قالت صحف أمريكية، اليوم الاثنين، إن الانفجار الضخم الذي دمّر موقعًا لاختبار الصواريخ قرب طهران قبل نحو 3 أسابيع، شكّل انتكاسة قوية للبرنامج الصاورخي الإيراني، وقد يكون ناتجًا عن جهود سرية تبذلها إسرائيل والولاياتالمتحدة لتعطيل البرنامج النووي الإيراني. ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) عن مسؤولين استخباراتيين أمريكيين وإسرائيليين حاليين وسابقين وخبراء في تكنولوجيا الصواريخ قولهم إن صور المراقبة تظهر أن القاعدة الإيرانية كانت مركزًا أساسيًا لاختبار الصواريخ بالوقود الصلب، يمكن إطلاقها على الفور، ما قد يجعلها فعاّلة لإيران في وجه أي ضربة استباقية قد تشنها إسرائيل أو الولاياتالمتحدة، وهى مناسبة أكثر لحمل الرؤوس الحربية لمسافات أطول مقارنة بالصواريخ بالوقود السائل. وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يتوضح بعد السبب خلف الانفجار في القاعدة العسكرية، وقال مسؤولون أمريكيون إنه قد يكون ناتجًا عن حادث بسبب قلة خبرة إيران في مجال هذه التكنولوجيا الخطرة. وكانت إيران قد اعتبرت الأمر حادثًا عرضيًا، لكن تقارير لاحقة في وسائل الإعلام الإيرانية ذكرت أن رئيس البرنامج الصاروخي الإيراني هو أحد الأشخاص الذين "استشهدوا" في الانفجار. وقالت الصحيفة إن بعض المسؤولين الإيرانيين تكلموا عن وقوع عملية تخريب ولكن لم يتضح ما إذا كانت التصريحات تستند إلى أدلة أو على استنتاج بعد اغتيالات استهدفت علماء نوويين إيرانيين، وبعد فيروس متطور أصاب منشأة أساسية لإنتاج اليورانيوم. ونقلت عن مسؤول استخباراتي غربي قوله تعليقًا على الانفجار إن "أي شيء يعطينا الوقت ويؤخر اليوم الذي تتمكن فيه إيران من الحصول على سلاح نووي على صاروخ دقيق هو نصر صغير". واعتبر المسؤولون أن الانفجار يشكل انتكاسة كبرى للجهود الإيرانية الهادفة إلى تركيز براعتها الصناعية على هذا النوع من الصواريخ. ووقع الانفجار في 12 نوفمبر في قاعدة للحرس الثوري ما أدى إلى تدمير غالبية مباني المجمع ومقتل 17 شخصًا من بينهم الجنرال حسن مقدم المسؤول عن برامج التسلح لدى الحرس الثوري ومؤسس قواتها البالستية. ولكن صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) نقلت عن مسؤولين استخباراتيين اعتقادهم أن الانفجار جزء من جهد سري تبذله الولاياتالمتحدة وإسرائيل وغيرهما لتقويض برامج إيران النووية والصاروخية، للحدّ من مسعاها لإنتاج أسلحة نووية، وتفادي شنّ غارات أمريكية أو إسرائيلية. وقال باتريك كلاوسون، الذي يترأس مبادرة إيران الأمنية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى "يبدو وكأنها شكل الحرب في القرن ال21"، تشمل حملة اغتيالات وحرب إلكترونية وحملات تخريب. غير أن الصحيفة أشارت إلى أن هذه العملية ستكون سرية للغاية وأن الذين على علم بها يلتزمون الصمت. وأضافت أن الولاياتالمتحدة سعت مع حلفائها لسنوات لتعطيل برنامج التسليح الإيراني من خلال تزويدها سرًا بقطع أو برامج إلكترونية غير صالحة، ولم يظهر أي دليل على أعمال تخريب إلا أن البرنامج النووي الإيراني واجه عقبات في السنوات الأخيرة. ونقلت الصحيفة عن آرت كيلر المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي ايه" قوله "نحن نقوم بذلك بالتأكيد"، وإن "المهمة الشبه معلنة لشعبة مكافحة انتشار الأسلحة في السي آي ايه هى أن تعمل على إبطاء برنامج إيران لإنتاج أسلحة الدمار الشامل".