كشف "روجر بويز" المراسل الدبلوماسي لصحيفة "ذي تايمز" البريطانية، في تقريرله اليوم الاربعاء، ان الولاياتالمتحدة تعتزم شن سلسلة ضربات صاروخية موجهة الى المطارات الكبرى في سوريا لحرمان جيشها من تلقي امدادات عسكرية بطريق الجو من روسياوايران. ويضيف ان هناك 27 مطارا وقاعدة جوية سورية، تشكل اهدافا رئيسة للضربات، ويشير المراسل الى ان صاحب فكرة الضربة السريعة المحدودة يحذر من انها قد لا تعود بمنتائج فعالة اذا لم تكن مرتبطة بغايات استراتيجية. وجاء في نص التقرير أن "وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) تدرس خطة لاطلاق صواريخ كروزعلى ستة مطارات سورية كبرى، بما في ذلك مدرج في مطار دمشق الدولي في محاولة لابراز حدود قوة الرئيس الاسد العسكرية". ويقول "كريس هارمر" الذي حدد فكرة الضربات الجراحية، وهو احد كبار المحللين في معهد دراسات الحرب الاميركي، انه من الممكن "إبقاء هجوم ضد نظام الاسد قصيراً وفعالاً وذا كلفة متناسبة مع فاعليته مع تجنب اي خطر جدي على الجنود الاميركيين". وبالنظر الى ان هذه العوامل هي تحديدا التي شلت الادارة الاميركية مع تنامي الازمة السورية على مدى الشهور الثلاثين الماضية، فقد وجدت الفكرة إقبالاً كبيرا، حيث قال السناتور الجمهوري جون ماكين، وهو من اشد المنتقدين لما يبدو من إحجام الرئيس اوباما عن القيام بعمل ضد سوريا، ان تحليل هارمر "يؤكد ما قلت به انا وكثيرون آخرون منذ مدة طويلة، اي انه من الممكن عسكرياً للولايات المتحدة واصدقائنا وحلفائنا أن نعمل على إضعاف القوة الجوية للأسد بدرجة كبيرة وبكلفة منخفضة نسبياً، وبدرجة خطر منخفضة بالنسبة الى افراد قواتنا، وفي وقت قصير جداً". وتقول الدراسة ان سلاح الجو السوري يقوم بصورة منتظمة بثلاث مهام تعطيه تفوقاً استراتيجياًعلى قوات المتمردين، أولها، أنه يجلب اسلحة وامدادات اخرى من ايرانوروسيا، وثانيها، أنه يعيد تموين وتزويد وحدات الجيش المقاتلة ضد المتمردين، وثالثها، أنه يقوم بقصف المناطق التي يسيطر عليها المتمردون. وكتب هارمر ان تدمير سلاح الجو والدفاعات الجوية للبلاد سيتطلب عملية كبرى، لكن بامكان ضربة محدودة ان تعطل المهمة الاساسية لسلاح الجو لدرجة كبيرة. مضيفا أنه "لن تتطلب ضربة اولية سوى ثلاث سفن حربية اميركية سطحية وما مجموعه 24 طائرة للبحرية وسلاح الجو الاميركي"، موضحا أنه "يمكن تنفيذ ضربة محدودة تسفر عن اضعاف البنية التحتية لسلاح الجو السوري من دون دخول افراد عسكريين اميركيين مجال سوريا الجوي او اراضيها، بكلفة صغيرة نسبياً". وتعتبر ست من قواعد سوريا الجوية ال27 الاهداف الرئيسة، وهي، مطار دمشق الدولي (الذي فيه حركة طيران مدنية ايضاً)، قاعدة المزة الجوية العسكرية، القصير، مطار باسل الاسد الدولي (اللاذقية)، الضمير وطياس (85 كلم شرق حمص). وتقضي الخطة بتدمير المدارج، ومنشآت تخزين الوقود، وحظائر الصيانة وابراج المراقبة والرادارت. وقال ان صواريخ كروز ليست مصممة لإحداث تدمير كلي ولكنها يمكن ان تحدث حفراً عميقة في المدارج، وبالتالي تعطلها وتحول جهود القوى العاملة لاسابيع واشهر حاسمة الاهمية. كما ستعيق هبوط طائرات الشحن الروسية المحملة بأسلحة وذخائر، وطائرات النقل الايرانية المحملة بمقاتلين. وقدر هارمر ان ضربة اولية نمطية ستتضمن اطلاق ثمانية صواريخ "كروز" من كل من السفن الحربية الثلاث مدعومةً ب24 طائرة مقاتلة. واجريت الحسابات قبل استخدام الاسلحة الكيميائية في ضواحي دمشق. وعبر هارمر نفسه امس عن قلقه من ان تحليله التكتيكي التفصيلي يجري الحديث عنه بمبالغة في اوساط المخططين العسكريين الحريصين على اعطاء ضربة التحالف طابعاً متواضعاً. وقال هارمر لمدونة "ذي كيبل" الاميركية المعنية بالسياسة الخارجية أن "العمل التكتيكي في غياب اهداف استراتيجية لا معنى له عادةً، وكثيراً ما يكون سلبي النتائج، لقد اوضحت ان هذا خيار منخفض الكلفة، ولكن القضية الأعرض هي ان الخيارات المنخفضة الكلفة لا تسفر عن اي نتائج فعالة ما لم تكن مرتبطة باولويات وغايات استراتيجية". واضاف: "ان اي ضابط سفينة يمكنه ان يطلق 30 او 40 صاروخ توماهوك. هذا ليس صعباً. الصعوبة هي ان تشرح للمخططين الاستراتيجيين كيف يخدم هذا مصالح الولاياتالمتحدة".