شهدت العاصمة الروسية موسكو مساء الإثنين مظاهرات حاشدة، حيث خرج الآلاف يهتفون بسقوط فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الروسي، ويطالبون بإلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت مساء الأحد وجرى تزويرها لصالح الحزب الحاكم ( حزب روسيا الموحدة ) بشكل فادح وفاضح. وتصدت قوات مكافحة الشغب بشراسة للمتظاهرين واعتقلت حوالي 300 شخص. وتجدر الإشارة إلى أن حزب روسيا الموحدة الذي يتزعمه فلاديمير بوتين حصل بصعوبة على حوالي 50% من أصوات الناخبين بعد عمليات تزوير كبيرة رصدتها كاميرات الهواتف المحمولة وتقارير المراقبين الدوليين من منظمة الأمن والتعاون الأوروبي. وأعلن زعيم الحزب الشيوعي الروسي جينادي زوجانوف الذي حصل حزبه في انتخابات الأحد على حوالي 20% من أصوات الناخبين، أن نظام بوتين سرق من الشيوعيين حوالي 15% من الأصوات أضافها للحزب الحاكم. وتجدر الإشارة إلى أن الحزب الحاكم في روسيا كان قد حصل في الانتخابات البرلمانية عام 2007 على 64% من أصوات الناخبين واتُهم بالتزوير آنذاك أيضا. وتبدو الأوضاع في روسيا مرشحة للمزيد من التوتر، حيث امتدت مظاهرات اليوم الإثنين إلى مدينة بطرسبورج مسقط رأس بوتين وثاني أكبر مدن روسيا بعد موسكو. وشارك في المظاهرات الاحتجاجية الليبراليون والشيوعيون وجبهة اليسار وحزب التضامن وغيرهم من الحركات السياسية المعارضة. ويرفض المتظاهرون ومعظمهم من الشباب عودة بوتين إلى الحكم من جديد في مارس 2012. ويتكهن مراقبون باستمرار المظاهرات في روسيا خلال الشهور المقبلة أيضا بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية واستشراء الفساد وسيطرة قلة قليلة بزعامة بوتين على مقدرات البلاد. وكانت الحركة الاحتجاجية في روسيا، خاصة في موسكو قد تأثرت كثيرًا بربيع الثورات العربية، خاصة ثورة 25 يناير في مصر، حيث خرجت هذه الحركة الاحتجاجية إلى شوارع العاصمة الروسية في مارس الماضي تحت شعار "روسيا ستسير على خطى الثورة المصرية". مظاهرات الربيع الروسى بموسكو.. "الشعب يريد رحيل بوتين"