في اكبر موجة غضب شعبي منذ انهيار الاتحاد السوفيتي قبل 20 عاما، خرج عشرات الالاف من الاشخاص في مظاهرات غير مسبوقة نظمتها المعارضة في انحاء روسيا احتجاجا علي نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في الرابع من ديسمبر الجاري وفاز فيها حزب فلاديمير بوتين. ولبي عشرات الالاف من الروس الدعوة التي اطلقت علي صفحة "مظاهرة لأجل انتخابات صادقة" علي موقع فيسبوك للمشاركة في مظاهرات في اكثر من خمسين مدينة خصوصا في سان بطرسبورج والاورال وسيبيريا للمطالبة بالغاء هذا الاقتراع الذي شابته عمليات تزوير كثيفة. وذكرت وكالة الانباء الفرنسية ان عشرات الالاف من الروس خرجوا في اولي المظاهرات في اقصي الشرق الروسي وسيبيريا حيث قامت الشرطة بتفريقهم في عدد من المدن واعتقال العشرات منهم. وفي فلاديفوستوك الميناء الروسي الواقع علي المحيط الهاديء، خرج نحو 500 شخص رافعين لافتات كتب عليها "الغوا نتائج الانتخابات" و"المزورون في السجن". وفي خاباروفسك ثاني اهم مدينة في اقصي شرق روسيا، فرقت الشرطة بسرعة مئات المتظاهرين واعتقلت عشرات منهم. وفي تومسك بسيبيريا، تظاهر 500 شخص. وطالب المحتجون خلال مسيرتهم بالاعتراف بان نتائج انتخابات مجلس الدوما والهيئات المحلية للسلطة "غير صالحة" بالاضافة الي اقامة دعاوي جنائية علي وقائع تزوير نتائج الاقتراع. وحذرت النيابة العامة في موسكو المنظمين والمشاركين من اي تجاوزات محتملة اثناء التحركات مما سيرغم الشرطة علي "اتخاذ التدابير اللازمة لضمان الحفاظ علي الامن".من جانبه، حذر رئيس الوزراء فلاديمير بوتين من ان اي تجاوزات سيتم قمعها "بكل الوسائل المشروعة". في غضون ذلك، نشرت صحيفة "روسييسكايا جازيتا" النتائج الرسمية للانتخابات مؤكدة فوز الحزب الحاكم "روسيا الموحدة" ب 49.32 ٪من الاصوات. ووفقا لهذه النتائج، فان حزب بوتين سيشغل غالبية مطلقة في مجلس الدوما (238 مقعدا من اصل 450) وحصل الحزب الشيوعي علي 92 مقعدا وحزب روسيا العادلة 64 مقعدا والحزب الليبرالي الديمقراطي علي 56 مقعدا. وعشية المظاهرات التي تختبر مدي تحمل بوتين لضغوط الشوارع ، وجهت الولاياتالمتحدة دعوة الي السلطات الروسية ومعارضي بوتين لالتزام الهدوء. وكان بوتين قد اتهم واشنطن بالتحريض علي الحركة الاحتجاجية ضد الانتخابات محددا بشكل خاص وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون التي انتقدت علنا ملابسات العملية الانتخابية. علي صعيد اخر، رشح حزب "روسيا العادلة" زعيمه سيرجي ميرونوف لخوض الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في 4 مارس المقبل.