لأن خروج المعتكفين من مسجد عمرو بن العاص «ماينفعش والاعتكاف شغال»، دخل هو إليهم ب«التروسيكل» استأجره مقابل 10 جنيهات لليوم، حاملاً عليه «القطايف والزلابية والكنافة والمشبك»، بسعر 11 جنيهاً للكيلو. أحمد سيد حسنين يأتى إلى ساحة المسجد فى شهر رمضان كل عام، منذ أكثر من 16 سنة، بحثاً عن لقمة عيش رسم له الطريق إليها «واحد الله يرحمه ويحسنله علمنى عمايل الحلويات.. وبقالى فيها نفس كويس ومن يومها وأنا باشتغل الشغلانة دى جنب شغلى الأساسى». يعمل أحمد ابن ال39 عاماً، موظف أمن فى إحدى الشركات: «باخد إجازة فى شهر رمضان علشان الحمد لله باكسب كويس فى الشهر ده». يتغير نشاط الرجل وفقاً لطبيعة غرض زوار المسجد من الزيارة «فى أول 20 يوماً كنت باعمل شاى علشان الناس اللى بتصلى التراويح.. لكن دلوقتى المعتكفين بيكونوا عايزين حاجة ياكلوها». لا يتمنى أحمد سوى أن تتركه «البلدية» هو وزملاؤه فى «حالهم»: «عايزين نسترزق العيشة بقيت غالية نار». وإلى جوار «تروسيكل» أحمد، جلست هدى رضا أمام بضاعة استدانت من أجل شرائها، على أمل السداد بعد الشهر الكريم.تفرش هدى البضاعة يومياً قبل أذان المغرب بلحظات، ولا ترحل إلا مع أذان الفجر. «بابيع الشيبسى والبسكويت والحلاوة الطحينية والجبن واللانشون».. هكذا تحدثت عن تجارة لا هدف لها فيها إلا التمكن من شراء «لبس العيد للعيال علشان يفرحوا زى زمايلهم». «زيادة بسيطة» تضيفها هدى على سعر المنتج الأصلى لا تزيد بأى حال عن 50 قرشاً، وقالت: «والله غصب عنى بس علشان الموار لحد هنا يجيب همه». وتحاول تبرير تلك الزيادة بالجهد التى تبذله هى وأبناؤها الأربعة: «والله البضاعة دى بنلمها كل يوم فى الكراتين ونشيلها على قلبنا نروح بيها أنا والعيال علشان ماينفعش تفضل هنا».