أمتلاْ ليل القاهرة في الليله الأخيرة من العام الميلادي 2014 بصخب غير عادي , و كانت الصور التي نشرت في كبريات الصحف تعبر عن كثرة الإحتفالات التي شهدتها القاهرة , و لم يخلو الأمر من عواصم كل الدول العربية و علي رأسها دبي من أحتفالات قالت بعض الاحصائيات إن تكاليفها وصلت إلي نصف مليار , و لم تخلو باقي العواصم العربية و تركيا من احتفالات اكثر سخونه و صخباً . كان المثير ايضاً هو أجور الراقصات و المطربات ( الفنانين) في القاهرة ، قرأت عن أجور لا يصدقها قاريء , و العجيب إلإحصائيات التي أشرت إلي مبيعات الخمور في نفس الليله . الشيء المثير و الذي تقريباً اشتركت فيه العواصم العربية هي التأمينات الأمنية الضخمة للإحتفالات , و كأن المنتظر واحد بين الجميع . تنوعت الأخبار في معظم وسائل الإعلام علي أخبار بعينها , سقوط المطربة فلانة علي المسرح , الراقصة تغير ملابسها ثلاث مرات في فندق كذا , الجمهو يلتقط الصور (سيلفي) مع المطرب فلان , الراقصة فلانه تشعل فندق كذا بأداء غير مسبوق . الممثلة الفلانية تطل علينا في رأس السنة بنيولوك جديد , و غيرها من الأخبار السمجه التي انتشرت في اليوم الاول للعام الميلادي الجديد. و علي شبكات التواصل الإجتماعي أنتشرت الأمنيات أن يكون القادم أفضل من غير ذكر للعام الراحل و أحداثه .و لقد انقسم الناس إلي فريقين : الاول منها أعتبر أن هناك إنجاز كبير في العام الماضي في موضوعات مثل الانتخابات و الدستور ، و الأخر ينظر إلي فشل كبير في كل قطاعات الدولة . و بين عالم سكران في أفخم فنادق القاهرة و العواصم العربية يستمتع بمشاهدة الراقصات و يشرب الخمور و يلتقط الصور , و بين شعوب عربية تعيش تحت خطوط الفقر و تنام في العراء ( اللاجئين السوريين) , و بين من يلتقط الغذاء من القمامة , و بين عاطلين عن العمل يقضون ليلهم في المقاهي , و بين من ينتظر الموت إن لم يكن بيد عدوه فبسلاح أخوه . هكذا كان الرقص فوق جرح أمة تموت علي ضفاف الفرات و تتقاتل فيما بينها , و اقصي يئن تحت حراب اليهود , و براميل الموت في الشام لا تفرق بين طفل و عجوز , و في الجزيرة العربية سجون لا ترحم معارضيها ، هكذا لم يفرق الراقصين بمصائب الأمة و مستقبلها الذي أصبح شفا جرف هار . كانت الإحتفالات أشبه بإحتفالات أمه منتصرة في كل الميادين , و لم أري لها غير هزائم في كل المواقع , حتي دينها الذي جعل منها خير أمة بدأت تتنزل عنها عوداً عوداً كما قال صاحب الرسالة العظيم. إن المصابين و المتضريين في ليبيا كان يجب أن يقف لها من في دبي بدلاً من أن يطلق صواريخه و كان أولي أن تستقبله بدلاً من أن تستقبل 30 ألف داعرة كما قالت الإحصائيات , مما حاز بإحدي الدول – البرازيل- أن تقول إنه نظراُ للرعاية الصحية فإننا سوف نرسل إليكم مزيد من الدعرات . و اليمن بين تتدخل خارجي و ايدي تلعب في الخفاء في الداخل و قتلي و جرحي و بوابه البحر الأحمر بيد أعدائنا و بغداد تئن تحت وطاءة الطائفيه ' و الإسلام يشتكي خذلان أتباعه من رئيس يهاجم نصوصه و لا يجد إلا من يصفق له . إننا لا نرفض أن يفرح الناس و لكن كيف تفرح أمة مهزومه و حضارة بدأت في الإنهيار بفعل أنظمة عربية لا تعرف إلا أن تبقي في الحكم و لو ماتت كل الأفكار كل الشعوب كل البشر , هم يريدون أن يحكموا فوق جماجم البشر . إلي الله المشتكي .. المشهد.. لا سقف للحرية المشهد.. لا سقف للحرية