أنهت محافظة قنا وكل أجهزتها التنفيذية، استعداداتها الكاملة لليلة الختامية لمولد العارف بالله سيدى عبدالرحيم القنائى، والتى تصادق ليلة النصف من شعبان من كل عام هجرى. وبدات الاحتفالات من يوم الأول من شعبان وتستمر 14 ليلة متواصلة حتى تصل لليلة الختامية. ومن المتوقع أن يتوافد الآلاف من مختلف محافظات مصر لحضور هذه الليلة وعلى رأسهم مشايخ الطرق الصوفية بمصر، ويحيى الليلة الشيخ أمين الدشناوى المنشد المعروف، والشيخ محمود خليل أيضًا ومجموعة من المنشدين وقراء القرآن الكريم. ومن المتوقع حضور اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا، واللواء محمد كمال مدير الأمن والقيادات الشعبية والتنفيذية، الإحتفال. ويعتبر عبدالرحيم القنائى هو الوجه الأشهر لمحافظة قنا وأبرز معالمها، ومسجده هو الأكبر والأشهر فى الصعيد. هو عبدالرحيم بن احمد بن حجون بن احمد بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد المأمون بن علي بن الحسين بن محمد الديباج بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الامام الحسين رضي الله عنه ابن الخليفه الراشد علي ابن ابي طالب رضي الله عنه. ولد الشيخ الشريف عبدالرحيم في ترغا، فهو ترغي المولد، من سبتة، وسبتة بلدة مشهورة من قواعد بلاد المغرب تقابل جزيرة الأندلس، وهي مدينة حصينة، حفظ القرآن الكريم وعمره ثمانى سنوات وتلقى العلم على يد والده وكثير من أكابر العلماء فى بلدته، تعرف من خلاله على الفقه المالكى. وقد توفى والده عندما كان عمره »12 عاماً« فتأثر لوفاة والده ومرض مرضاً احتار فيه الاطباء ولم يصلح معه أى دواء، وأشار بعض الصالحين على والدته بارساله الى أخواله بدمشق ليزداد علماً ويأخذ من علوم المشارقة بعد أن عرف الكثير من المغاربة. وفى دمشق التقى بكبار العلماء وبهر الجميع بذكائه الخارق وسرعة حفظه وميله الكبير الى التفوق، واستمر »القنائى« فى دمشق يتعلم ويبحث ثمانى سنوات الى ان بلغ العشرين من عمره، فطلب منه علماء دمشق أن يجلس فى حلقات العلم مدرساً فرفض حياء من الله وأدباً وهو الذى يعرف قدر علماء دمشق، وعاد الى بلدته معلماً واعظاً وحضر أهل بلدته ليستمعوا اليه، وفى أثناء تلك الفترة توفيت والدته ولم يكن له ببلده إخوة وبدأت رحلته المباركة. واتجه الى الحجاز ومر فى طريقه على الاسكندرية والقاهرة وأقام بكل منهما فترة والتقى بعلماء كلتا المدينتين، ووصل سيدى عبدالرحيم القنائى الى مكةالمكرمة وأدى فريضة الحج، ثم أحب التنقل بين مكة والمدينة ليعكف على العبادة والعلم والتدارس مع علماء مكة والمدينة، وجاء موسم الحج، والتقى بأحد القادمين من البلدة المعروفة حالياً بقوص فى محافظة قنا، وهو الشيخ مجد الدين القشيرى إمام المسجد العمرى بقوص، واقسم القشيرى على سيدى عبدالرحيم القنائى أن يصحبه الى قوص، فلم يمكث الا ثلاثة أيام، ورحل الى قنا لأنها مركز دعوته وعلمه وحياته، وتزوج ابنة الشيخ مجد الدين القشيرى وثلاث آخريات، أنجب منهن تسعة عشر ولداً وبنتاً. واتخذ سيدى عبدالرحيم لنفسه برنامجاً، وكان يعمل بالتجارة حتى لا يحتاج الى أحد، وحتى يستطيع الانفاق على فقراء الطلاب الراغبين فى العلم،، وكان رضى الله عنه يعين غير القادرين من ابناء المسلمين، واتسعت تجارته وأدرت عليه ربحاً كثيراً، وكان أشهر تلاميذه أبوالحسن الصباغ وعلم الدين المنفلوطى وأبوالحجاج الأقصرى وغيرهم الكثير، ولهذا نجد ضريحه عامراً بطلاب العلم والعلماء وأحبابه ومريديه، وكان لسيدى عبدالرحيم القنائى مدرسته الخاصة فى التصوف. وتوفى رضى الله عنه فى 19 صفر سنة 594ه.