فى تصاعد سريع لوتيرة الأحداث فى قطاع غزة، ارتفع عدد المسلحين الذين سقطوا فى المواجهات المسلحة غير المسبوقة بين جماعة «جند أنصار الله» المتشددة، وقوات الأمن التابعة للحكومة الفلسطينية المقالة إلى 22 قتيلا، و120 جريحا فى مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، بينهم مسؤول الجماعة المتشددة، الشيخ عبداللطيف موسى «50 عاما»، الملقب ب «أبوالنور المقدسى»، ومساعده، أبوعبدالله السورى، وذلك قبل إعلان وزارة الداخلية أنها سيطرت على الوضع بشكل «شبه كامل»، واصفة الجماعة المسلحة بأنها «عناصر منحرفة فكريا». وصرحت مصادر طبية بأن عدد القتلى ارتفع إلى 22، بينما تجاوز عدد الجرحى 120، بينهم أكثر من 10 فى حالة خطرة، وأشار إلى أن 6 من القتلى من عناصر الشرطة التابعة لحكومة «حماس»، إضافة إلى طفلة من المارة، وذلك خلال الاشتباكات التى اندلعت أمس الأول بين الجانبين فى رفح، وجرى خلالها استخدام الأسلحة الرشاشة وقاذفات «آر.بى.جى» والأحزمة الناسفة. ولقى المقدسى، قائد الجماعة «السلفية الجهادية» مصرعه خلال اشتباكات مسلحة وقعت فى محيط منزل تحصن به فى مخيم البرازيل، برفح، كما قتل مساعده، بعد سماع دوى انفجار كبير هز المدينة، وأكد إيهاب الغصين، المتحدث باسم وزارة الداخلية، مقتلهما خلال الاشتباكات التى تواصلت فى محيط وداخل مسجد «ابن تيمية»، بين مسلحى الجماعة وشرطة حكومة «حماس». وأوضح الغصين أنه تم العثور على موسى جثة هامدة، بعد انتهاء الاشتباكات، قبل أن تتمكن الشرطة من السيطرة على الوضع، وأضاف أنه سيتم الكشف عن جميع أسماء القتلى بعد إنهاء جميع الإجراءات الأمنية، مشيرا إلى أن الشرطة دعت فى وقت سابق من يتبع هذه الجماعة إلى تسليم نفسه إلى الشرطة. وأضافت الوزارة -فى بيان- أن قوات الأمن بسطت سيطرتها على المنطقة التى تحصن فيها المسلحون وأعادت الهدوء إليها، فى حين أكد إسلام شهوان، الناطق باسم الشرطة الفلسطينية، أنه تم تفكيك جميع المجموعات المسلحة واعتقال العشرات من المنتمين إليها، مطالبا جماعة السلفيين بتسليم أنفسهم وأسلحتهم للأجهزة الأمنية وإلا ستتم ملاحقة كل من يتخلف عن هذا الأمر. وبينما أعلنت الوزارة المناطق التى شهدت اشتباكات مسلحة فى رفح وجميع مستشفيات قطاع غزة مناطق «مغلقة» أمام وسائل الإعلام «حفاظا على الأمن العام»، أكد شهود عيان أن الاشتباكات التى اندلعت بعد صلاة الجمعة أمس الأول استمرت حتى ساعة مبكرة من صباح أمس السبت، وذكروا أن أصوات انفجارات سمعت عدة مرات خلال الليل والفجر، خصوصا فى المنطقة التى تحصن فيها عناصر من الجماعة المتشددة قرب الحدود مع مصر. وشنت أجهزة الأمن التابعة لحركة «حماس» حملة اعتقالات فى صفوف الجماعة التى يعتقد أن لها ارتباطات بتنظيم «القاعدة»، وقال شهود عيان إن عناصر الجماعة وضعوا عبوات وأحزمة ناسفة حول المنطقة التى تحصنوا بها وهددوا بتفجيرها إذا اقتحمتها عناصر «حماس». وفى الوقت نفسه،تصدت عشيرة فلسطينية كبيرة لأنصار جند الله بعد محاولتهم الاختباء بينهم حيث اندلعت اشتباكات مسلحة أسفرت عن مقتل أحد أفراد هذه العشيرة وتمت مطاردة عناصر المجموعة السلفية جنوب مدينة غزة. وقال سكان محليون إن إحدى المجموعات السلفية وصلت إلى منطقة الدغامشة جنوب من مدينة غزة والتى تقطنها عائلة دغمش أحد أكبر عشائر غزة وحاولت الاختباء هناك وذلك بعدما تمكنت من الفرار من محافظة رفح جراء الاشتباكات، وأضاف السكان أنه حينما اكتشف أفراد هذه العشيرة عناصر تلك المجموعة وهى من أنصار عبداللطيف موسى بادروا إلى إطلاق النار عليهم وطاردوهم حتى أخرجوهم من المنطقة. وقالت مصادر محلية غير رسمية إن جماعة «جند أنصار الله» تضم مئات الأشخاص بينهم عشرات المسلحين من مناطق مختلفة فى قطاع غزة، وكان الشيخ موسى قد أعلن فى خطبة الجمعة أمس الأول فى رفح «عن ولادة المولود الجديد: الإمارة الإسلامية فى أكناف بيت المقدس»، وتابع: «سنقيم هذه الإمارة على جثثنا، وسنقيم بها الحدود والجنايات وأحكام الشريعة الإسلامية، ونعاهد الله أن نعمل على طاعته»، الأمر الذى وصفته حكومة «حماس» بأنه على ما يبدو «لوثة عقلية»، وأكدت وزارة الداخلية أن أى مخالف للقانون ويحمل السلاح لنشر الفلتان «ستتم ملاحقته واعتقاله».