سادت حالة من الإحباط بين المشاركين فى معرض «إنتربيلد مصر 2010»، الذى أقيم الأسبوع الماضى، ضمن فعاليات المؤتمر الدولى السابع عشر للبناء والتشييد، بسبب تجمع عدد من العوامل أدت إلى ظهوره بمستوى أقل مما عهدوه سنوياً، فى هذا الحدث الذى يعد الأكبر فى المجال العقارى، خاصة أنه يغطى 56 مجالاً معمارياً، وعجز المعرض الذى أقيم فى الفترة بين 17 و21 يونيو الجارى، عن إرضاء طموح نحو 1500 عارض جاءوا من 46 دولة، آملين فى تحقيق أكبر مكاسب ممكنة. قال حسام حسن، مدير مبيعات منطقة الصعيد فى إحدى شركات المواد العازلة، إن طبيعة عمل شركته فى المواد العازلة المتطورة للحرارة والرطوبة، تقتضى المشاركة الدائمة فى المعرض، خاصة فى ظل اتساع نطاق استخدامات المواد العازلة الحديثة، مثل الدهان «البيتومينى» و«الفوم» الأزرق فى المبانى، وتوسع استخدامها لتصل إلى البيوت فى المدن الجديدة، بعد اقتصارها فترةً على المؤسسات الكبرى فقط، وذلك لجودتها ورخص سعرها عن مواد العزل التقليدية، وهو ما شجع الشركة هذا العام على تقديم ابتكار جديد فى المعرض يتمثل فى نسيج صناعى جديد من ألياف البوليستر تستخدم لتشرب الماء أسفل الملاعب، والنجيل الصناعى. وأضاف حسن: «للأسف الإقبال على المعرض هذا العام كان ضعيفاً بسبب تزامنه مع أحداث كثيرة مثل الثانوية العامة، وبطولة كأس العالم، ونهاية السنة المالية التى تسببت فى عدم مشاركة شركات المقاولات الحكومية الكبرى»، مشيراً إلى أنه كان يجب تقديمه أو تأخيره ليتلاءم مع حسابات السنة المالية. وقال ماجد لطفى، مدير المبيعات فى إحدى الشركات الألمانية العاملة فى مجال التبريد والتكييف المركزى، إن مقارنة دورة المعرض هذا العام مع السنوات الماضية لن تصب فى صالح الدورة الأخيرة التى ظهرت بها بعض العيوب، منها عدم الحفاظ على تخصصه، فرغم كونه مخصصاً للإنشاءات، فإن العارضين فوجئوا بوجود عدد من المجالات الغريبة والمختلفة متجاورة فى نفس المكان، بالإضافة إلى إلغاء معرض «اشرى» الخاص بأنظمة التبريد، والذى كان يقام فى إحدى القاعات بالتزامن مع المعرض. وأضاف لطفى أن زوار المعرض لم يمروا بالكثير من الشركات والقاعات بسبب خط السير غير المحدد، عكس الأعوام الماضية، وهو ما أدى إلى التخبط لدرجة أن العارضين أنفسهم لم يكونوا على علم بأماكن وجود زملائهم، فضلاً عن سوء اختيار موعد إطلاقه فى نفس توقيت كأس العالم، الأمر الذى صرف الزائرين عنه، لدرجة أننا لم نر الزوار إلا عندما اذعنا مباراة ألمانيا وصربيا على شاشة عرض كبيرة، وقلدنا العارضون بعدها، أملا فى جذب الزائرين. وأطلق توفيق عبدالغفار، مسؤول الدعاية فى إحدى شركات الأدوات الصحية، كلمة «الشوارع الصينية»على بعض الأماكن التى امتلأت بالعارضين الصينيين، وقال: «هناك غزو صينى للمعرض، حيث يتواجدون بمعروضات متنوعة فى كل المجالات، كثير منها لا يمت للمعمار بصلة، كما أن معروضاتهم تؤثر علينا سلبا لرخص ثمنها الذى يجذب العملاء، رغم رداءتها، فالخلاطات الصينية أثرت على المعروضات المصرية، التى تقدم شركتنا منها أنواعا بتصميمات جديدة هذا العام، ولم تكن الصين هى المؤثر الوحيد علينا، فالأصعب هو تزامن المعرض مع بطولة كأس العالم، التى لم تصرف العملاء فقط، بل دفعت أغلب العارضين إلى ترك أماكنهم ومتابعة المباريات للتغلب على الملل الذى سببه غياب الزائرين». فى المقابل، قال عدد من زوار المعرض إنهم لم يجدوا ما كانوا يتمنونه فيه هذا العام، فضلاً عن أنهم ليسوا زواراً عاديين بل متخصصون، حيث قال أحمد صلاح، يعمل بالاستيراد والتصدير: «آتى إلى المعرض للاطلاع على كل جديد قد يفيدنى فى عملى، خاصة مع كثرة سفرى إلى الدول الأفريقية التى يكثر فيها السؤال عن الجديد فى مصر، لكننى للأسف لم أجد هذا العام شيئا يلفت انتباهى، وأصبت بالملل سريعا من التكرار، فالشركات لم تتغير ولم تقدم الجديد الذى كنا نتوقعه». وقالت هايدى حسين، طالبة فى كلية الهندسة: «أتيت مع زملائى بتوجيه من أساتذتنا للتعرف على الأنواع المختلفة لمواد البناء والحوائط وغيرها من الأمور المتخصصة التى أحتاج للتعامل معها بعد التخرج، وقد استفدت من الزيارة إلى حد ما، وتعرفت على أمور كنت أجهلها، مثل البناء بالفوم، والمواد الجديدة لتغليف الأبنية، إضافة إلى مواد العزل المستحدثة مثل الإسبراى». لقطات من المعرض - اعتمد العارضون الصينيون فى تعاقداتهم على إعطاء أرقام هواتفهم وعناوين الفنادق التى يقيمون فيها للعملاء حتى يتوجهوا إليهم قبل سفرهم، بسبب عدم وجود فروع لشركاتهم فى مصر. - اعتمدت بعض الشركات على أساليب دعائية غير مألوفة، مثل توزيع بعض عينات من منتجاتها، سجادات صلاة، قمصان، وأدوات مكتبية مطبوعة باسمها وعلامتها التجارية على الزائرين. - حظى المعرض بتواجد ملحوظ لبعض الشركات التى ليست لها علاقة بطبيعته والتى جاءت فقط بهدف الدعاية، مثل شركات المعدات الرياضية، والمطابخ الجاهزة، وغلايات المياه، والمجلات التى لم تكن جميعها متخصصة فى العمارة، وكان أغرب تواجد هو لإحدى الشركات الصينية التى عرضت الأدوات المصرية التقليدية المستخدمة فى الزراعة. - تواجد عدد غير قليل من المؤسسات والجمعيات الخيرية التى حجزت أماكن عرض متلاصقة مع الشركات، ووزعت المنشورات الخاصة بها على الزائرين. - منعت الجهة المنظمة للمعرض فى اليوم الرابع، الزائرين من الخروج من جميع أبواب الصالات، وأجبرتهم على اتخاذ مسار خروج إجبارى يسمح لهم بالمرور بصالة العرض 4 وذلك بعد أن اشتكى العارضون فيها من عزوف الزوار واكتفائهم بالصالات الأخرى. - عمت الشكوى مرتادى المعرض بسبب غياب اللوحات الإرشادية التى تسببت فى أن يضل كثير من العارضين والزائرين طريقهم بين الصالات.