طالب الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية، القوات المسلحة، ووزارة الداخلية، بمحو أمية مجنديها، بتخصيص نصف مدة التجنيد لمحو الأمية ودراسة القرآن الكريم، ليستطيعوا التعامل مع الشعب. واقترح المفتي، خلال خطبة جمعة اليوم، على وزارة الداخلية أن تستغل المقبوض عليهم في الحق العام في تعليم المساجين وإخراجهم من الأمية، داعيا جميع مؤسسات المجتمع المدني وجمعياته إلى إزالة الأمية .
وأكد جمعة على أهمية ومحورية قضية التعليم لنهضة الأمة الإسلامية، لأن الأمية عائق للتواصل والفهم والقراءة والتعلم ، موضحا أن الأمة الإسلامية قامت على مفاهيم رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلمت الناس، وأن المسلمين ما دخلوا بلادا إلا وبدأوا بالتعليم حتى انتشر من الأندلس إلى الهند، وأنهم لم يقهروا الناس على ترك لغاتهم أو يفرضوا عليهم العربية، ولكن فرضوا عليهم العلم، فتعلموا وأسرعوا في تعلم اللغة العربية.
وأشار مفتى الجمهورية إلى أن الأمية أصبحت مشكلة كبيرة ضاربة بأطنابها وأن عدد الأميين فى مصر يصل إلى نحو 30 مليونا، متسائلا: "كيف وصل بنا الأمر إلى هذا المستوى من الأمية وهناك هيئة تقوم على تعليم الكبار منذ 60 عاما!!"، مبينا أن سبب فشل هذه الهيئة هو التسرب من التعليم، وهو الذى أدى إلى ازدياد الأمية.
وأوضح الدكتور على جمعة أن هناك عدة أسباب للتسرب من التعليم منها عدم الاهتمام واستغلال الطفولة في العمل، إضافة إلى الفقر، أو عدم وجود مدرسة فى الأصل فى بعض القرى خاصة بعد ما قضينا على الكتاب الذى كان يعلم القراءة والكتابة من خلال القرآن الكريم وحفظه،معتبرا كل هذه الأسباب وغيرها جريمة في حقنا وحق ديننا وفي مستقبلنا .
وبين فضيلة المفتى أن هناك 4500 قرية فى مصر، منها نحو 700 قرية لا يوجد بها مدرسة، وهو كلام لا يصدقه العقل، إلا أن الواقع يؤيده، مشيرا إلى أن عدد التلاميذ الذين يلتحقون بالتعليم حوالى 750 ألف تلميذ ويتخلف منهم عن التعليم نحو 200 ألف لأسباب كثيرة، داعيا إلى اعتبار التسرب من التعليم جريمة فى حق الدين والدنيا، وفى حق الوطن والمستقبل، فى حق أبنائنا وأحفادنا، حتى أنه من الواجب شرعا ضرورة التبليغ عن أولياء أمور الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدرسة باعتبار أنهم قد ارتكبوا جريمة فى حقنا جميعا، وأنهم يذبحون هذه الأمة.