فى حلقة هذا الأسبوع من برنامج «عصير الكتب» الذى يذاع على قناة «دريم 2» تناول الكاتب الصحفى بلال فضل عدداً من القضايا الشائكة بدأها بالحديث حول قضية «المثليين» من خلال الكتاب المترجم «رحلات مثلى فى الدول الإسلامية»، ثم انتقل إلى الحديث حول أسرار لا نعرفها عن الرئيس الراحل أنور السادات، موجهاً التحية إلى فنان الكاريكاتير حجازى احتفاء بعيد مولده. بدأ بلال كلامه قائلاً: «كتبت مقالاً منذ شهور أتعجب فيه من إطلاق لفظ مثلى على الشواذ جنسيا، بمعنى أنه مختلف عنا جنسيا وبمجرد نشرى هذا المقال انهالت علىّ التعليقات والشتائم، بحجة أننى عنصرى، على الرغم من أن مقالى كان يشير إلى أننا لا يمكننا أن نطلق كلمة (مثلى) تماشياً مع الاتجاه العالمى فى التسامح معهم، لأننا لا يجب أن نتسامح مع هؤلاء باعتبار أمرهم أمراً واقعاً، وندعو الله أن يعفيهم ويخفف عنهم مرضهم، وإلا علينا أن نتسامح مع من يفعل أى شذوذ كالمعتدى على الأطفال، أو الإرهابى، وإذا كنا لا نستطيع أن نغير واقعاً ما، فإن علينا أن نسمى الأمور بأسمائها، ومنذ أسابيع جاء لى رد مختلف على مقالى عن الشواذ أو المثليين وهى نسخة من كتاب مايكل. ت. ليونغو وعنوانه (رحلات مثلى إلى العالم الإسلامى) والذى أهدانى الكتاب وادعى فيه صاحبه أن الشذوذ يملأ العالم الإسلامى، وأن هناك 150 مليوناً مصابين به فى العالم، ومن أجلهم صدرت أول مجلة بعنوان حرية «تهتم بأمر الشواذ المسلمين» وأضاف: «الكتاب الذى صدر عن مؤسسة الانتشار العربى فى بيروت، صدر بعنوانين، حيث جاء الغلاف باسم (رحلات مثلى فى العالم الإسلامى)، بينما فى أولى صفحات الكتاب سجل اسمه (رحلات شاذ فى العالم الإسلامى)، وذلك سعياً لنشره فى الدول العربية، بحجة أنه يهاجمهم، كى يمر من تحت أيدى الرقباء الذين عادة لا يقرأون إلا الكتب التى قد تمس حكوماتهم»، لافتا إلى أن مؤلف الكتاب زار مصر، وعقد ندوة فى إحدى دور النشر، وأنه اعتمد فى كتاباته على ما كتبه مجموعة من الشواذ عن رحلاتهم بالدول الإسلامية. كل الدول مذكور اسمها وأسماء مدنها وشوارعها، بل إن بعض الدول مذكور فيها اتهامات صريحة لمسؤولين كبار بالشذوذ، ولم يكلف هؤلاء المسؤولون أنفسهم بالرد، وذلك - فى اعتقادى - بسبب إيمانهم بأنه لا أحد يقرأ فى الوطن العربى، وفى أكثر من موقع من الكتاب يهاجم الكتاب الشرطة المصرية، بسبب حملات القبض على الشواذ والتى كان منها واقعة الباخرة الشهيرة، ويستنكر الكاتب هذا التصرف قائلا «كيف يحدث هذا فى بلد قدس وشرع الشذوذ منذ آلاف السنوات»، ونتمنى أن يرد الدكتور زاهى حواس وعلماء الآثار حول ما كتب باللغة الإنجليزية. وقال بلال: «لو استطعت أن تتغلب على شعورك بالغثيان وأنت تقرأ هذا الكتاب عليك أن تعرف أنه لابد من مواجهة ما جاء فيه، وأن تعرف أن الكبت والتطرف، وكتم المشاعر الإنسانية الطبيعية التى أوجدها الله تساهم فى انتشار الشذوذ». فى فقرة المظاليم تحدث بلال عن فنان الكاريكاتير حجازى، والذى يطلق عليه سيد درويش الكاريكاتير. قال بلال: «نعلم أنك اخترت لنفسك العزلة وأن تعود إلى أهلك وتعيش فى طنطا مع عائلتك بعيداً عن القاهرة وزحامها، وبالرغم من أننا نعلم أنك لا تبحث عن تكريم، وأننا لن نطالب أحداً بتكريمك، فإننا اخترنا أن نحتفل معك بعيد ميلادك، وأن نقول لك إننا نحبك، وإننا نشتاق إلى ريشتك العبقرية، وأن نقول لك كل سنة وأنت طيب». وفى فقرة المختصر المفيد قال بلال: «عزيزى المسلم إذا كانوا قد أقنعوك بأن المسيحيين رائحتهم وحشة، وأن الكنائس والأديرة مليئة بالأسود لردع المرتدين منهم عن المسيحية، وأن المخازن مليئة بالأسلحة والذخيرة حتى صرت تنزعج من وجود الكنائس، وأن الرهبان يرتدون الأسود حداداً على وجودك أنت، فإن كل تلك مجرد أوهام، حاول أن تطرحها ولو لدقائق، وأن تقرأ كتاب (حارة النصارى: قبل أن ينكمش الأقباط وتصبح لهم حارة)، للمهندس شمعى أسعد. قال شمعى: أحاول أن أجيب عن بعض التساؤلات التى تدور فى عقل كل مسلم، والتى تسببت فى وجود إشكاليات نتيجة الجهل بها، فالمعلومات التى تصل المسلمين عن المسيحيين قليلة جداً مقارنة بما يعلمه المسيحى عن المسلم، كما هو الحال بالنسبة لزى الكاهن الأسود والذى يعتقد البعض أنه بسبب دخول العرب إلى مصر، على الرغم من أن هذا الزى تم إجبار الكهنة عليه قديماً وتحديداً فى عصر الحاكم بأمر الله، وعندما تم رفع هذا الحكم عنهم، كانوا قد تعودوا عليه، فضلا عن أنه لون وقور، والدليل على أنه لا علاقة له بما يقال إن الكهنة لا يصلون به، وإنما يرتدون الأبيض أثناء الصلاة، وهناك شكل الكنيسة، والذى يبنى على شكل سفينة نوح، باعتبارها رمز النجاة والقرب من الله، لافتاً إلى أن هناك مشكلات عالمية ذات صدى مصرى، فالمجتمع يرى أن الاقباط هم ممثلو الغرب، وكلما تفجرت قضية غربية، لا ينظرون اليهم إلا باعتبارهم مسيحيين، على الرغم من أن غالبيتهم بلا دين، الأمر الذى يجعلنا فى كل مشكلة عالمية نقول ربنا يستر، لأن وقعها لا يكون إلا علينا». فى فقرة سور الأزبكية تحدث بلال عن السادات الذى نجهله وقال: «هناك صفحات كثيرة مجهولة من حياة الرئيس الراحل أنور السادات، خصوصا ما يتعلق بعلاقاته بالأوساط السياسية والثقافية قبل الثورة». وقال الناقد شعبان يوسف، ضيف الحلقة الدائم: «كان هناك حادث قوى أعلن عن وجوده وهو مقتل أمين عثمان، وزير المالية، والذى كتب أن العلاقة بين مصر وأمريكا علاقة كاثوليكية عام 1946، وقد كتب اسمه كأحد المتهمين فى كتاب (المحاكمة الكبرى: فى قضية الاغتيالات السياسية السياسية) والصادر عام 1950، والذى لم ينشر منه سوى طبعة واحدة، لأسباب سياسية، كما هو الحال بالنسبة لكتاب (أسرار معركة الحرية) للطيار حسن عزت، والذى كتب مقدمته مجموعة من الشباب من بينهم أنور السادات وكانت مقدمته بعنوان (أخى فى الإرهاب) ويقال إنه تم إعادة طبعه فى إنجلترا مع مجموعة من المذكرات، والتى تحكى العلاقة بين المؤلف والشيخ الباقورى والسادات أثناء السجن، وعدداً من الوقائع التى لم يكتبها السادات، خاصة أن السادات كانت لديه إمكانية طرح نفس القصة بأكثر من طريقة، وهو ما كتبه الأستاذ هيكل فى مذكرات (خريف الغضب)، وتم تسجيله فى كتاب (السادات الحقيقة والأسطورة)». وأضاف: «لقد سحب أنور السادات كل كتبه التى ألفها قبل أن يكون رئيساً فيما عدا كتابه (يا ولدى هذا عمك جمال: مذكرات أنور السادات»، والذى قرره على طلاب الثانوية العامة بعد أن أصبح رئيساً للجمهورية إلا أن هناك كتاب (الضباط الأحرار) والذى كان قصة الثورة كاملة، عن دار نون، ومن كتبه الأخرى قصة الوحدة العربية عن دار الهلال». مشيرا إلى أنه كان هناك شك فى أن السادات كاتب، وقد أشار بنفسه إلى ذلك فى مذكراته والتى نشرت بعنوان «البحث عن الذات»، إلا أنه من المؤكد أنه كانت لديه رغبة حقيقية فى الكتابة، وقد سجل مذكراته عام 1948 فى مجلة السجن تحدث فيها عن خبراته اليومية فى السجن وكان منها مقاله «أيام وليال فى سجن مصر». وأضاف: «الكتب التى كتبها السادات كانت ذات عناوين مضحكة، إلا أنها تستحق إعادة الطبع مرة ثانية، منها (أسرار الثورة المصرية) ولفت إلى أن هناك مذكرات مجهولة لم تنشر كاملة والتى كانت تنشر بعض أحداثها فى مجلة السجن وكان السادات يكتب كثيرا، وهذه المواد تحتاج إلى جمعها ونشرها.