فى إطار سياسة التحاور والتواصل مع كل التيارات والقوى السياسية، على اختلاف توجهاتها، بدأ حمدين صباحى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، منذ قليل زيارته مقر حزب "المصريين الأحرار" بالمهندسين بالقاهرة.. كان صباحي قد اختتم الفعاليات الجماهيرية التي شارك فيها أمس بجولة في منطقة أرض اللواء (الشعبية)، وذلك بعد حضوره لقاء مع طلاب وأساتذة كلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة. أهالي منطقة أرض اللواء في إمبابة بمحافظة الجيزة، استقبلوا صباحي، بحفاوة، حيث قام بجولة في المنطقة، بصحبة عدد من أنصاره وشباب ومتطوعى حملة دعمه، بدأت من أمام مزلقان أرض اللواء المتفرع من شارع السودان وتجول في شوارع محمد على وعبده خطاب والمعتمدية، لمدة ساعة، غادر بعدها المنطقة إلى مقر حملته الانتخابية في منطقة ميدان لبنان في المهندسين. الأهالى استقبلوا صباحي بحفاوة والتفوا حوله، وهتف عدد من الشباب لدى رؤيته "رئيس مصر أهوه" و"إحنا معاك يا رئيس".. بينما أصر عدد من أصحاب المحال على استضافته والتقاط الصور التذكارية معه، خصوصا أمام مخبز لؤلؤة الميدان ومقهى الشمندورة.. ولبى دعوة زبائن مقهى الشريف في منطقة أرض اللواء لتناول الشاي معهم على المقهى، وأثناء ذلك استمع من الأهالي الذين التفوا حوله للمشاكل والشكاوي التي يعاني منها أهل المنطقة مثل مشكلة "أنابيب الغاز" وتلوث مياه الشرب وغلاء الأسعار. وأثناء الجولة لبى صباحي أيضا دعوة صاحب محل عصير لتناول كوب عصير قصب، وطلب منه أحد باعة "الفول الحراتي الأخضر" أن يقبل منه هدية عبارة عن أعواد من الفول الحراتي، فقبل صباحي هديته، وشكره عليها. صباحى حرص خلال الجولة الانتخابية على مصافحة شباب منقطة أرض اللواء، وقبل عدد من الأطفال الذين التفوا حوله وهم يهتفون "بنحبك ياحمدين" ، بينما هتف أحد المواطنين معلناً تأييده لصباحى "يا حمدين بقولها بجد أنت زي النيل والسد". فيما استوقفته سيدة من سكان أرض اللواء، قائلة لصباحى: "خلى بالك من البلد يا أستاذ حمدين، وأوعى أمريكا تعمل فينا زي ما عملت في العراق"، ورد عليها صباحى، قائلاً: "إحنا ربنا هو اللي بيحمينا، و يارب أكون عند حسن ظنكم".. فتاة تبلغ من العمر حوالي 12 كانت تحمل صورة صباحي وحرصت على الاقتراب منه والحديث معه، فانحني أمامها ليسمعها وهي تقول "مش عاوزين دم تاني، وكفاية شهداء كده، عاوزين مصر تبقى أحسن بلد في الدنيا وكلنا نحس إن فيه ثورة قامت وفيه شباب استشهدوا، وأنا بحبك وبشوفك في التليفزيون وربنا يوفقك وتنجح في الانتخابات". صباحي قبَّل الفتاة وهو يغالب دموعه، وقال لها ولمن التفوا حوله: "إن شاء الله ربنا هيتم علينا نصره ويكتب لثورتنا النصر والتمكين، عندما يأتى رئيس لمصر من الميدان، ليحقق الأهداف التي استشهد شبابنا، الورد اللي فتح في جنانين مصر، من أجلها، وهي العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية". أنصار صباحى رددوا خلال الجولة الانتخابية هتافات: "مطالبنا يا حمدين لقمة عيش للمصريين"، و"مطالبنا يا حمدين حفظ كرامة المصريين"، و"مطالبنا يا حمدين لقمة عيش للمساكين"، كما قام عدد من متطوعى الحملة بتوزيع منشورات تعريفية بالمرشح وتاريخه السياسي على المواطنين ودعوهم إلى تحرير توكيلات لتأييده في انتخابات الرئاسة. كما زار صباحي معرضًا للفنون والأنشطة الثقافية، معروف باسم "جاليري آرت اللوا"، وهو مشروع مستقل غير هادف للربح، يسعى لإسهام في التنمية الثقافية والتعليمية، واكتشاف ومساعدة الموهوبين فنياً وإقامة أنشطة ثقافية متعددة في المناطق الشعبية والنائية بعيدا عن المؤسسات الرسمية. وقد تصادف أثناء جولة صباحي في أرض اللواء، وجود عد من أنصار حازم صلاح أبو اسماعيل، في المنطقة، يوزعون دعاية انتخابية باسمه، فحرص صباحي وشباب حملته على مصافحتهم وتوجيه التحية لهم، فرد أحدهم على صباحي قائلا "ربنا يوفقك". وكان صباحي قد استبق جولة أرض اللواء بلقاء طلاب كلية طب قصر العيني، في جامعة القاهرة، ظهر الثلاثاء، وذلك فى إطار لقاءاته المتواصلة، لمناقشة الملامح الرئيسية لبرنامجه الانتخابي. وأكد خلال اللقاء أن للتعليم نصيبًا كبيرًا من برنامجه الانتخابي، حيث يهتم بتحقيق رسالة تعليمية شاملة تربى وتبنى العقل وتدرب على ممارسة الديمقراطية وتخدم نهضة المجتمع، مع الحفاظ على مجانية التعليم ودعمها بكل السبل، مشددا على أن من بين أكثر الفئات المطلوب تحسين دخولهما، يأتى القضاة والمدرسين وأساتذة الجامعات، ولفت إلى أنه سيتبنى مشروعا متعدد المحاور لتحويل مصر إلى دولة صناعية تهتم بالتعليم المهنى وتعمل على تطويره باعتباره مصنعا بشريا لتخريج الأيدى العاملة المدربة، المؤهلة لسوق العمل. لم ولن نتنازل عن دماء الشهداء.. قالها صباحى بحسم أمام حضور الندوة، مؤكدا أنه يطرح نفسه كمرشح شعبي للرئاسة، لأن مشروعه هو مشروع ثورة يناير، ويسعى لتحويل شعارات الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية إلى برامج وخطط عمل. مضيفا: يقينى أن مصر يمكنها تنفيذ مشروع نهضة كبرى، وهو صلب برنامجه الانتخابى، الذى يهدف إلى الوصول بمصر إلى مكانتها التى تستحقها ونقلها من مصاف الدول النامية إلى الدول الكبرى الناهضة اقتصاديا. المرشح الرئاسي، قال لطلاب جامعة القاهرة إن شعب مصر لو أخذ من الإسلام العدل ومن المسيحية المحبة، ستمتلك بذلك أساسا متينا لمشروع نهضتها الجديدة. وأوضح أن برنامجه يتضمن العمل على ضمان ثمانية حقوق للمواطن المصري، وأسميهم (7 حقوق+1) وهم الغذاء والسكن والعلاج والتعليم والعمل والأجر العادل والتأمين الشامل لكل مواطن، إضافة إلى الحق في بيئة نظيفة. مشروع الشمس والرمال الذى يتضمنه برنامجه الانتخابى، أوضح فيه صباحى أنه يعتمد على استثمار طاقة الشمس فى توليد الكهرباء، واستثمار رمال صحارى مصر الواسعة الغنية بمادة السيلكا فى إنتاج السليكون متعدد الاستخدامات، منبها إلى ضرورة تطوير البحث العلمى فى مصر لتحقيق تلك المشروعات بكفاءة عالية. وعلى محور التعمير أيضا، قال صباحى إنه يتبنى مشروعا واسعا للبناء والتنمية فى خمسة محاور متزامنة لإعادة الروح إلى أراضى سيناء والنوبة والوادى الجديد ومنخفض القطارة، وقبل الجميع وبعدهم، أراضى النوبة القديمة، التى أضير أهلها قبل عقود، بسبب مشروع السد العالى، من أجل المصلحة العامة لمصر، وقد آن الأوان لأن ترد مصر إليهم الجميل. صباحى عرض على طلاب طب قصر العينى، العديد من ملامح برنامجه الانتخابى، والخطوط العريضة لسياساته حال فوزه بالرئاسة، أجملها فى نقاط سريعة، من بينها: لم ولن أكون يوما مع اتفاقية كامب ديفيد، لكن فى الوقت نفسه لا أبشركم بحرب قريبة مع إسرائيل، لأن أولويات مشروعي الآن، محاربة الفساد والفقر داخل مصر أولا.