في لقائه مع عثمان الشريف، وزير التجارة السوداني، أكد محافظ أسوان مصطفى السيد أن مصر والسودان في قارب واحد يواجهان نفس التحديات التي تستهدف زعزعة الجبهة الداخلية وإشاعة الفوضي والانقسام ومحاولة عرقلة جني مكتسبات ثورة 25 يناير من أجل إقامة دولة مدنية تفي بمتطلبات شعبها، وفي مقدمة ذلك حرية التعبير والعدالة الاجتماعية. حضر الاجتماع السفير بلال قسم الله - القنصل العام لجمهورية السودان بأسوان - ومسئولو هيئتي وادي النيل للملاحة النهرية والرقابة على الصادرات والواردات ومديرو ميناء السد العالي والجمارك والجوزات والمحاجر البيطرية والاستثمار. وأضاف السيد أنه بعد التغيرات الجوهرية التي حدثت بفضل الثورة المجيدة أصبح الآن المناخ مهيئاً لإقامة العديد من المشروعات المشتركة التي تقوم على المصالح المتبادلة، بجانب فتح الباب أمام الاستثمارات انطلاقاً من الاتفاقيات الموقعة مؤخراً، بالإضافة إلى الترابط البري والنهري بين أسوان والولاية الشمالية باعتبارهما القاعدة الذي ينطلق منها قطار التعاون والتلاحم بين الجانبين. مؤكداً أن تضافر كل الجهود التنفيذية بمشاركة شعبية وذاتية أسهم في تيسير استقبال أكثر من 18 ألفا من الأشقاء السودانيين النازحين من ليبا عقب ثورة 28 فبراير هناك وتوفير كل سبل الراحة أثناء توديعهم عبر ميناءي السد العالي شرق وأبو سمبل، مما يؤكد روح الأخوة والمحبة بين الشعبين الشقيقين والذي توج بهدية الشعب السوداني لشقيقه المصري ب 5 آلاف من الماشية. وتابع محافظ أسوان أن الفترة القادمة ستشهد نقلة غير مسبوقة في العلاقات بين البلدين وخاصة بعد استكمال رصف طريق أرقين / دنقلة بطول 450 كم، بجانب رصف 29 كم في الجانب السوداني من طريق قسطل / وادي حلفا ليصبح هناك طريقان دوليان بين الدولتين يمتدان من الإسكندرية وحتى الخرطوم من أجل مد جسور التواصل والتبادل التجاري والزيارات المتبادلة على المستوى الرسمي أو الشعبي، بجانب البعثات والقوافل الثقافية أو الصحية، علاوة على برتوكولات التعاون بين جامعتي دنقلة وجنوب الوادي ومتحفي النوبة ووادي حلفا. من جانبه أشار عثمان الشريف إلى أن الأواصر والروابط القوية بين الشعبين والتي تراكمت علي مدى آلاف السنين لن تسمح بأي محاولات لاختراق العلاقات القوية بين البلدين والتي أصبحت قائمة على قاعدة عريضة من المصالح المشتركة وفي مقدمتها زيادة التبادل التجاري، لافتاً إلى أنه عقد سلسلة من الاجتماعات مع وزراء التجارة والزراعة والتعاون الدولي، علاوة علي رؤساء البنوك الرئيسية بالقاهرة من أجل رفع سقف التبادل التجاري والوقوف على أي عوائق روتينية أو إجرائية في الجانبين أمام هذا الهدف الرئيسي وخاصة الإجراءات الجمركية وخفض رسوم الخدمات اللوجستية. وأضاف وزير التجارة السوداني أن المباحثات مع وزيرة التعاون الدولي المصرية شملت كيفية تعظيم الاستفادة من اللحوم الحية الواردة لمصر في صورة شحنات من الماشية والجمال من خلال إعداد مرابي جاهزة، بالإضافة إلى المجازر الآلية المدعمة بثلاجات متنقلة لضمان وصول اللحوم الطازجة وتوزيعها على مختلف أنحاء مصر. وأثناء الاجتماع عرض اللواء كمال المغربي - مدير عام ميناء السد العالي - أن حركة نقل الركاب تضاعفت بين ميناءي أسوان ووادي حلفا في عام 2011 وصلت إلي 55 ألفا و 200 راكب بزيادة 75 % عن حركة نقل الركاب في عام 2010، مشيراً إلى أن حركة البضائع شهدت انخفاضاً بلغ 154 % بسبب تعدد الاحتجاجات والمطالب الفئوية، مما تسبب في قطع الطرق الرئيسية والسكك الحديدية أمام البضائع المصدرة من مصر إلى السودان، فبعد أن كان ميناء السد العالي في عام 2010 يصدر بضائع بحوالي 92.5 ألف طن انخفضت في عام 2011 إلى حوالي 60 ألف طن. وأبدى بلال قسم الله تمنياته بأن يكون العام الميلادي الجديد خيرًا ورخاءً لمصر والسودان، خاصة بعد نجاح ثورة 25 يناير وما أحدثته من نقلة حقيقية في العلاقة المتميزة بين مصر والسودان، وأن هذه النقلة ليست على مستوى القطرين الشقيقين ولكنها على مستوى المحيط العربي كله، موضحاً أن هناك المزيد من التعاون المثمر الجاد البناء بين البلدين الشقيقين، حيث إن الفترة القادمة ستشهد خروج المقترحات والدراسات لحيز التنفيذ، وخاصة مشروع خط السكك الحديدية بين أسوان ووادي حلفا، وأيضاً تجاوز أهم المعوقات أمام التبادل التجاري وكيفية استثمار الطرق البرية وميناءي السد العالي ووادي حلفا من خلال رفع مستوي النقل النهري بين الميناءين من خلال تحديث العبارات ومعدات النقل التجارية، بجانب تخفيف القيود الجمركية والإجراءات الروتينية في الرقابة على الصادرات والواردات. جدير بالذكر أن زيارة وزير التجارة السوداني لأسوان على مدى يومين تشمل لقاءات موسعة مع المسئولين التنفيذيين والقيادات السياسية والاجتماعية بالمحافظة وأفراد الجالية السودانية، بجانب المسئولين عن هيئة وادي النيل للملاحة النهرية، علاوة على القيام بزيارات ميدانية لسوق الجمال بمدينة دراو وميناء السد العالي والمتحف النوبي.