يرى أحمد حسن، الأمين العام للحزب الناصرى، أن الدكتور محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، شخصية إعلامية تصلح لقيادة جمعية خيرية، لكنه لا يصلح أن يكون رئيسا لمصر. وطالب فى أول حوار له مع «المصرى اليوم» بعد تعيينه فى مجلس الشورى الرئيس مبارك بتعيين نائب له يتولى رئاسة الجمهورية فى غيابه، واصفاً قرار تولى الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء، مهام رئاسة الجمهورية، أثناء رحلة الرئيس للعلاج فى ألمانيا بأنه غير صائب، لأن «نظيف» لا يصلح للجلوس على كرسى الحكم أكثر من 5 دقائق- حسب قوله- «حسن» انتقد تصرفات سامح عاشور داخل الحزب، وأكد أن الرئيس مبارك سيرشح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة وسيفوز بدورة رئاسية جديدة.. وإلى نص الحوار: ■ هل تم إخطارك بقرار تعيينك فى مجلس الشورى قبل صدوره رسمياً؟ - قبل أيام قليلة من صدور القرار التقيت صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى، للنظر فى قضية التضييق على الأحزاب، وفرض القيود على أعمالها ومحاصرة قياداتها وتقليص نشاطها السياسى، والبحث عن حل لهذا الأمر لخلق تعددية حزبية تستطيع حل مشاكل المواطن البسيط، وتحدثنا فى الأمر لكن لم يخطرنى أحد بالقرار، ويومها أخذت وعدا من الدكتور فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب، وصفوت الشريف، بفك القيود المفروضة على الأحزاب الكبرى مثل الناصرى والوفد والتجمع، ولكن حتى الآن لم يحدث شىء. ■ ما الأسس التى يتم من خلالها التعيين فى «الشورى» من وجهة نظرك؟ - إجابة هذا السؤال تحديدا عند رئيس الجمهورية. ■ تعيينك فى «الشورى» رفضه بشده بعض قيادات الحزب.. فما تعليقك؟ - لا يوجد قرار فى الحياة العامة يحظى بموافقة جماعية، وفى العمل الحزبى يؤخذ القرار برأى الأغلبية، وأريد أن أوضح أنه فى ابريل الماضى صدر قرار من الأمانه العامة للحزب الناصرى والمكتب السياسى بخوض أى انتخابات سواء كانت «شورى» أو «شعب» أو «محليات». وبعد هذا القرار اتفقت قيادات الحزب على أن نقبل قرارات التعيين فى البرلمان طالما قبلنا خوض الانتخابات من الأصل، وحذرت وقتها من إصدار قرار بقبول التعيين، لأنه إذا لم يأت قرار التعيين سنكون «مسخة أمام الصحفيين ووسائل الإعلام». ■ ماذا لو رفض المكتب السياسى بالحزب قرار تعيينك؟ - لو رفض المكتب السياسى قرار تعيينى فى الشورى، كنت سأكتب رسالة إلى رئيس الجمهورية أشكره على ثقته فى قدراتى السياسية، وفى الوقت ذاته أعتذر له عن رفضى التعيين. ■ كيف ترى رفض سامح عاشور قرار تعيينك ومحاولته استعداء بعض قيادات الحزب ضدك؟ - تصرفات «عاشور» غير مسؤولة من شخص غير مسؤول، وهى تصرفات لا تليق أن تصدر من قيادى بالحزب الناصرى، فرغم أنه يحاول تكوين جبهة ضدى لكنه لم يتمكن من فعل أى شىء حتى الآن. وبدأ من يأخذون موقفاً ضدى والمنحازون له يتركونه ويتفهمون الأمر، وأجروا اتصالات عديدة بى لتهنئتى على قرار تعيينى بمجلس الشورى، وأدعو عاشور لأن يتوقف عما يفعله وأن يذهب إلى الأمانة العامة للحزب أو المكتب السياسى لعرض موقفه، وفى اعتقادى الشخصى لوكان الرئيس مبارك عرض عليه التعيين لوافق بسرعة دون الرجوع إلى أحد. ■ ما تفسيرك لتحركات «عاشور» داخل الحزب وهل تستهدف إحداث انقسامات بين قياداته؟ - لا أعرف.. ويبدو أن «عاشور» يفضل أن يعيش فى توتر وقلق ويحب اختلاق خلافات بين قيادات الحزب، وأكبر دليل على ذلك قيامه بإشعال الفتنة وإثارة البلبلة بين نقيب المحامين الحالى ومجلس النقابة. ■ ما الهدف من وراء هذا التوتر.. هل لإبعادك عن منصب رئيس الحزب؟ - انتخابات رئاسة الحزب الناصرى لا تستدعى جو التوتر الذى يقوم بتهيئته سامح عاشور، وأرى أن من حقه خوض انتخابات رئاسة الحزب، ومن المحتمل أنه يريد تشويه صورتى أمام قيادات الحزب، لكن عليه أن يعلم تماما أننى لم أكسر قاعدة حزبية. ■ لماذا الازدواجية فى الموقف ما بين ترشح وفوز محسن عطية فى انتخابات الشورى ثم قبولك أنت شخصياً التعيين؟ - محسن عطية أخطأ بالترشح بانتخابات الشورى لأنه ترشح فى دائرة غير دائرته الانتخابية، وتعدى لوائح الحزب، التى يعلمها جيداً، وخاض الانتخابات بعد أن حصل على دعم من شخصية كبيرة فى جهة قوية لن أفصح عنها، لكن المكتب السياسى للحزب لديه جميع المعلومات حول هذا الموضوع. ■ هل هناك صفقة بين «الناصرى» والحزب الوطنى- حسب رأى البعض؟ - لا توجد صفقة على الإطلاق، ولا يصح لأحد أن يطلق هذا الكلام على الحزب الناصرى دون تقديم الدليل على صحته، فالحزب لم يعقد صفقات وما يحدث من بعض الأشخاص لا يسمى صفقة للحزب لأن الحزب لا يعلم بها. ■ ما الموقف الذى اتخذه الحزب من عطية؟ - الحزب جمد عضويته، وحوله للتحقيق لاتخاذ القرار النهائى فى بقائه داخل الحزب أو فصله. ■ كيف ترى قرار أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة، برفض التعيين فى الشورى على أساس مقاطعة الحزب للانتخابات؟ - هذا أمر غير صحيح لأن «الغزالى» كان عضواً بمجلس الشورى بالتعيين، وحزب الجبهة اتخذ قرار مقاطعة الانتخابات، وقال أسامة إنه رفض التعيين، وكان عليه أن يفرق بين التعيين والتزوير. ■ يرى البعض تعيين قيادات المعارضة بأنه يستهدف «استئناسهم» وضمان ولائهم ل«الوطنى»؟ - سأتكلم عن حزبى فقط، ونحن لا نقبل التعيين من أجل عيون «الوطنى» وتحقيق أهدافه ومصالحه، ولكن نقبل التعيين لإظهار آراء الحزب الناصرى فقط، ومن خلال ذلك نوجه انتقاداتنا لحكومة نظيف وما قبلها، لأنها أدت إلى كوارث مجتمعية. وعلى سبيل المثال أنا أعمل فى السياسة منذ 40 عاماً ولا أحد يستطيع أن يجعلنى أعمل لصالح «الوطنى» أو أتنازل عن أهداف «الناصرى» الساعية للمواطن المصرى البسيط. ■ ما تقييمك للأداء البرلمانى فى الفترة الماضية؟ - الأداء البرلمانى انعكس على سياسات الحكومة، مما يعنى أن البرلمان يسير فى طريق مظلم، أو يضرب بالمصالح الوطنية ومصلحة الشعب المصرى عرض الحائط. ■ أين مكان الحزب الناصرى على الخريطة السياسية؟ - الحزب الناصرى شأنه كالأحزاب السياسية الأخرى توجد علية قيود كثيرة نحاول التخلص منها فى انتخابات الشعب المقبلة. ■ ما الدور الذى تأمل أن تلعبه فى مجلس الشورى؟ - أن يكون للحزب الناصرى دور فى حل مشاكل المواطن ومساعدته فى الأزمات الاقتصادية التى يواجهها. ■ ما خطوات «الناصرى» فى انتخابات الشعب المقبلة؟ - الحزب قرر خوض انتخابات «الشعب» المقبلة وسيرشح أكثر من 40 عضواً، وأرى أن انتخابات الشعب ستكون مزورة مثل الشورى، ولكن سنبذل قصارى جهدنا لحماية مرشحينا، فنتيجة انتخابات التجديد النصفى ل«الشورى» تعبر عن نصف أصوات الشعب، لكون من صوتوا فيها «8 ملايين» وهم أكثر ممن صوتوا فى انتخابات الرئاسة «7 ملايين» وهذا يكشف فضائح «سيستم» النظام. ■ أين موقع ائتلاف الأحزاب الرباعى على الساحة الآن؟ - فى تقييمى الشخصى الائتلاف لم يؤد دورا جادا فى تنشيط حركة الأحزاب السياسية، لأن الأحزاب الأربعة اكتفت بالاجتماعات فقط دون ترجمة ذلك على أرض الواقع، والحزب الناصرى يعمل على إنقاذ الائتلاف من السكتة القلبية، التى أصابته مؤخرا. ■ هل هدف الائتلاف الحصول على «شو إعلامى»؟ - لا طبعا، الائتلاف هدفه تنشيط حركة الأحزاب وفك القيود المفروضة عليها لكن حتى الآن فشلنا فى تحقيق أى شىء، والسبب الرئيسى فى ذلك هو تعارض سياسات الأحزاب مع بعضها البعض. ■ ما رأيك فى تجربة انتخابات رئاسة حزب الوفد.. ومتى نرى هذه التجربة فى «الناصرى» و«التجمع»؟ - تجربة الوفد أحيت الديمقراطية فى مصر لأنها حسمت رئاسة الحزب بالانتخابات الشفافة والنزيهة، وهذه التجربة ليست جديدة، فقد قام بها الحزب الناصرى فى انتخاباته الماضية، لكن كان ينقصها الضجيج الإعلامى. ■ ما أسباب زيارات الإخوان ل«الناصرى».. وهل يمكن التنسيق مع الجماعة فى انتخابات مجلس الشعب المقبلة؟ - جماعة الإخوان تبحث عن الشرعية من خلال الأحزاب وهذا سبب زيارات قياداتها المتتالية فى الفترة الأخيرة للعديد من الأحزاب، و«الناصرى» لا يريد كسب عداء أحد، لكننا لن ننسق مع الإخوان، ولن نقبل بأن يترشحوا من خلالنا فى انتخابات الشعب المقبلة، فهذا الأمر مستحيل حدوثه ومرفوض تماما، لأن «الناصرى» برنامجه مختلف عن «الإخوان». ■ هل تعتقد أن الدكتور محمد البرادعى ومطالبه بالتغيير يصلح أن يكون رئيساً لمصر؟ - نفسى الشعب المصرى يبطل يجيب سيرة «البرادعى»، لأن هذه الشخصية إعلامية ولا يصلح لأن يكون رئيسا لمصر، هو يصلح أن يكون رئيسا لجمعية خيرية فقط. ■ ما توقعاتك لانتخابات الرئاسة المقبلة؟ - توقعاتى أن الرئيس مبارك سيرشح نفسه للانتخابات الرئاسية وسيفوز بدورة جديدة، وعلى الرئيس أن يصدر قرارا بتعيين نائب له لتولى مهام الرئاسة فى غيابه، لأن قرار تولى الدكتور «نظيف» رئيس مجلس الوزراء مهام الرئاسة فترة إجراء الرئيس عملية جراحية فى ألمانيا «غير صائب» لأن «نظيف» لا يصلح أن يجلس على كرسى الحكم 5 دقائق.