ننشر البيان الذى أصدره الرقباء بهيئة الرقابة على المصنفات الفنية عن فيلم "حلاوة روح" مقدمين إياه لرئيس الرقابة السابق أحمد عواض ليعبر عن رأيهم فى الفيلم الذى تقوم ببطولته هيفاء وهبى ويخرجه سامح عبد العزيز وينتجه محمد السبكى، وهو البيان الذى لم يعتمده رئيس الرقابة، مُصدِرا قرارا بإجازة عرض الفيلم لعدم اقتناعه بما جاء فى بيان الرقابة. البيان من جانبه يضم عديدا من الاعتراضات والملاحظات التى وضعتها الرقابة على الفيلم وهى الملاحظات التى تعبر عن وجود أزمة حقيقية فى عقلية القائمين على هيئة الرقابة على المصنفات الفنية التى يفترض كونها واحدة من أهم المؤسسات القائمة على الفن والإبداع فى مصر. فالملاحظات التى جاءت فى البيان تؤكد أننا لم نجتز بعد تلك المرحلة التى تخيّل الكثيرون انتهاءها بانتهاء عصر الإخوان. ويبدو أننا فى حاجة إلى تغيير قوانين الرقابة واعتماد فكرة التصنيف العمرى للأفلام، حتى لا نترك الحكم النهائى لعقليات لا يمكن الاعتماد عليها فى تقييم الأعمال الفنية. أولا- ملاحظات على النماذج التى يحتويها الفيلم: زوجة يسافر زوجها فلا ترتدى إلا ما يكشف عن صدرها طوال الفيلم ومع هذا تدّعى الشرف والعفة. وهى صورة للمرأة المصرية التى تتعرى بعد سفر زوجها. رجال الحى جميعهم لا همّ لهم إلا التفكير فى كيفية الحصول على جسد الزوجة بأى ثمن، يعيشون بين الخمر والمخدرات وبنات الهوى والمنشطات الجنسية. نساء الحى كلهن عاهرات.. فلا توجد امرأة شريفة فى الفيلم إلا «روح» التى تكتفى بإثارة الجميع ثم تتمنع. أطفال الحى مجرمون وقوادون صغار.. بطلهم يطارد «روح» بالتلصص على جسدها. يشهر مطواة فى وجه من يعتدى عليها.. وباقى الأطفال إما أنهم يشاهدون مقاطع خارجة على المحمول وإما أنهم لا حديث لهم إلا نوم الطفل مع «روح». إلى جانب أن الفيلم يحمل رسالة إبداعية مهمة وهى: أن المجتمع المصرى مجتمع بلا أخلاق ولا شرف ولا حرمات لديه.. هو مجتمع إذا تُركت بينهم امرأة بمفردها سيفترسونها لأن رجال مصر إما قوادون وإما لاهثون خلف المتعة الجنسية.. أما نساء مصر فحدِّث ولا حرج، والفيلم تعليم لكل صبى مراهق بالسعى إلى الإثارة الجنسية من خلال اكتشاف مناطق إثارة المرأة فى جسدها وأن عليه حمل مطواة ليحمى أى امرأة ويلفت نظرها وليكون رجلا. ثانيا- المشاهد والجمل ذات الجدل فى الفيلم: من تترات كتابة الأسماء يعلن الفيلم عن رخص منهجه، ففى أثناء تترات كتابة الأسماء تأتى مشاهد يتم فيها استعراض جسد بطلة الفيلم فى مختلف أنشطة حياتها «وهى تأكل البطيخ فيسيل ماؤه على عنقها نافذا بين ثدييها.. وهى تقوم بعمل حلاوة لجسدها.. وهى تميل يمينا ويسارا لاستعراض ملابسها الملتصقة كأنها لا ترتدى شيئا.. ثم تقترب إلى الكاميرا بصدرها المكشوف أغلبه، أما الطفل بطل الفيلم نصف عارٍ وفى الفراش ينتظرها ليظهر أنه كان يحلم بها. كأنه المبرر لتتعرى بطلة الفيلم، كونه حلما. - يقوم الطفل بطل الفيلم «13 سنة» بالتلصص ما يقرب من أربع مرات على «روح» التى تكون على فراشها تمرر يدها على صدرها فى اشتهاء وجوع جنسى. تميل فيميل معها صدرها.. تتقلب فيتعرى فخذها.. والصبى يراقبها حتى يصل إلى درجة «الاستمناء الضمنى» بل إنه بعدما تعلم معنى الجسد انطلق إلى أحد الأفراح ليتحرش جنسيًّا بالاحتكاك بمؤخرات النساء «وهذا ما سيراه الأطفال»! - حوار الفيلم يحوى ألفاظا خادشة للحياء العام، كأنها منهج جديد يتم الزجّ به إلى مجتمع ينقصه التدنى.. ومن هذه الألفاظ: 1- مرور رجل أعمى «الممثل صلاح عبد الله فى الفيلم على نافذة امرأة بائعة هوى مع عشيقها وقوله وهو يصف المضاجعة الجنسية «كل آهة وليها عافقة.. وأنا عاوزك تعفقى وتتعفقى!». 2- جملة باسم سمرة.. فى شخصية القواد لبطلة الفيلم «دعك عن دعك يفرق» 3- مشاجرة «روح» مع حماتها التى تصرخ فيه «روح» بجوعها الجنسى وتكشف فى الحوار عن معظم صدرها. 4- حوار التاجر «الممثل محمد لطفى» مع روح «عاوزين نحط المفيد.. فى اللذيذ» واصفا هدفه الجنسى بالنوم معها، وتكرار الأطفال استخدام جملة «نايم معاها»، «كنت سهران عندها»، «بانزل من عندها الفجر». 5- علاقة الطفل مع بطلة الفيلم والذى نطق بها الطفل عدة مرات أنه نام وينام معاها ومشاجرة الطفل بطل الفيلم مع أبيه على أن الأب «بيجيب فلوسه من عرق النسوان».. ليجيب الأب: «شوف ابن المرة! عليّا النعمة ما أنت بايت فيها يا ابن ميتين الكلب». 6- الألفاظ المستخدمة بين نساء الحى هى «غورى دا أنتى مره قارحة.. يا مفضوحة يا وسخة» وعشرات الشتائم مثال «ابن الكلب - الوسخة.. وغيرها» ثم إضافة رقصة لبطلة الفيلم.. الرقصة كلها ذات أداء مثير جنسى ويمتلئ بالإيحاءات الجنسية فى حركات يديها. وكذلك مشهد اغتصاب البطلة فى نهاية الفيلم هو مشهد لم تشهده السينما المصرية من قبل، حيث لم يكتف الفيلم بالإيحاء فى ثوانٍ معدودة، و لكنه لجأ إلى التصريح ومن خلال دقائق تعدت الأربع وتمزيق ملابسها العليا والسفلى بالتفصيل وإظهار صدرها «الذى لم يختفِ طوال الفيلم» وفخذيها هذا بالإضافة إلى المشاهد التى يستخدم فيها الطفل بطل الفيلم المطواة بكل تألق، ومشاهد تصنيع الأطفال للمولوتوف.