كشفت دراسة حديثة أن 77% من علماء الدين يقومون بتشجيع الأسر على تنظيم الأسرة، وأن 71% منهم أكدوا أن استخدام أسلوب المباعدة بين الولادات حلال شرعًا، بينما اعترضوا على التوقف عن الإنجاب وعدوه حرامًا شرعًا. وأشارت الدراسة - التي أعدها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بالتعاون مع المجلس القومي للسكان تحت عنوان "مسح ارتفاع مستوى الخصوبة وأساليب تلبية الاحتياجات غير الملباة من خدمات تنظيم الأسرة" والتي تم الإعلان عن نتائجها اليوم فى ندوة "معدل الخصوبة" - إلى أن معدل الخصوبة الكلى خلال السنوات الخمس السابقة حتى 2011 بلغت 4.3 مولود لكل سيدة، وأن متوسط عدد المواليد للنساء من سن 45 إلى 49 عامًا بلغت 5.1 مولود لكل سيدة. وأرجعت الدراسة هذا الارتفاع إلى انتشار ظاهرة الزواج المبكر وزواج الأقارب وارتفاع نسبة الأمية، بالإضافة إلى انخفاض المستوى التعليمى للنساء أو أزواجهن وانخفاض نسب العاملات وارتفاع نسب المتزوجات من أزواج يعملون بالزراعة وقطاعات الإنتاج وانخفاض المستوى الاقتصادى لأسرهن. ولفتت نتائج الدراسة - التي أجريت على ريف محافظة 6 أكتوبر سابقًا (الجيزة حاليًا) خلال شهرى فبراير ومارس وضمت 936 أسرة معيشية تضمنت 982 سيدة - إلى أن العمد و المشايخ أبدوا موافقتهم بنسبة 78% على أن زيادة السكان تسبب سوء الظروف المعيشية والبطالة والفقر والجهل، وأن حوالى 72% منهم يقومون بتشجيع الأهالى وتوعيتهم بتنظيم الأسرة من خلال ندوات تثقيفية بمعرفة الإخصائيات الاجتماعيات. وأضافت أن متوسط حجم الأسرة المعيشية فى ريف أكتوبر بلغ 5.1 فرد، وأن نسبة النوع بلغت 104 ذكور لكل مائة أنثى، وأن نسبة الأميات "10 سنوات فأكثر" بلغت 38% كما تبلغ نسبة العاملات بأجر نقدى 3%. وكشفت نتائج الدراسة أن النساء اللاتى نشأن فى منطقة حضرية أقل رغبة فى الإنجاب من السيدات الريفيات، وأن 59% من الراغبات فى الإنجاب ترغبن في تأجيل الانجاب مقابل حوالى 22% يرغبن فى الإنجاب فورًا، ويزيد الاتجاه إلى تأجيل الإنجاب مع ارتفاع المستوى التعليمى للزوجين بين النساء المتزوجات من أزواج يعملون فى المهن الفنية والعلمية والإدارية. وأشارت إلى أن الظروف السكنية للأسر أوضحت أن 89% منهم يستخدمون الشبكة العامة للحصول منها على مياه الشرب، وأن حوالى 31% يستخدمون شبكة الصرف الصحى وأن جميع الأسر تستخدم الكهرباء وأن حوالى 39% من الأسر فقراء. وأوضحت أن نسبة المتزوجات بلغت 96.2 % وأن 40% من النساء تزوجن قبل بلوغ 18 عامًا، وأن حوالى 4% فقط تزوجن أكثر من مرة وأن متوسط السن عند الزواج الأول بلغ 18.7 % سنة. وأوصت الدراسة بتكثيف الجهود الحكومية والأهلية لتخفيض نسب الأمية، خاصة بين الإناث والعمل على زيادة المرأة فى القوى العاملة وتوفير وسائل تنظيم الأسرة، فضلاً عن تكثيف الحملات الإعلامية والتثقيفية لنشر مفهوم الأسرة الصغيرة والاهتمام بالخطاب الدينى وتحديثه وتصحيح مفاهيم رجال الدين حول مشروعية تنظيم الأسرة وتفعيل دور العمد ومشايخ البلد لتشجيع برامج تنظيم الأسرة. وأوضح دكتور حسام راسخ - رئيس الإدارة المركزية للتخطيط والتنسيق بالمركز القومى للسكان - أن القضية السكانية فى مصر مهمشة، موصيًا بالتذكير الدائم بأهمية القضية لدى صانعي القرار فى الدولة بداية من المسؤولين عن المشكلة السكانية بوزارة الصحة والسكان وصولاً إلى مرشحي الرئاسة، مضيفًا أنها لاترتبط بشخص أو بنظام معين. ومن جانبها، أبدت راوية البطراوى - رئيس قطاع الإحصاء بالجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء - دهشتها من ارتفاع نسبة الخصوبة فى ريف محافظة "6 أكتوبر سابقًا" لتصل إلى 4.3%، قائلة إن البحوث هى خطوة على طريق التخطيط لوضع خطط سكانية جيدة.