أثار الحوار الشامل الذى أجرته «الشروق» مع الدكتور محمد البرادعى من فيينا بشأن احتمال ترشحه للرئاسة فى مصر، حالة من الحوار والجدل والاختلاف بين النخب المصرية حول شخص البرادعى ذاته قبل برنامجه الذى أعلن ملامحه على مدى 3 حلقات كاملة، وتفاعل مع مطالبه الكثيرون بينما انتقده الكثير أيضا. واعتبر القيادى اليسارى البارز والمفكر السياسى، عبدالغفار شكر أن دعوة البرادعى لتغيير الدستور تتماشى مع مطالب الحركة الديمقراطية فى مصر، وشدد على أن وضع دستور جديد للبلاد أمر لا بديل له معتبرا أن مواد الدستور الحالى غير لائقة لأنها تقر نظاما سلطويا. ورفض الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع فكرة الدستور الجديد وقال «لو تشكلت لجنة تأسيسية ووضعت دستورا جديدا هيطلع منيٍل بستين نيله». واعتبر بهى الدين حسن مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان الآراء التى طرحها البرادعى فى الحوار بالجريئة، وأن آراءه بها نغمة تحدٍ وأنه يتحدث كزعيم سياسى ويقدم خطابا مختلفا عن كل أحزاب المعارضة وأن لديه برنامجا مختلفا مع الوضع الموجود». وقال الدكتور رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا للدراسات والأبحاث إن البرادعى لا يصلح أن يكون رئيسا للبلاد لأنه «خيار أمريكى وأنه فى المحصلة مشروع أمريكى، وتاريخه يؤكد انحيازه الكامل لواشنطن». بل إن الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الأهرام للدراسات، قال إن الشروط التى وضعها البرادعى من أجل الترشح للرئاسة تحمل فى مضمونها رسالة للاعتذار الضمنى من البداية ولا تخرج عن كونها إحراجا للنظام أمام الشعب. وبينما اعتبر الدكتور جمال زهران النائب المستقل ترحيب البرادعى بوجود الإخوان المسلمين، فى الساحة السياسية فى حالة استعدادهم العمل فى إطار الشرعية الدستورية، بمثابة رسالة تهدئة للجماعة، وأنها دعوة لها للمشاركة فى الحياة المدنية كجزء من التطور الديمقراطى فى إطار طرحه الليبرالى لتأسيس الدولة. ووصف الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، خليل العنانى حديث البرادعى عن الإخوان بالجميل، لكنه سأل: هل سيطالبهم بتكوين حزب سياسى أم جمعية خيرية؟ ولفت إلى أن الإخوان لم يحسموا أمرهم بعد تجاه البرادعى. ومن ناحيته أكد العالم المصرى دكتور مصطفى السيد الحاصل على أعلى وسام أمريكى فى العلوم ، أنه لا ينوى ترشيح نفسه فى الانتخابات الرئاسية ولا يفكر فى هذا الأمر بتاتا على اعتبار أنه لا يدرى شيئا عن السياسة المصرية، معلنا فى الوقت ذاته أن الدكتور محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية «هو من أصلح من يتولى رئاسة الجمهورية».