فى ظل أجواء الإنتخابات الرئاسية التى تجرى هذه الأيام فى الخارج وستجرى يومى 26 , 27 من مايو الجارى داخل الجمهورية والتى لاقت إقبال كثيف من قبل المواطنين، ساعون إلى توصيل أحد المرشحين إلى سدة الحكم . يتطلع المصريون ويتوسمون خيرا فى المرشحين بأن يقوم الفائز منهم بإصلاح المائل وتعديل الأوضاع فى المجتمع المصرى، الذى يعانى الكثير من المشكلات الضخمة التى تراكمت عبر الثلاثين عاما الماضية وإزدادت سوءا بعد تولى الإخوان حكم مصر. تزامن السباق الرئاسى المصرى مع ذكرى تولى محمد على باشا حكم مصر 17 مايو 1805 فهل سينجح الرئيس المحتمل فى تحقيق نهضة مصر مثل التى حققها الوالى محمد على أثناء حكمه؟، خاصة وإن توسم البعض فى المرشح عبد الفتاح السيسى ملامح من شخصية محمد على. جاء محمد على مع الجيش العثمانى إلى مصر لإنتزاعها من أيدى الفرنسيين , وكان وقتها نائب رئيس الكتيبة الألبانية , وعندما عاد رئيس الكتيبة إلى بلدته تولى محمد على قيادة الكتيبة، أخذ محمد على التدرك فى الرتب العسكرية داخل الجيش إلى أن وصل إلى الحكم . إستطاع الوالى محمد على التخلص من كافة القوة التى كانت تمثل خطرا على حكمه , حيث تخلص من القادة وعلماء الدين وذلك بالإيقاع بينهم , كما تخلص من المماليك فى أثناء مذبحة القلعة . حكم محمد على مصر 45 عاما , وضع من أول يوم أمام أعينه أهداف أساسية وأهمها التعرف على منابع نهر النيل ووضعها تحت السيطرة , كما أهتم بالتعليم فأرسل البعثات التعليمية إلى الخارج وأقام المدارس العليا , كما أهتم بقطاع الصناعة فأقام العديد من المصانع التى تسد حاجة الدولة , وبذلك نجح فى تحقيق الإكتفاء الذاتى للنهوض بالدولة أستطاع فى خلالها تقديم العديد إلى الدولة . حظيت الزراعة بقدر كبير من إهتمامه, حيث أدخل القطن , والكثير من المحاصيل الزراعية , كماأقام بنية تحتية على النسق الأوروبى . أيضا أهتم محمد على بتكوين جيش وطنى فشهد عهده تكوين أول جيش نظامى , وفى هذا الصدد أنشأ أول مدرسة عسكرية بأسوان مستعينا بسليمان باشا الفرنساوى . تطلع محمد على إلى ضم عدة بلدان إلى مصر ونجح فى ذلك , حيث أستطاع هزيمة الوهابية والسيطرة على الحجاز عام 1818 , كما نجح فى الإستيلاء على الشام , كما هزم العثمانيين وكاد أن يدخ الأساتانة إلا أن حال تدخل روسيا وإنجلترا وفرنسا. أجبر محمد على على التنازل عن الحكم عام نظرا لكبر سنه عام1848 , وبعد عام من ترك حكم البلاد توفته المنية بالإسكندرية عام 1849 الجدير بالذكر أنه ولد محمد علي في مدينة قولة الساحلية في شمال اليونان عام 1769، وكان أبوه إبراهيم أغا رئيس الحرس في البلدة ، توفى والده وهوفى سن مبكرة ، فكفله عمه طوسون الذى توفى أيضاً فكفله الشوربجي صديق والده الذى أدرجه في سلك الجندية فأبدى شجاعة وبسالة وكفاءة فقربه الحاكم وزوّجه من أمينة هانم وهى امرأة غنية وجميلة كانت بمثابة طالع السعد عليه، وأنجبت له إبراهيم وطوسون وإسماعيل .