طالبوا الدولة بضرورة تأهيلهم دينيا وثقافياً لتحصينهم من الفكر المتطرف علماء: تراكم الفساد وغياب العدالة الإجتماعية السبب فى إنتشار الإلحاد مجمع البحوث: لآيوجد مُلحدون فى مصر.. و الأخوان ساهموا فى زيادة التطرف ظاهرة الإلحاد إنتشرت بين الشباب خلال الأونه الأخيرة، وأظهرت عددًا من الدراسات والإحصاءات خلال السنوات الأربع الماضية، إن عشرات المواقع الإلكترونية على الإنترنت تدعو للإلحاد وتدافع عن الملحدين الناكرين لوجود الخالق، سبحانه وتعالى. ففي مقدمة هذه المواقع الالكترونية "الملحدين المصريين" و"ملحدون بلا حدود" و"جماعة الإخوان الملحدون" و"مجموعة اللا- دينيين" و"ملحدون ضد الأديان" كما ظهرت مواقع شخصية للملحدين، جميعها بأسماء مستعارة فظهر "ملحد وأفتخر" و"ملحد مصري"، و"أنا ملحد". من هنا أخذت مؤسسات الدولة الأمر على محمل من الجد ووضعته في عين الاعتبار وسَعت لمعرفة حجم تلك الظاهرة التي تطل برأسها لإحتواءها قبل تغلغلها في المجتمع، وخرجت علينا دار الإفتاء ببيان لتعلن أن مصر بها أكثر نسبة إلحاد بين الدول العربية، التي وصل عددهم إلى 866 مُلحدًا. دار الإفتاء أشارت إلى أن دراسة هذه الظاهرة ليست بالأمر الهين، ويكتنفها مجموعة من الصعوبات المنهجية التي من أهمها انخفاض معدلات الاستجابة لاستطلاعات الرأي الميدانية، إذ إن من يعترفون بإلحادهم هم أقل بكثير من العدد الحقيقي الموجود، لذلك فإنه عند تقديم الأرقام حول نسب الملحدين في عدد من الدول تكون النسب في أغلب الأحيان نسبا تقريبية. ومن ناحيته نفى الدكتور محمد الشحات الجندي الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، وجود ما يسمى بظاهرة الإلحاد، وقال أنهم مجرد أشخاص قليلة تُعد على أصابع اليد ولكن تسليط الإعلام عليهم هو من أعطاهم الأهمية وضخم الأمور واعتقدوا أنها أصبحت ظاهرة ولكن هؤلاء الأشخاص إذا ناقشناهم لا نجد لديه أي أساس لأفكارهم. ورأى عضو مجمع البحوث الإسلامية، خلال تصريحه ل"المشهد"، أن هؤلاء الأشخاص تأثروا بالغزو الفكري من الدول الغربية التي تصدر لهم الفكر المتطرف في صورة حياة كاملة وديمقراطية، ويحاولون تشويه الإسلام والدول المسلمة بأنها دول متخلفة ولن نستطيع أن تتقدم أو ترتقي بفكرها الإسلامي وأنهم لابد لهم وأن يتنازلوا عن أفكارهم المتخلفة حتى يتقدموا وينهضوا. وأشار الجندي، إلى أن ماوصل إليه هؤلاء الأشخاص كان سببه الحكام الإسلاميين الذين صعدوا إلى سدة الحكم ولم يحكموا بالإسلام والشريعة والعدل، منوهًا بذلك إلى حكم الإخوان المسلمين وما قبلها وحالات الفقر والفساد والتأخر التي تعانيها البلاد نتيجة الراعي الغير مسئول عن رعيته، وأضاف أن ما حدث مع هؤلاء الشباب هو خطأ في فهم الواقع وفقدانهم الأمل في المستقبل أكثر من أن يكون كُفرًا بالدين . ونوه إلى أنه ربما كان السبب في ذلك أيضًا هو إحساس هؤلاء الاشخاص بعدم وجود عدالة اجتماعية في دولة إسلامية، فمنذ عشرات السنين والبلاد تعاني من الفساد والبطالة والفقر والمرض كلها أسباب ربما دفعت الشباب إلى اليأس من مجتمعنا ومن الدولة الإسلامية نفسها التي لا تحكم بالإسلام، وجعلهم يبحثون عن البديل في ظل احتضان الغرب لهؤلاء الشباب ومخاطبتهم دائمًا عن الحرية والدولة الديمقراطية واستمرار الحملات المشوه للإسلام، حتى توهم الشباب ضعيف الإيمان والصبر بوجود خلل في الدين الإسلامي وأنه لا حاجة له، مُضيفًا ما نعانيه الآن من ظهور الإلحاد والشذوذ الجنسي والإنتحار والإغتصاب هو خليط من الخلل السياسي والإجتماعي نتيجة تراكمات فساد على مدار السنين الماضية. ورأى عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن مواجهة هذه الظاهرة لابد وأن تكون على جميع النواحي وليس على ناحية واحدة، موضحاً إنه لابد من تنمية وعي الشباب دينيا وثقافيًا وتأهيلهم إجتماعيًا لتحملهم مصاعب الحياة وأنه لابد وأن يكون للإعلام دور في نشر ذلك الوعي. ونوه إلى أن مؤسسة الأزهر بالفعل بدأت حوار حقيقي وفعال بتيسير قوافل، لافتًا إلى أنه لابد من مشاركة وزارة الثقافة لتلك القوافل لتثقيف الشباب لتحصينه من مغريات العصر التي تبعده عن الدين. ومن جانبه قال الدكتور محمد بيومي، أستاذ علم الإجتماع بجامعة عين شمس وباحث في علم النفس، إنه يجب على وسائل الإعلام عدم إعطاء القضية أكبر من حجمها، نافيًا أيضًا وجود ظاهرة للإلحاد وواصفا إياهم بالأعداد القليلة التي لا يجب أن نلقي لها بالا وهي موجودة منذ سنين وليس في الفترة الراهنة فقط. ورأى الباحث في علم النفس، فى تصريحاته ل"المشهد"، أن السبب في تسليط الضوء على تلك القضية في الفترة الراهنة هو حبكه إعلامية للخروج من دائرة الاحتكاك بالنظام، لإثارة الرأي العام وإنشغاله بقضايا بعيدة عن السياسة. واستطرد: أن الدولة المصرية بدأت تسترد قوتها ووضعت حدًا للإعلام في حديثه عن السياسة، الأمر الذي جعل أصحاب الفضائيات التي ليس لها هدف السعي وراء القضايا التي تثير الرأي العام والمجتمع وتعرقل مسيرة الدولة وتعيق النمو، سعيًا وراء مصالحهم وزيادة معدلات الربح بتحريك (0900)، "هو أهم الخطوط التي تسعى للنصب لتحقيق أكبر ربح للقنوات". اتهم بيومي، مؤسسة الأزهر بالتقصير بتركها ساحة المساجد لأشباة الدعاة ممن يحملون الوعي المغلوط واللغط الديني الذي ينشروه في المجتمع، مُطالبهم بالإهتمام بتخريج رجال دعاة سويين. طالب الإعلام بعد إعطاء الأشياء أكبر من حجمها الطبيعي، والأزهر بخطاب ديني جديد يناشد به الشباب، مُطالبًا أيضًا بضرورة الإهتمام بمادة التربية الدينية في المناهج الدراسية وعدم تهميشها. من العدد المطبوع من العدد المطبوع