أكد الدكتور علي جمعة - مفتي الجمهورية - أهمية ومحورية قضية التعليم لنهضة الأمة الإسلامية، لأن الأمية عائق للتواصل والفهم والقراءة والتعلم، موضحًا أن الأمة الإسلامية قامت على مفاهيم رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلمت الناس، وأن المسلمين ما دخلوا بلادًا إلا وبدأوا بالتعليم، حتى انتشر من الأندلس إلى الهند، وأنهم لم يقهروا الناس على ترك لغاتهم أو يفرضوا عليهم العربية، ولكن فرضوا عليهم العلم، فتعلموا وأسرعوا في تعلم اللغة العربية. وأشار مفتي الجمهورية - في خطبة الجمعة التي ألقاها بمسجد فاضل بمدينة السادس من أكتوبر اليوم - إلى أن الأمية أصبحت مشكلة كبيرة ضاربة بأطنابها، وأن عدد الأميين في مصر يصل إلى نحو 30 مليونًا، متسائلاً: كيف وصل بنا الأمر إلى هذا المستوى من الأمية؟ وهناك هيئة تقوم على تعليم الكبار منذ 60 عامًا، مبينًا أن سبب فشل هذه الهيئة هو التسرب من التعليم، وهو الذي أدى إلى ازدياد الأمية. وأوضح الدكتور علي جمعة أن الأمة الإسلامية قامت على مفاهيم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأن هناك عدة أسباب للتسرب من التعليم، منها عدم الاهتمام واستغلال الطفولة في العمل، إضافة إلى الفقر، أو عدم وجود مدرسة في الأصل في بعض القرى، خاصةً بعد ما قضينا على الكتاب الذي كان يعلم القراءة والكتابة من خلال القرآن الكريم وحفظه، معتبرًا كل هذه الأسباب وغيرها جريمة في حقنا وحق ديننا ومستقبلنا. وبين المفتي أن هناك 4500 قرية في مصر، منها نحو 700 قرية لا يوجد بها مدرسة، وهو كلام لا يصدقه العقل، إلا أن الواقع يؤيده، مشيرًا إلى أن عدد التلاميذ الذين يلتحقون بالتعليم حوالي 750 ألف تلميذ، ويتخلف منهم عن التعليم نحو 200 ألف لأسباب كثيرة، داعيًا إلى اعتبار التسرب من التعليم جريمة في حق الدين والدنيا، وفي حق الوطن والمستقبل، وفي حق أبنائنا وأحفادنا، حتى أنه من الواجب شرعًا ضرورة التبليغ عن أولياء أمور الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدرسة باعتبار " أنهم قد ارتكبوا جريمة في حقنا جميعًا، وأنهم يذبحون هذه الأمة ". ودعا جمعة إلى ضرورة سد باب التسريب من التعليم، مقترحًا على وزارة الداخلية أن تستغل المقبوض عليهم في الحق العام في تعليم المساجين وفي إخراجهم من الأمية، كما أنه يجوز للقوات المسلحة عند تجنيد الأميين أن تزيل أميتهم، داعيًا جميع مؤسسات المجتمع المدني وجمعياته إلى إزالة الأمية.