نشر موقع "الغرفة الخطرة" وثائق لدورس خاصة نظمها مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" لعملائه المتخصصين في "مكافحة الإرهاب" أكد لهم فيها عدة عبارات: "الإسلام هو دين عنف بطبيعته"، "كل أميركي مسلم هو قابل للتعاطف مع الإرهابيين"، "كلما ازدادت درجة الإيمان والتقوى عند المسلم كبرت نزعته إلى العنف". وأشار الموقع إلى أنه عثر على عدد من الوثائق التي درّست لضباط ال"إف بي آي" التابعين لوحدة مكافحة الإرهاب، خلال حلقات تدريب خضعوا لها في مارس الماضي، تضمنت هذه الوثائق رسوما جرافيكية ومعلومات عن الشريعة، والقوانين الإسلامية والقرآن والحديث والزكاة والجهاد. الملاحظة الأبرز التي ترد في معظم الدروس هي أن المعتقدات والقيم الإسلامية الواردة، والتي يؤمن بها كل مسلم، ليست معتقدات "هامشية" بل هي "في صلب الديانة والإيمان"، أي أن كل مسلم لا بد أن يؤمن بالجهاد والزكاة لتمويل الحروب الإسلامية ضد الآخرين، لذا فبعض النصائح التي تم توجيهها للعملاء الفدراليين ركزت على مراقبة "التصرفات الدينية" للمواطنين الأميركيين المسلمين. كاتب المقال على الموقع الإلكتروني "دايفد أكرمان" الذي حصل على نسخة من تلك الوثائق ونشرها، يقول إن معظم ما جاء في الوثائق هو من عمل المحلل في "إف بي آي" ويليام غوثروب، وهذا الأخير اشتهر بكتاباته السطحية والمضللة عن الدين الإسلامي. فهو أعلن سابقا في مقابلة صحفية أن "عقيدة النبي محمد هي مصدر الإرهاب"، وهو من اقترح خطّة لمكافحة الإرهاب، وذلك "بضرب نقاط الضعف عند المسلمين وانتقاد دينهم لدرجة إقناعهم بالتخلي عنه". غوثروب الذي عمل في وزارة الدفاع سابقا، انتقل أخيرا إلى مكتب التحقيقات الفدرالي كمحلل استخباري. وفيما رفض المحلل التعليق على ما جاء في الوثائق، حاول المتحدث باسم "إف بي آي" كريستوفر آلن الدفاع عن الوثائق والدورات والدروس التي درّبوا عملاءهم عليها. آلن شرح لأكرمان أنه جرى وضع ملاحظة تفيد بأن محتوى تلك الوثائق يعبّر عن رأي كاتبها ولا يتوافق بالضرورة مع رؤية الحكومة الأميركية، لكن لماذا يدرّسونها لعملائهم إذا؟ هذا ما لم يجب عنه مسؤول"إف بي آي". لكن بعض المتخصصين في مكافحة الإرهاب حذروا ممّا يقوم به مكتب التحقيقات الفدرالي من تعميم فكرة أن كل مسلم هو مشروع إرهابي، برأيهم ذلك سيضعف عمل المحققين ويجعلهم ألعوبة بيد تنظيم القاعدة، هؤلاء يرون أن من الأجدى التركيز على مؤشرات العمل الإجرامي، كتكديس السلاح والحسابات المصرفية ومصادر التمويل وغيرها. من جهته، احتجّ مجلس العلاقات الأميركية - الإسلامية في واشنطن على تلك الوثائق، ووجّه رسالة إلى مدير "إف بي آي" روبرت مولر قال فيها إن "التدريب المنحاز سيؤدي إلى تحقيقات منحازة من دون شك"، وطالب المجلس مولر بإصلاح نظام التدريب المعتمد.