بعد بث تنظيم داعش الإرهابي، لفيديو ذبح 21 مصريا قبطيا، اشتعلت الأضواء الحمراء في كافة أروقة الدولة والحكومة المصرية حيث توعدت مصر بالثأر للضحايا ووضعت خطة عاجلة لإجلاء كافة المصريين من ليبيا. وقالت مصادر مصرية إن هناك قرارات رئاسية حاسمة ستصدر خلال ساعات، ثأراً للضحايا المصريين، مضيفة أن مصر ستتحرك دولياً لإنهاء حالة الإرهاب الموجودة في ليبيا بالتنسيق مع المجتمع الدولي، خاصة فرنسا وإيطاليا. قرى الضحايا تحولت لسرادقات عزاء كبيرة اجتماعيا، شهدت قرى الضحايا وهي العور وسمسون ودفش بمركز سمالوط محافظة المنيا بصعيد مصر، مشاهد يصعب وصفها حيث تعالت الصرخات وسط حالات إماء لأمهات الضحايا، وتحولت القرى لسرادقات عزاء كبيرة، حيث توافد أهالي القرى المجاورة للمواساة وتقديم العزاء لهم. وقال عطا سعد شقيق أحد الضحايا إنهم "علموا بخبر إعدام أبنائهم من وسائل الاعلام وكانوا متقينين من ذلك قبل الحادث بأيام، مؤكدا أن ذويهم مختطفون منذ 45 يوما ووزارة الخارجية لا تعلم شيئا عن مصيرهم والدولة عاجزة عن معرفة مصيرهم". وأضاف:"إنني وكل أهالي الضحايا نحتسب ابنائنا عند الله لكن نريد جثامنيهم فهذا أقل شئ يخفف أحزاننا ويطفي نار غضبنا"، مطالبا "الدولة والرئيس عبد الفتاح السيسي أن يكرر ما فعله الرئيس السادات بتوجيه ضربة عسكرية إلى ليبيا انتقاما للضحايا وثأر لهم"، ومؤكدا أن "القانون الدولي يتيح الحق لمصر في ذلك من أجل الانتقام لأبنائها". وأضاف عطا أنهم "يرفضون استغلال الحادث للنيل من الرئيس السيسي والجيش والمخابرات، مؤكدا أنهم فؤجئوا خلال وقفتهم بالكنيسة ببعض الأشخاص يطلبون منهم الهتاف ضد الدولة والسيسي، وهو ما رفضوه، محملا وزارة الخارجية المسؤولية لتقصيرها طيلة 45 يوما حتى أنهم طالبوا رئيس الوزراء ابراهيم محلب خلال اجتماعه بهم بأن يتولى الجيش والمخابرات ملف أبنائهم. وأشار ملاك ناجي شقيق ضحية أخرى إلى أن الأهالي لايطلبون الآن سوى جثامين أبنائهم والانتقام لهم، تاركين للدولة حرية اختيبار الرد المناسب، معربا عن ثقتهم في الرئيس والجيش. وأضاف قائلا "إننا نعيش كابوسًا كبيرًا منذ بث صور أبنائنا على مواقع تابعة لداعش"، مشيرا إلى أن "القرية في حالة يرثى لها". وزير الخارجية يطير إلى نيويورك لتصعيد الأزمة دوليا وزارة الخارجية وعلى لسان المتحدث الرسمي السفير بدر عبد العاطي، أعلنت أن خلية الأزمة في حالة انعقاد دائم وتواصل اتصالاتها مع كافة الأطراف الليبية بهدف استجلاء الموقف والوقوف على حقيقته. وقال المتحدث إنه في هذا السياق وبتكليف من الرئيس السيسي، يقود الوزير سامح شكري تحركا دبلوماسيا مكثفا، حيث سيتوجه وزير الخارجية إلى نيويورك خلال اليومين القادمين لإجراء لقاءات مع أعضاء مجلس الأمن وسكرتير عام الأممالمتحدة لتناول موضوع ليبيا والوضع الأمني والسياسي هناك باعتباره يهدد السلم والأمن الدوليين. ثم يتوجه شكري بعد ذلك إلى واشنطن للمشاركة في قمة الإرهاب التي دعا إليها الرئيس الأميركي لعرض رؤية مصر تجاه قضية الإرهاب وضرورة التعامل معها والتنظيمات الإرهابية في إطار شامل بعيدا عن الانتقائية وازدواجية المعايير، فضلا عن إجراء لقاءات مع وزراء الخارجية المشاركين لبحث التنسيق حول مواجهة الإرهاب وأزمة المصريين في ليبيا. الكنيسة : دماء الضحايا تصرخ إلى الله الكنيسة القبطية الأرثوذكسية استنكرت الحادث، مؤكدة أن دماء الضحايا تصرخ إلى الله، وأن مصر لن تهدأ حتى ينال الجناة جزاءهم. وأعربت الكنيسة عن ثقتها في أن الوطن لن يهدأ له بال حتى ينال الجناة الأشرار جزاءهم العادل إزاء جريمتهم النكراء، وقالت في بيان صحافي: "إن الكنيسة إذ نشارك أسر أبنائها، فإننا نعزي الوطن كله، إن دماءهم تصرخ أمام الديان العادل الذى لا يغفل ولا ينام وسوف يجازي كل أحد عما صنعته يداه ونصلي إلى الله أن يحفظ مصر ووحدتها وأن ينعم بالسلام فى ربوع البلاد". أحزاب سياسية تطالب بضربة جوية ضد داعش وفي سياق متصل، طالبت قوى سياسية وحزبية بضربة عسكرية مباشرة لمعاقل داعش والمتطرفين في ليبيا غلى غرار ما فعلته القوات الأردنية عقب حرق الطيار معاذ الكساسبة. وقال طارق محمود الأمين العام لائتلاف دعم صندوق تحيا مصر:إن مصر سترد بقوة على الأعمال الإجرامية التي أرتكبتها داعش بقتلها للمصريين بليبيا ولن تكون مكتوفة الأيدي أمام تلك العصابات الإجرامية". وأضاف أنه أصبح الآن من حق الدولة المصرية الرد على ذلك التنظيم الإرهابي في أي وقت وأي مكان وفقا لقانون الدولي مطالبا الجالية المصرية المقيمة بليبيا بسرعة العودة إلى مصر حفاظاً على أرواحهم من أي مخاطر. ودان حزب الدستور هذا العمل الإرهابي، مطالبًا الحكومة المصرية باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أرواح المصريين فى ليبيا، كما طالب الحكومة بدراسة كل البدائل المطروحة للرد على هذه الجريمة البشعة. واستنكر نادر بكار مساعد رئيس حزب النور لشؤون الإعلام، بشدة الجريمة البشعة، وشدد على أن حزب النور يصطف مع الدولة فى حربها ضد هذا الإرهاب الآثم.