قال النائب الاسرائيلي السابق "يوسي بيلين" ان قرار المجلس الوزاري المصغر، الكابينيت، بعدم المشاركة في المفاوضات الجارية بالقاهرةقرار صحيح في الظروف التي وصلنا اليها، وبسبب ما حدث في محاولات وقف اطلاق النار السابقة. واضاف في مقاله بصحيفة "يسرائيل هايوم" ان التفاوض في القاهرة يهدف الى علاج جوانب مختلفة من تعمير غزة، وهذا سيُمكن حماس من أن تزعم بأن النضال العنيف ضد اسرائيل، والشلل الجزئي للدولة، وإدخال ملايين الاسرائيليين الى الملاجيء، وعشرات القتلى ومليارات الدولارات التي ضاعت من الاقتصاد الاسرائيلي، مكّن من تعمير قطاع غزة، ولسنا في حاجة الى ان نشارك في عرض ساخر يظهر من تسببوا في قتل الفلسطينيين وتهجير آخرين، على أنهم مخلصوهم. ولكن ولأن الدعوة قادمة من رئيس مصر، ولأن العلاقات بمصر مهمة لنا جدا، فعلى اسرائيل أن تبذل جهدا لتضمن ألا يضر عدم مشاركتها في اللقاء في القاهرة بالعلاقة مع مصر، فنحن ايضا لنا مصلحة واضحة في تعمير غزة، على أن يتم هذا التعمير برعاية مصر وحكومة السلطة الفلسطينية لا أن تنسب حماس ذلك الى نفسها. وحذر بيلين من رغبة الحكومة على انشاء شريط امني داخل غزة، واعلان أن اسرائيل ستضرب حماس ضربة قوية جدا مع أول قذيفة صاروخية تطلق من قطاع غزة على اسرائيل. وأوضح إن الشريط الامني قد ينشيء في الحقيقة شعورا، بأن الجيش الاسرائيلي يحمي الاسرائيليين في محيط غزة وبأن المعركة لم تنته حقا، ولكن هذا الشريط في المقابل قد تتخذه حماس ذريعة للعمل ضد اسرائيل بسبب استمرار الاحتلال، بل وقد تحظى بتأييد جهات دولية لهذا الزعم، وقد يكون ايضا هدفا لناشطي حماس الموجودين في غزة تحت الارض وفوقها. فقد كان الشريط الامني الذي انشأناه في لبنان في 1985 خطأ قاسيا جدا دفعنا عنه ثمنا باهظا واحتجنا الى 15 سنة اخرى لابطاله، فمن السهل انشاء الشريط ومن الصعب جدا إنهاؤه ولهذا يحسن ألا يُنشأ ألبتة. وأما ما يتعلق بسرعة الرد الاسرائيلي على اول صاروخ من حماس، ففي تجربة اسرائيل بعد الانسحاب من لبنان وبعد الانسحاب من غزة وبعد انتهاء جولات العنف في مواجهة حماس ايضا، جهدت حكومات اسرائيل أن تعلن أنه اذا نقضت التهدئة فسيرد الجيش الاسرائيلي فورا وبكل قوته، ولكنها لم تفعل ذلك ابدا، فدائما وجدت الظروف الخاصة التي جعلتها تؤجل الرد أو لا ترد ألبتة، فيحسن ألا تكرر حكومة نتنياهو هذا الخطأ، فالتهديد ليس صادقا وعدم تحقيقه يستدعي النقد سواء أكان حقا أم لا، ويجب الاعلان بدلا عن ذلك بأنه اذا نقض الطرف الآخر التهدئة فسترى اسرائيل نفسها متحررة من القيود التي كبلت بها نفسها، وستقرر وقت الرد وقوته. وشدد بيلين على ضرورة العودة الى طاولة التفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية، برئاسة الرئيس "محمود عباس"، ويجب أن يكون التفاوض عمليا وأن ينحصر في الخيار الممكن الوحيد الآن وهو تسوية تدريجية في الطريق الى تسوية دائمة في مرحلة لاحقة، فبديل ذلك هو البدء في العد التنازلي نحو المواجهة العسكرية القادمة.