أظهر التقرير الإقليمى الأول الذى أعلنه اليوم بالقاهرة برنامج الأممالمتحدة المعنى بالإيدز بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ارتفاع عدد المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" فى الشرق الأوسط وشمال افريقيا من 320 ألف شخص عام 2001 الى 470 الف شخص عام 2010، ويرتفع العدد الى 580 الفًا اذا ما أخذ فى الحسبان أعداد المصابين فى باكستان وافغانستان. واشار التقرير الى ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بالإيدز فى الشرق الأوسط وشمال افريقيا من 22 الف شخص عام 2001، الى 35 الفًا فى عام 2010، ويرتفع العدد الى 39 الف شخص اذا ما أضفنا أعداد الوفيات فى باكستان وافغانستان. واوضح التقرير الاممى أن وباء الايدز يتركز بالدرجة الاولى بين متعاطى المخدرات عن طريق الحقن والشواذ جنسيا، والمساجين، والعمال المهاجرين من الذكور، ومن يقومون برسم الوشم أو من يتبادلون شفرات الحلاقة، ونوه إلى أن انتشار الايدز فى معظم انحاء الشرق الاوسط وشمال افريقيا لا يزال منخفضا باستثناء جيبوتى وجنوب السودان ومناطق فى الصومال، حيث يتجاوز معدل انتشار الفيروس حاليا 1% بين النساء الحوامل. وحذر التقرير من ان دول المنطقة لا تزال تواجه تحديات فيما يتعلق بالتصدى بفاعلية لوباء الايدز، نتيجة محدودية رؤية القيادة السياسية، وعدم كفاية المعلومات المتعلقة بالايدز، والمشاركة المحدودة من جانب المجتمع المدنى والقطاع الخاص فى مجالى وقاية ورعاية المصابين بالايدز، وعدم كفاية الموارد المالية والتقنية. ولفت الى ان المرأة عادة ما تكون أكثر عرضة للاصابة بالايدز من الرجل، بالاضافة الى زيادة احتمالات الاصابة بالايدز فى اوساط النازحين واللاجئين نتيجة النزاعات المستمرة فى الاقليم، والتى تحد فى الوقت نفسه من امكانية الحصول على الحد الادنى من خدمات الوقاية والعلاج من نقص المناعة المكتسبة. ودعا التقرير الى ضرورة استخدام الواقى خلال الممارسة الجنسية، واجراء اختبارات الاصابة بالايدز بصورة اكبر، والتأكد من سلامة الدم قبل نقله من شخص لآخر، لافتا الى ان حالات الاصابة بالايدز نتيجة الدم الملوث انخفضت من 12.1% عام 1993 الى 0.4% عام 2003. كما نوه إلى زيادة فرص الحصول على العلاج من مرض الايدز فى بعض بلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا، غير أن معظم بلدان الاقليم لم تحقق بدرجة كبيرة الهدف المتمثل فى الاتاحة الشاملة للعلاج. واوضح التقرير أن سلطنة عمان لديها افضل تغطية علاج فى المنطقة بنسبة 45% من البالغين والاطفال المصابين، تليها لبنان بنسبة 37% ثم المغرب بنسبة 30%. وصرح الدكتورة سيما بحوث - الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون الاجتماعية - بأنه بالرغم من قلة نسب الإصابة بمرض الإيدز فى المنطقة العربية ورغم تقدم الدول العربية فى خفض نسب الاصابة الجديدة بالايدز وعلاج الحالات المصابة، إلا ان خطر الايدز لا يزال يحتاج من الدول العربية العمل بجدية وشجاعة للتصدى للمرض لما له من اثار صحية ايضا اقتصادية وتنموية على بلدان المنطقة. وحذرت سما بحوث من ان الدول العربية الاقل نموا تواجه تحديات كبيرة فى الاستجابة لاهداف الالفية للامم المتحدة من اجل التنمية ومنها الحد من الاصابة بالايدز، ولن تحقق الاستجابة لاى من هذه الاهداف بحول عام 2015 اذا لم تحصل على المساعدات اللازمة. ومن جانبه، اشار بول دى لاى - نائب مدير برنامج الاممالمتحدة المعنى بالايدز - الى ان مشكلة الايدز اكبر من كونها مشكلة صحية، كما انها ليست وباءً متعلقا بالفقر وانما بالاستبعاد، ويمكن حل هذه المشكلة من خلال النجاح فى اعادة دمج المصابين بالايدز فى مجتمعاتهم، مشددا على انه يمكن السيطرة على الوباء بفضل التكنولوجيا والمعرفة والتمويل. ولفت المسؤول الدولى الى ان هناك 60 مليون شخص فى العالم تعرضوا للإصابة بالإيدز فى العالم خلال ال30 عامًا الماضية وتوفى منهم 25 مليون مصاب، بينما لا يزال يوجد حاليا 34 مليون مصاب بالايدز فى العالم، و50% منهم فقط يتلقون العلاج الفعل. كما اشار بول دى لاى الى ان الاصابة بالمرض تنخفض فى العالم، ماعدا اقاليم اوروبا الشرقية ووسط اسيا والشرق الاوسط. ومن ناحيته، حذر الدكتور جواد محجوب - ممثل المدير الاقليمى لمنظمة الصحة العالمية - من ان بعض النساء الحوامل يمنعن من الولادة فى المستشفيات نظرا لاصابتهن بالايدز، كما ان بعض العاملين فى المستشفيات يرفضون التعامل مع المصابين بالايدز، رغم ان الحق فى الصحة هو حق اساسى من حقوق الانسان، مما يتطلب التصدى للسياسات والممارسات التى تمنع مصابى الايدز من الحصول على الرعاية الصحية اللازمة. بدوره، عرض الدكتور زياد ميمش - امين عام وزارة الصحة السعودية - تطورات المبادرة العربية لمكافحة الايدز التى تراعيها المملكة العربية السعودية والجامعة العربية، للتنسيق ودعم التعاون بين البلدان العربية للحد من الاثار الصحية والاقتصادية والاجتماعية لمرض الايدز. وفى النهاية، قال الفنان عمرو واكد - سفير الاممالمتحدة للنوايا الحسنة - ان هناك بشرا يجب احترام حقوقهم ومشاعرهم ونوفر لهم الرعاية اللازمة من علاج ووقاية وايضا ان يعيشوا بكرامة مثل باقى افراد المجتمع، وحذر عمرو واكد من ان 8% فقط من المصابين بالايدز فى منطقة الشرق الاوسط يتلقون العلاج اللازم، داعيا الحكومات والافراد الى توفير البيئة الملائمة لدمج المصابين بالايدز ورعايتهم بعيدا عن وصمهم بالعار وابعادهم عن المجتمع.