هاجمت صحيفة "السياسة" الكويتية بقوة محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك، واكدت ان تلك المحاكمة تأتي استجابة لما سمته "ديكتاتورية جمهورية التحرير"، مشددة على ان مبارك له انجازات عظيمة كان اخرها اختياره الانتقال السلمي للسلطة وانه هو ما اعاد للجيش المصري مجده ولم يفعل ما فعله صدام في العراق والقذافي في ليبيا وبشار الاسد في سوريا. و أكد احمد الجار الله رئيس تحرير "السياسة"، وهو صديق للرئيس المصري السابق ، في افتتاحية الصحيفة اليوم ان مصر تعيش يوما بعد يوم صورة الفوضى التي تعيشها منذ 11 فبراير الماضي. وتكرس ايضا مشهد الضعف في السلطة التي ما انفكت تتنازل ارضاء لبضعة اصوات في هذا الميدان او ذاك من دون النظر الى العواقب الوخيمة التي حلت بالمصريين منذ تنحي الرئيس حسني مبارك عن الحكم والذي ستبدأ محاكمته غدا امام محكمة الجنايات تلبية لمطالب المتظاهرين ايضا. مضيفا ان السؤال البديهي الذي يتبادر الى الذهن هو على ماذا يحاكم حسني مبارك?! ليس هو صدام حسين الذي خلف وراءه عشرات المقابر الجماعية, ولم يكن معمر القذافي الذي اختبأ تحت الارض واطلق كتائبه لاحراق ليبيا في سبيل اوهام الزعامة, او بشار الاسد الذي تعمل سكين قواته الامنية في رقاب السوريين الذين خرجوا طلبا للاصلاح والحرية. حسني مبارك ليس احدا من هؤلاء, ولم يفعل ايا مما يفعله الجزارون بشعوبهم للاحتفاظ بالسلطة, ولم يرتكب جرما يحاسب عليه, بل هو لاقى شعبه في منتصف الطريق واختار الانتقال السلمي للسلطة, وهو ما يسجل للرجل ايضا، بالاضافة الى انجازاته طوال فترة حكمه. وأكد الجار الله ان محاكمة حسني مبارك التي تأتي بعد الاستعراض السلفي المرعب الذي شاهده الملايين في مصر والعالم يوم الجمعة الماضي تدل على ان"جمهورية ميدان التحرير" تمسك بزمام السلطة, وهي الحال الوحيدة في العالم التي تدار فيها الدولة من الشوارع والميادين وليس من المؤسسات، مشيرا الى ان ديكتاتورية "جمهورية ميدان التحرير" ادت الى كل هذه الخسائر التي لا تعوض, بل انها هدمت الدولة من اجل الحفاظ على مكسب حرام وهو التحكم في قرار المجلس العسكري الذي يمر حاليا في واحدة من اكثر اللحظات حرجا بالنسبة اليه ،فالرئيس الذي سيحاكم هو قائد سابق للقوات الجوية اثناء حرب اكتوبر عام 1973 الحرب التي صنعت مجد الجيش المصري من جديد, وهو القائد الاعلى للقوات المسلحة, فكيف للمجلس العسكري ان يخضع لابتزاز اصوات في الشارع ويقبل بمحاكمة الرئيس السابق, الا يعني ذلك ان هذا المجلس يقدم نفسه للمحاكمة؟ و أختتم :" نعم هناك اخطاء, و لا احد معصوم, لان الذين يعملون هم الذين يخطئون, والرئيس المصري السابق من الذين كرسوا حياتهم لخدمة وطنهم, ولذلك لم يهرب من المحاكمة, بل سيذهب اليها بما له وماعليه وعندها سيكتشف الجميع ان ما لمبارك اكثر بكثير مما عليه, وهو ما اكدته كل حملات البحث في بنوك العالم وحملات التفتيش عما اذا كانت له ارصدة في الخارج اذ انها لم تفض الى ما يشوه صورته, وهذه كانت اول صكوك البراءة" .