هدد طلاب كلية الإعلام التعليم المفتوح بالاعتصام داخل مدرجاتهم، اعتراضًا علي سوء العملية التعليمية التي يحصلون عليها في مقابل الطلاب النظاميين، خاصةً عدم توافر أماكن مخصصة لتلقي المحاضرات. وطالب الطلاب بتخصيص مدرجات تستوعب أعدادهم الكبيرة، قائلين:"يا تقبلونا وتعلمونا يا ترفضونا وتوفروا فلوسنا"، فى إشارة إلى أن الجامعة قبلت أعدادًا غفيرة منهم دون دراسة استيعاب الكلية لهم، وهددوا باعتصام مفتوح لحين تحقيق مطالبهم. يقول الدكتور محمود خليل أستاذ الصحافة بالكلية إن يوم الجمعة الماضي شهد تعليقًا لعدد كبير من المحاضرات بسبب عدم استيعاب المدرجات للطلاب، حيث يتلقى الطلاب محاضراتهم فى مدرجات كلية دار العلوم، وهى تستوعب ألف طالب، فى حين أن عدد الطلاب الحاضرين أمس كانوا 2500 طالب، مما أدى بالطلاب إلى الجلوس أرضًا، وقدر عدد الطلاب خارج القاعة بأكثر من ألف طالب. وأشار خليل إلى أن الطلاب بدأوا فى الصراخ والمطالبات بإيجاد حلول لهم واعتبارهم طلابًا فعليين فى الكلية، واقترحوا تقسيمهم إلى عدد من المجموعات لتستوعبهم المدرجات. وأكد أستاذ الصحافة أن سياسة القبول بالتعليم المفتوح هى السبب الرئيس وراء تلك المشكلات، حيث يقبل برنامج التعليم المفتوح أعدادًا ضخمة لا تتناسب مع طاقات أعضاء هيئة التدريس بالكلية وأعدادهم، وكذلك عدم وضع أي اعتبار من قبل البرنامج بالجانب العملي بالكلية، وهو ما لا يحصل عليه الطلاب، مما ينذر بجودة خريج متدنية لا تتناسب مع جودة خريجي الإعلام المطلوبة فى سوق العمل. وعلي جانب أخر، رفض خليل تحميل كلية الإعلام المسئولية، وقال إن سياسات القبول بالتعليم المفتوح لا ترجع إلى الكلية ولا يأخذ لها رأي، ويستأثر بالرأي رئيس الجامعة إلي جانب مدير مركز التعليم المفتوح الذين يهتمون بزيادة عدد طلاب التعليم المفتوح لزيادة موارد الجامعة المالية على حساب جودة خريجي الكلية. يذكر أن أساتذة كلية الإعلام جامعة القاهرة قرروا في مارس الماضي وقف قبول طلاب الثانوية العامة بنظام التعليم المفتوح والاقتصار فقط على قبول طلاب الدبلومات والمعاهد الفنية الذين يتحقق فيهم شرط مرور خمس سنوات من زمن حصولهم على المؤهل الدراسي، ولكن في تحدٍ واضح لأساتذة الكلية حدد مكتب التنسيق الإلكتروني الحد الأدنى للقبول بالكلية للتعليم المفتوح ب85%. واعترض طلاب كلية الإعلام النظاميين علي وجود طلاب التعليم المفتوح الذين يلتحقون بنفس كليتهم بمجموع أقل 10%، وكان القرار الصادر عن وزير التعليم العالي السابق الدكتور هاني هلال ينص على قبول الطلاب الحاصلين على الثانوية العامة بمجاميع تتراوح بين 50و60% فى كلية الإعلام بنظام التعليم المفتوح. ووصلت أعداد المقبولين ببرنامج التعليم المفتوح لكلية الإعلام هذا العام 2500 طالب، بالرغم من اعتراض الأساتذة العام الماضي علي قبول 800 طالب فقط، يدفع كل طالب منهم حوالي ألفى جنيه سنوياً. يذكر أن وزير التعليم السابق هاني هلال كان قد مارس ضغوطاً واسعة على أساتذة كلية الإعلام لقبول طلاب الثانوية العامة الحاصلين على مجاميع متدنية بكلية الإعلام نظام التعليم المفتوح ،بعد إلغاء الانتساب الموجه، وفتح الكليات أمام قبول طلاب الثانوية بالتعليم المفتوح، مما أدى إلى إقبال طلابي شديد على الالتحاق بكلية الإعلام. وفي محاولة منهم للحد من عدد الطلاب اشترط الأساتذة اجتياز المتقدم لاختبار للقدرات للقبول بالكلية، وتقدم لها في العام الأول "ما قبل الماضي" 3 آلاف طالب من طلاب الثانوية العامة، وتضمنت امتحانا مكونا من 50 سؤالاً للمعلومات العامة فى مجال الإعلام، وضعها أساتذة الكلية على جهاز الحاسب الآلي، ومقابلة شخصية أجراها عدد من الصحفيين والإعلاميين وأساتذة الإعلام بلغت نسبة النجاح في هذا الاختبار 92% من عدد الطلاب، ولكن ذلك الاختبار لم يفعل سوى العام الأول، ففي العام الماضي اقتصر الاختبار علي عدة أسئلة فى معلومات بسيطة يمكن لأى طالب الإلمام بها. جدير بالذكر أن طلاب التعليم المفتوح لكلية الإعلام أنفسهم اشتكوا من عدم مساواتهم مع الطلاب النظاميين، حيث يتم تكديسهم فى قاعة واحدة يوم الجمعة فقط، للحصول على كافة محاضرات الأسبوع. ويقول الطالب أحمد أبو النجا إن الجامعة تعامل طلاب التعليم المفتوح كأنهم طلاب درجة ثانية ،وعدد أشكال اضطهادهم بمنعهم من دخول الجامعة في غير أيام الجمع، وكذلك لا يمكنهم دخول مبنى كلية الإعلام المخصص للطلاب النظاميين، وقال: "من الظلم أن أدفع ألفين جنيه كل عام وأعاني من الاضطهاد".