26 سنة ): «أنا اتبرعت 7 مرات لحد دلوقتى، آخرها كان من 3 سنين ومش ناوى اتبرع تانى كفاية أوى كده، لأنه بيكون فيه نوع من أنواع النصب فى الموضوع ده، وكمان نوع من الاستغلال العاطفى، واعتقد إنه اللى عايز يتبرع ممكن يتبرع للهلال الأحمر، وطبعا مش هاتبرع لمصلحة حكومية زى جامعة القاهرة دى تبقى فضيحة... أمال الحكومة بتاخد ضرايب مننا ليه؟ وهما فين رجال الأعمال ولا هما يهربوا فلوسنا بره وساعة التبرع ما نلاقيش حد إلا اللى عايز يعمل شو؟». ويضيف محمد عادل 27 سنة: «اتبرعت مرة واحدة وأنا فى الجامعة وندمت لأنى اكتشفت إن الجهة اللى أنا اتبرعت لها غير موثوق فيها، بس بعد كده اتبرعت بالدم ويمكن دى حاجة مضمونة أكثر بس مش 100% برضه، وأنا موافق على التبرعات العينية لكن أرفض تماما التبرعات المادية لأن دى مسؤولية الدولة، مثلا التبرع لجامعة القاهرة أو غيرها من المؤسسات الحكومية فاعتقد إنه غير قانونى وهيخلينا نفتح موضوع المصاريف الجامعية اللى هى 10 جنيهات بحسب القانون، لكنهم بيدفعونا مئات الجنيهات الإضافية عشان المبانى وغيرها من الخدمات اللى المفروض تقدم مجانا للطلاب.. موضوع بقى إن الحكومة تطلب تبرعات للجامعة دى شحاتة على الناس».