قالت مصادر مصریة مطلعة، لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، إن حركة المقاومة الإسلامیة «حماس»، تعھدت بملاحقة العناصر المتشددة في رفح الفلسطینیة التي تسعى بین حین وآخر لشن هجمات صاروخیة انطلاقا من أراضي سیناء. وبینما ألقت السلطات المصریة القبض على أحد المتشددین المطلوبین، اتھمت جماعة «أنصار بیت المقدس» ثلاثة من بدو سیناء ب«مساعدة إسرائیلیین على قتل أحد منتسبیھا الجھادیین في شبھ الجزیرة التي تشھد فراغًا أمنیًا، بسبب تقلیص القوات المصریة هناك منذ توقیع اتفاقیة السلام بین القاهرة وتل أبیب». وقال مسؤول محلي في سیناء إن اتھامات الجماعة «لا یوجد علیھا دلیل حتى الآن، وإن التحقیقات في الحادث ما زالت مستمرة»، فيما أفادت مصادر أمنیة في سیناء بأن عناصر من الجھادیین من سیناء وغزة استغلوا الأنفاق الواصلة بین جانبي الحدود وضعف القبضة الأمنیة من جانب حماس، لتنفیذ عملیات ضد السلطات المصریة في سیناء وضد أهداف داخل إسرائیل انطلاقا من الأراضي المصریة. وبعد زیارات ولقاءات مع كبار المسؤولین في مصر، أوضحت مصادر دبلوماسیة وأخرى من جماعة الإخوان المسلمین، أن وفدا من حماس تعھد في القاهرة خلال زیارتھ الأخیرة التي انتھت السبت، بتشدید الإجراءات على الحدود المشتركة مع مصر بین قطاع غزة وشبھ جزیرة سیناء، وأن هذه الإجراءات تشمل ملاحقة العناصر المتشددة «غالبیتھم فلسطینیون ویُعتقد أن معھم مصریین وعربا» التي یتركز وجودها في رفح الفلسطینیة. ومنذ الهجمات التي راح ضحیتھا 16 من ضباط وجنود حرس الحدود المصریین في الخامس من الشھر الماضي، على أیدي من یعتقد أنھم متشددون من سیناء وغزة، بدأت حركة حماس إجراء اتصالات مع مصر لتجنب تأثیر الرد العسكري المصري على معبر رفح البري الذي یعتبر المنفذ الوحید بین غزة والعالم الخارجي. وسبق لجماعة «أنصار بیت المقدس» أن أعلنت مسؤولیتھا في تسجیلات مصورة عن تفجیر خط تصدیر الغاز الطبیعي المار عبر سیناء من مصر إلى إسرائیل، في أعقاب سقوط نظام الرئیس السابق حسني مبارك. وزعم البیان الذي أصدرتھ الجماعة، السبت، أن ثلاثة مصریین بسیناء تواطأوا مع أربعة ضباط ل«الموساد» الإسرائیلي في قتل رجل یكنى ب«أبو یوسف»، ویدعى إبراهیم عویضة ناصر بریكات، بعبوة ناسفة زرعت لھ على طریق منزلھ. وكان «أبو یوسف» قُتل الأحد الماضي، في انفجار استھدف دراجتھ الناریة عندما كان عائدا لمنزلھ القریب من الحدود المصریة الإسرائیلیة، واتھمت الجماعات الجھادیة في سیناء إسرائیل بإطلاق صاروخ على «أبو یوسف»، إلا أن السلطات المصریة نفت ذلك، وقالت إن التحقیق في الحادث ما زال جاریا، لكن بیان جماعة «أنصار بیت المقدس»، السبت، قال إنھ بعد تحقیق الجماعة في الأمر تبین لھا أن «ثلاثة جواسیس مصریین راقبوا الضحیة وسھلوا لضباط صھاینة تنفیذ العملیة». وتابع البیان أن أحد الجواسیس الثلاثة «عُثر علیھ مقتولا، الجمعة، وضع شریحة إلكترونیة أسفل خزان الوقود بدراجة «أبو یوسف»، وذلك قبل أسبوع تقریبا من تنفیذ عملیة الاغتیال. وعلى صعید متصل، قالت مصادر أمنیة مصریة إن قوات العملیة «نسر»، وجھت ضربة للمتشددین بعد أن ألقت القبض، السبت، على أحد أهم المطلوبین الذي شارك في هجمات مسلحة على الحواجز الأمنیة للشرطة والجیش بسیناء، ويُدعى حمادة عبد االله أبو شیتة، وذلك في مخبأ داخل أحد المنازل. وأضافت أن المقبوض علیھ سبق أن صدر ضده حكم بالإعدام الشھر الماضي في القضیة المعروفة باسم «تنظیم التوحید والجھاد» لإدانتھ بالمشاركة في قتل أفراد من الشرطة والجیش.