"أكوام القمامة".. "الموت صعقا".. "المجاري".. انقطاع المياه.. مشاهد يومية 1000 أسرة: إحنا في نظر الحي مش بشر.. وبيموت مننا واحد كل يوم بسبب الكهرباء
مريرة هي تجربة الحياة وسط أكوام القمامة.. أسر تضحي يوميا بواحد من أبنائها بسبب الضغط العالي للكهرباء شهريا.. 1000أسرة تعيش الجحيم.. أطفال يصرخون من شدة الفقر والجوع.. حرمان من التعليم الذي يعتبر حقا مكفولا لكل مواطن بسبب "الحياة تحت خط الفقر".. أهالي لا يعرفون ماذا يفعلون لأبنائهم الذين أصبحوا يموتون أمام أعينهم ولا شئ بأيديهم.. هذه الحياة بعزبة الهجانة العديد منا يعرفها وكثيرا ماسمعنا عما فيها من حياة عشوائية، وما بها من بشر لا يعرفون غير لغة العنف والبلطجة التي يمارسها أهلها.. أرادت كاميرا "المشهد" أن تنقل صورة حقيقية للحياة في تلك العزبة؛ فوجدت أن هذا هو الحال بعزبة الهجانة بالحي الثامن بمدينة نصر التي تبعد أمتارا بسيطة من مدينة نصر الراقية التي تسكنها أرقى طبقات المجتمع. مشاكل كثيرة يعاني منها أهالي عزبة الهجانة من أبرزها مشكلة الحياة تحت الضغط الكهربائي العالي الذي يعصف بأبنائهم ويعتبر أيضا سببا في أمراض يصعب العلاج منها.. ماذا يفعل هؤلاء وهم لا يملكون حتى القوت اليومي فحياتهم معتمدة على "الشحاتة" – أي التسول - فقدرهم أنهم يعيشون بوطن يتجاهل مسئولوه صرخات المساكين من أبنائه. حمدة صادق 60 عاما تحكي تفاصيل الحياة بعزبة الهجانة، وتقول: "احنا مستأجرين الأرض التي بنينا عليها البيت ده من حوالي 30 سنة من واحد اسمه "عبده الشكوري" كان مستوليا علي الأرض دي من الحكومة وكان بيقول إنها ملكه بس، وعملنا عقود بكده واحنا عيشنا ورضينا بحالنا.. انا عندي 7عيال منهم 4 متجوزين معايا في البيت.. والحمد لله راضيين بالحال.. بس المشكلة عندنا أن الحي مش راضي يحل مشكلة المياه وعملنا شكاوى كثيرة، بس "ما باليد حيلة".. والكهرباء اللي بتموت 18 واحدا منا كل شهر، غير أننا محرومون من دخول بيوتنا.. نفسنا نعيش في أمان". ويضيف "أحمد زين" سائق من سكان العزبة: المشكلة في العزبة مش ميه وكهربا.. بس كمان المجاري بتبقى مسدودة والشوارع مش بنعرف نمشي فيها ومفيش أي إهتمام من الحي.. أصل احنا في نظرهم مش بني آدمين.. واحنا اللي بنضطر ننظف المجاري بنفسنا.. والكهربا دي موال تاني.. احنا يوميا عندنا حالة وفاة بالعزبة. وفي نفس السياق ذاته تقول "ليلي الفولي" وهي تبكي مما يحدث: "احنا قاعدين شحاتين وهما عايشين في نعيم".. بدأت قصتها بهذه الكلمات.. وأضافت: "عندي 5عيال اتنين منهم اتحرموا من التعليم بسبب احنا مش معانا فلوس علشان نعلمهم وزوجي طريح الفراش يحتاج علاجا شهريا.. واحنا بعنا اللي ورانا واللي قدامنا ولسه علينا ديون ودلوقتي مش لاقية حق العلاج.. فين العدل؟! احنا مش لاقيين الزبالة اللي بيرموها.. فين الحكومة ؟! ولا الجمعيات الخيرية اللي بتاخد الفلوس وتحطها في جيبها واحنا كل حاجة.. بتبقي علينا في الأخر شوية المية مش لاقيينهم نعمل إيه ؟! يعملوا لنا مصانع نشتغل فيها واللي يشحت بعد كدة يقتلوه بالنار بدل أما يقولوا علينا بلطجية.. نفسنا نعيش زي بقيت الخلق.. والله احنا خلاص استوينا من الفقر والعيشة المرة. أما عبدالله فرغلي - نجار مسلح – فيقول: المشاكل بالعزبة عندنا كتيرة منها مشاكل المياه والنور وقبل كدة اتكلمنا في الجرايد كتير، وقالوا عنا بلطجية يعني الكهربا اللي بتموت مننا كل يوم واحد مش موجودة في بيوتنا واللي عندنا عبارة عن وصلات مسروقة.. وبتقطع كل شوية "نفسنا في حياة كويسة زي بقية الناس". ويتدخل "عمرو ياسين" من أهالي العزبة: "والله احنا تعبنا خلاص.. الميه مقطوعة على طول، وباشتغل وقت العصر في الشارع وبنقف طابور علشان نملا جردل ميه لكل بيت ومفيش اهتمام من الحي بالمجاري اللي احنا يئسنا منه.. أما شركة الكهرباء علشان نقدم على كهرباء يقال لنا دائما: "لا" بسبب أن الحياة ممنوعة تحت الضغط العالي.. واحنا ملناش مكان نعيش فيه غير ده. أما "ناجي سالم" أحد السكان يقول أيضا: احنا راضيين بعيشتنا بس مش عاوزين حد منننا يموت كل يوم.. الضغط العالي بيضرب كل شوية وبيموت ناس كتير.. وعملنا شكاوى كتير بس مفيش حد بيرد علينا.. أصل احنا مش شباب نت ولا كمبيوتر.. والبيوت حالها يصعب على الكافر والمية مفيش والنور كله وصلات مسروقة نفسنا نلاقي حل للي بيحصل فينا ده ؟! علي الجانب يرفض المسئولون مقابلة الجماهير أو التحدث في أي مشكلة بالحي، فماذا يفعل هؤلاء؟!