ادت لانقسامات في الوسط القبطي الغناء لاول مره علي "المذبح" بسبب "تسلم الايادي" غضب قبطى عارم حول استخدام الكنائس فى الترويج لحملة السيسى الانتخابية تضارب فى آراء النخب القبطية حول الغناء فى الكنائس الغضب بدأه هذه المرة العلمانيين الأقباط واستخدموا سلاح النص الدينى، ذلك السلاح الذى لوح به فى وجههم المتدينين طويلا، والذين يطالبون بعدم تدخل الكنيسة فى السياسة لأن الكنيسة مؤسسة روحية، فوجدوا غناء مطرب أمام مذبح الكنيسة فرصة، ليردوا بنفس السلاح واستخدموا النص الدينى "بيتى بين الصلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص". انضم إليهم تيار متدين ولكنه ضد القيادة الحالية للكنيسة ممن يطلقون على أنفسهم "حماة الإيمان وانضم لهم أيضا فريق ثالث وهو المسيحيين البروتستانت والأرثوذكس المنفتحين على البروتستانت.. وكانت حجة الفريق الثالث أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تمنع الترانيم البروتستاتنية، وتمنع التصفيق أثناء الترانيم، بحجة أنها لا تليق، بينما أغنية "تسلم الأيادى" و"أحلف بسماها وبترابها" تليق أن تغنى أمام المذبح.. سرعان ما ظهر تيار رابع يدافع عن الفكرة وأن الأغنية كانت وطنية، والموضوع لا يستحق والكنيسة لم تخطئ، وسرعان ما تحول الاختلاف فى وجهات النظر لسباب ولعنات بين الأقباط لم نتعودها، وربما تكون المرة الأولى التى يحدث فيها تراشق بين الأقباط بالألفاظ. فيما طالبت العديد من الحركات والرموز القبطية المعارضة للغناء فى الكنائس البابا تواضروس بتقديم القس جرجس لوقا وكهنة الكنيسة ومجلس إدارتها التى أقيمت الاحتفالية على أرضها للمحاكمة الكنسية السريعة بتهمة إهانة المقدسات المسيحية، وقال فريق معتدل من الأقباط أن الكاهن أخطأ، وكان عليه نقل الاحتفال لإحدى قاعات الكنيسة وليس أمام المذبح. فى هذا الصدد فتحت "المشهد" الصرعات والانشقاقات داخل الوسط القبطى، بعد غناء أحد المطربين على أحد المذابح الكنسية فى المهجر، حيث أثارت الاحتفالية التى أقيمت فى إحدى كنائس فرنسا بالعاصمة الفرنسية للفنان "إيهاب توفيق" ومن معه "وفد من ممثلين ومطربين مصريين"، حيث ضم الوفد الفنان محمود ياسين ومى كساب وإلهام شاهين وهالة صدقى ولطفى لبيب وسهير المرشدى، بأغنية "تسلم الأيادى" و"أحلف بسماها وبترابها"، وذلك فى الذكرى الثانية لرحيل البابا شنودة، حيث تحولت تلك الاحتفالية لموجة شديدة من الغضب داخل الأوساط القبطية واصفيين إياها بأنها إهانة للهوية القبطية، كما استنكر عدد من الحركات القبطية الغناء داخل الكنيسة، وتجاهل قدسيتها وكونها بيتا للصلاة والعبادة، فيما رأى آخرون الأمر عاديا، معتبرين "تسلم الأيادى" أغنية وطنية، وأن غنائها داخل الكنيسة ما هو إلا غناء للوطن، وتأكيد على دور الأقباط فى نجاح ثورة 30 يونيو. واستنكر العديد من الرموز القبطية تلك الاحتفالية واصفين إياها بأنها ترويج لحملة السيسى الانتخابية خارج الوطن. فيما عبرت حركة "كرستيان" عن غضبها الشديد ورفضها الغناء فى الكنائس، وقالت الحركه فى بيان لها: بيتى بيت الصلاة يدعى، وأنتم جعلتموه مغارة لصوص. وأضافت الحركة أن حركة شباب كريستيان تدين وبكل حزن وألم ما شاهدناه فى حفل الفنان إيهاب توفيق داخل كنيستنا الأرثوذكسية بفرنسا، وغناء أغنية (تسلم الآيادى) مع كامل احترام وتأييد الحركة للمشير عبد الفتاح السيسى مما له من مواقف بطولية.. ولكن ما شاهدناه أمام الهيكل المقدس واستخدام بيت الله كمسرح لتلك الاحتفالية، مما أثار غضب العديد من الشعب القبطى. وكشفت الحركة أن هذه هى المرة الثانية التى تم فيها استخدام بيت الله فى ذلك الأمر، فقد كانت المرة الأولى عندما استقبل نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس(سابقاً) والنائب البابوى لإيبارشية المحلة الكبرى فى ذلك الوقت القيادى الإخوانى سعد الحسينى، والوفد المرافق له أمام الهيكل المقدس، وتم الاجتماع بالكامل فى هذا المكان، ولم يؤخذ فى الاعتبار قدسية هذا المكان.. وأثار ذلك غضب العديد من الشعب القبطى لاستخدام الكنيسة وتحديدًا هذا المكان المقدس، كمسرح لمناقشة الأمور السياسية، فكان من الأولى أن تقام كل هذه المناسبات بقاعة من قاعات الكنيسة، ولكن خارج بيت الله، وحيث أنه حتى الآن لم يتم اتخاذ اللازم من قبل المجمع المقدس مع نيافة الأنبا بيشوى، مما أدى لتكرار نفس الحدث بصورة أخرى. وتابعت الحركة نسجل اعتراضنا رسميًا لقداسة البابا تواضروس الثانى واثقين فى قراركم لاتخاذ اللازم بشأن هذا الموقف والموقف السابق، مما ترتب عليه غضب شعب كنيستنا، وإيذاء مشاعرهم فيما لا يليق بقدسية بيت لله. ومن جانبه استنكر نادر صبحى، مؤسس حركة كرستيان، واقعة الغناء فى إحدى الكنائس الفرنسية وقال "إن الكنائس مكان للعبادة وتقديم الصلوات المختلفة، وليس مكانًا للغناء وعرض الأغانى الوطنية". وأضاف صبحى أنه يجب على البابا تواضروس أن يحاسب كل من أخطأ فى الاحتفاليه وتقديمه لمحاكمة كنسي سريعة بتهمة إهانة المقدسات المسيحية واستخدام منابرها للترويج لحملة السيسى الانتخابية. وكشف مصدر كنسى مطلع ل"المشهد" أن تلك الاحتفالية كانت بمناسبة الذكرى الثانية لرحيل البابا شنودة الثالث، بطريرك الأقباط الأرثوذكس الراحل، وأشرف عليها الأنبا موسى أسقف الشباب الأقباط الأرثوذكس، والأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس، مشيرًا إلى أن الأمر لم يكن مرتبًا نهائيًا ولم يكن الفنان ايهاب توفيق مستعدًا لغناء أوبيريت تسلم الآيادي، أثناء تلك الاحتفالية إنما كان مجرد ضيف مثل بقية الضيوف الذين شاركوا فى أوبيريت "مصر فوق كل المحن"، الذى أخرجه الدكتور أسامة عشم، مثل باقى الفنانين. وأضاف المصدر أن حدوث خطأ فى نظام الصوت أجبر منظم الحفلة على الاعتذار لحين إصلاحه، وهذا ما دفع الفنان ايهاب توفيق لغناء جزء من الأوبريت لحين إصلاحه، مؤكدًا أن ذلك حدث بنية صافية تماما، وليس بهدف الدعاية الانتخابية للمشير عبد الفتاح السيسى كما ادعى البعض، حيث إنه رأى الجمهور يحفظها جيدًا ويحبها. فيما عبر الدكتور ميشيل فهمى عن غضبه تجاه غناء المطربين فى إحدى الكنائس بفرنسا قائلا "هل هناك فرق بين المسرح والكنيسة وإذا كنا نأخذ بالتقاليد الحديثة لا يجب أن نحتفل بما استلهمنا من الرسل والآباء. وأضاف فهمى عندما يتقول قائل إن المزمار والعود كانا فى صلاوات داود نقول إن هناك فارقًا بين تابوت العهد والهيكل الذى يحضر فيه الرب بجسده ودمه ولا نخلط آيات العهد القديم من سياقها فالأرثوزكسية معهدها الاستقامة وليس الإعوجاج عن الحق، وأكد فهمى الكنيسة منبر روحانى مقدس والمسارح التى تلحق بالكنائس يتم عرض الأغانى عليها. وقال رفيق جريش المتحدث الإعلامى باسم الكنيسة الكاثوليكية "إنه يجوز الغناء فى الكنائس طالما أنها تعبر عن فكر وطنى دون المساس بعقيدة وكيان المسيحية"، لافتًا أن هذه الاحتفالية تعطى صورة للعالم على قوة الوحدة الوطنية والتماسك. وأضاف جريش أن كل الطوائف المسيحية تؤيد تقديم الغناء فى الكنائس، مشيرًا إلى أن مثل هذه الأغانى تبعث روح الوحدة الوطنية فى نفوس المصريين وتعطى صورة للغرب بأن مصر فصيل واحد. ومن جانبه قال ممدوح رمزى، عضو مجلس الشورى السابق، أنه يؤيد الغناء فى الكنائس، مشيرًا إلى أن مثل هذا الغناء يدل على الوحدة الوطنية ويؤكد على نجاح ثورة 30 يونيو، لافتًا إلى أن الأقباط شاركوا فى الثورة ولم يقصد الشكل العاطفى بل الشكل الوطنى. وأضاف رمزى أن إيهاب توفيق أصر على تقديم أغنية تسلم الآيادى فى إحدى الكنائس المصرية بالغرب حتى يعطى صورة للغرب بأن الأقباط شاركوا فى نجاح ثورة 30 يونيو، التى أطاحت بحكم فاشى، مؤكدًا أن الأقباط قدموا العديد من التضحيات لنجاح هذا الوطن من حرق لمنازلهم وكنائسهم وممتلكاتهم قدموها للوطن. وعن الحركات القبطية التى تعارض الغناء فى الكنائس قال "إن مثل هؤلاء لا يجيدون السياسة كما أن هناك من يعتنقون خالف تعرف وغير مدركين للحياة السياسية". قال المفكر القبطى كمال زاخر، منسق التيار العلمانى: إن الأزمة التى افتعلت الخاص بخورس كنيسة أرثوذكسية بفرنسا، مفتعلة ومثيريها يطبقون معطيات المجتمع المصرى على المجتمع الفرنسى. وأضاف "زاخر" فى تصريح خاص ل"المشهد" أن الأمر يحتاج لإعادة النظر فى التعليم الكنسى وتخلصه من الازدواجية والتعرف على جوهر تعاليم الكنيسة، مما يتطلب عملا مؤسسيا وجماعيا، ووضع آلية للمعالجة بدءا من الخادم ووصولًا إلى الأسقف. وأكد أن هذه الاحتفالية لا تستحق ما أثير حولها، لأن الحفلات تقام بكنائس مصر ومثل حفلات الزفاف وغيرها داخل الكنيسة والتى اضطرت الكنيسة مع غياب ضوابط الالتزام بآداب الحضور فيها إلى أعداد غطاء للعروس يعالج الأمر، نظرا لضعف الإمكانيات، لافتًا إلى أن استخدام الآلات الموسيقية فى الألحان الطقوسية للكنيسة التقليدية، وبات هناك كورالات من المرتلين والشمامسة. وفيها الكثير من عدم الالتزام بالتقليد الأرثوذكسى.