شهد الحفل الثالث من الحفلات الغنائية الخاصّة بمهرجان "هلا فبراير" 2015 إقبالاً شديداً من الجمهور الكويتي الذي غصّت به صالة التزلّج في العاصمة الكويتيّة، وقد بدا ذلك جلياً من خلال الإجراءات الأمنية والتنظيميّة المشدّدة التي اتُخذت خارج صالة التزلّج التي امتلأت بسيارات الحضور. يستمرّ مهرجان "هلا فبراير" بدورته السادسة عشرة تحت شعار "قائد العمل الإنسانيّ"، وهو اللقب الذي حاز عليه سموّ أمير دولة الكويت الشيخ صُباح الأحمد الجابر الصُباح من منظّمة الأمم المتحدّة تقديراً لجهوده الإنسانيّة، وقد حرصت شركة "كوندور" المنظّمة للمهرجان الناجح جداً هذا العام على تخصيص جزء من ريع كلّ الحفلات الغنائيّة لمؤسّسة الهلال الأحمر بهدف دعم أطفال سوريا.
النجمة شيرين عبد الوهّاب، التي كانت كفراشة تطير على المسرح، وكان شوقها إلى الجمهور الكويتيّ جليّاً وظاهراً بقوّة من خلال بسمتها التي لم تفارق وجهها طيلة فترة الغناء، ولم تتردّد شيرين في المزاح مع الجمهور، وتوجيه القبلات لهم على المسرح. كما داعبت مدير المسرح ملقّبةً إيّاه ب "جزر" لحضوره فور مناداتها له، ومازحت فرداً من الجمهور طلب الزواج منها، فردّت عليه: "أطلب إيدي من أبويا".
ملكت شيرين في الحفل الثالث من "هلا فبراير" الجمهور، وأسرته بحضورها وغنائها، فأبكته حيناً، وأضحكته حيناً آخر، أضفت الأجواء الرومانسيّة تارةً، وأشعلت المسرح بالإيقاع والتصفيق تارةً أخرى، ولا نبالغ إن قلنا بأنّ وصلة شيرين على المسرح كانت من أجمل وصلات الفنّانين هذا العام على مسرح "هلا فبراير".
وكان شوق الجمهور لشيرين كبيراً، فكانت كلّ العيون شاخصة نحوها، والآذان صاغية لها، والأيادي تصفّق وتلوّح تفاعلاً مع أغانيها التي ترواحت ما بين القديم والجديد: "أنا في الغرام، مبلاش، وحدة بوحدة، عينك، مشاعر، قلّة النوم، أنا مش بتاعة الكلام ده، براجع نفسي، طمّن قلبي، جرح تاني، كلّي ملكك، ومسؤولة منّك"، كلها أغنيات أسعدت جمهور شيرين الذي بادلها الحبّ بالتفاعل الكبير معها.
وقدّمت شيرين أيضاً تحيّة إلى روح الفنّانة وردة الجزائريّة من خلال أدائها لأغنية "بتونّس بيك"، ولم تبخل على أحد الحاضرين الذي صرخ طالباً منها أداء أغنية "بتوحشني"، فأدّتها بصوتها منفرداً دون مرافقة من الفرقة الموسيقيّة.
وعلى المسرح أيضاً مازحت شيرين الفنّانة أصالة قائلة: "البارحة أمتعتنا الفنّانة الكبيرة أصالة على المسرح، ودخلت ب "البالطو" (أي المعطف)، وأنا أشعر اليوم بالبرد على المسرح، وأنا "عن نفسي" لو كنت أعرف كنت لبست "بطّانيّة" وإتلحّفت بيها زيّ الراجل اللي لفّ نفسو باللحاف ونزل السوبر ماركت في البرد، وشوفنا كلّنا في الفيديو اللي إنتشر على الإنترنت".
كانت وصلة شيرين على مسرح "هلا فبراير" ممتعة للغاية أزالت بها الشوق الكبير إلى الجمهور الكويتيّ التوّاق إلى حضورها.