فى كل عام يطل علينا فصل الربيع بالبهجة والفرحة والسعادة التى تدخل قلوب الجميع والأطفال قبل الكبار، حيث يتم تجديد النشاط ورفع المعنويات وفيه يحتفل المصريون بشم النسيم كعادة تتكرر كل عام منذ أجدادنا الفراعنة، والذى يعد هذا اليوم مختلفا عن باقى الأيام حيث أن من عادة الفراعنة إعداد الوجبات الشهية مثل الأسماك المملحة "الفسيخ والرنجة"، البيض الملون، والخس والجرجير، والبصل. ويرتبط الفسيخ بتقديس النيل لديهم حيث كانوا يعتقدون أن النيل نهر ينبع من الجنة بينما يرتبط البصل لديهم بدواء يطرد الأرواح الشريرة من الأجساد أما البيض فهو يرمز إلى خلق الحياة. وكانوا ينقشون على البيض دعواتهم وأمنياتهم، ويضعون البيض في سلال من سعف النخيل يعلقونها على الشرفات أو على فروع الأشجار، وكانوا يبدأون العيد بدق البيض، معتقدين أن البيضة التي لا تنكسر هي التي استجاب الإله لدعوات صاحبها. ومازال المصريون يحتفلون بهذا اليوم ويتناولون الفسيخ على الرغم من قيام بعض الخبراء بتقديم نصائح عديدة بالإبتعاد عنه، لما فيه من كمية أملاح تضر الصحة. ونظرًا لصعوبة ابتعاد المصريين عن وجبة الفسيخ ينصح الخبراء بضرورة التقليل منه خصوصا لمرضى ارتفاع ضغط الدم ولأمراض الكبد مع مراعاة رش الليمون والزيت والخل لما له من فوائد عظيمة. ورغم كل الظروف التى يعانى منها المصريون، فإن فرحتهم مستمرة والربيع أفضل وسيلة لتغيير المزاج وراحة البال.