قد لايتقبل كثيرون من الذين يريدون أن يعيشوا لحظة الثورة وأن يحافظوا عليها بكل كيانهم بعدما ملكوا بعضا من حريتهم ووصلوا لجزء من حلمهم الذي عاشوا من أجله سنوات عجاف، ولكن البسمة الحقيقية هى التى تخرج معبرة عن سعادة القلب وليست مجرد ظهور أسنان ناصعة تنقل حركات فقط خالية من كل تعبيرات القلب المنشرح إن الأمل المعقود على بناء وطن حر يسمح للمواطن فيه بمزاولة كل ألوان الحرية والتعبير الخالى من التجريح المباشر والذي يمس قيمة الإنسان وذاته مباشر والوصول بالوطن نحو أمل ظل يامل فيه ويرسم ملامحه مازال بعيد المنال وخارج رؤية الحياة الأولية لمجتمع يحرص على ظاهر الحياة فيه ويجردها من كل جديد وصريح ليجعلها تعود لمجتمعات ابعد ما تكون عن عصرها. ولعل مباديء العدالة التى تكاد أن تكون حلما بعيد المنال لايقل بعدا عن عالم الخيال الجامح لدى الشعراء والفنانين وأصحاب الخيال الجامح، فمازالت تلك العدالة نفسها مهددة من كل من حولها بسبب الرؤى السيئة والعنيفة بين أفراد الأمة والوطن جميعهم، فعندما تحرق المحاكم ويخون القاضى ويتهم المحامى ويصبح الجلاد فى نظر الكثيرين ضحية فأقم مأتما وعويلا على ما يرثى له من ضياع الحقائق وحرق القضية وقتل الحقيقة واغتيالها فى وضح النهار وخطف القيم وتلويث الحقائق وتحريم الحلال وتحليل الحرام فتختلط كل المعايير الصحيحة فى المجتمع ولا يملك الصفوة إلا الانخراط دون تمييز أو الانعزال دون قصد فيفقد الوطن رموزه الحقيقييين من أهل الانصاف والعدل وترحل كثير من الآمال مهرولة وتحل على الوطن الاحزان ويسيطر الخوف وينتشر السوء ويفقد الجميع العدل فيبحثون عنه فى ظلام دامس ربما يطول البحث عنه زمنا طويل لا يقدر على تحديده أحد. وعندما يفقد المواطن لقمة عيشه ويتهدد فى استقراره وهما ما ضمنهما الله لعبده حينما أمر بالعبادة والطاعة له لقوله تعالى ( فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جو ع وأمنهم من خوف ) وعندما يعود الجميع للتهديد من أفراد فى قوتهم فتخطف اللقمة وتحجب عنهم أمام أعينهم ويقتلهم الجوع وغيرهم يترغد فى العيش بسفه وعندما تهدد كرامة الوطن والمواطن وتسفه قيمه وتسلب فى الداخل والخارج والكل يصمت ويتغاضى وكأنه شيئا لم يكن. يعود الوطن بخطى سريعة نحو رجعية واستبداد وقهروخوف وظلم يعز عليه فراقنا ولا يريد أن يخرج من حياتنا إلا بأرواحنا وإزهاقها مضيعا لكل مقومات الدولة المتقدمة والحرة التى ظل الجميع يرسمها فى حياة حتى الذين ملكوها وامتن الزمن عليهم ببسمة لم يتوقعوها ولم يتصوروا أن تأت على عجل وعلى حين غرة ولكنهم فقدوا الرؤية الكاملة التى جعلتهم وكانهم في سفينة فى بحر هائج يريدون النجاة لهم ولغيرهم ولكن هيهات من الموج العاتى وظلمة الليل المحيط والكثيف فياله من حظ عاثر.!! ولكن ربما يشرق الفجر سريعا والكل يتساءل من السبب فى عودة الوطن والمواطن والدولة للخلف ويتبادل الجمع الاتهامات بين مكذب وكذاب وبين مصدق وصادق وفى خضم التفاعل والتشاحن تتتوالى الاتهامات وتضيع القضية وتمضى عجلة الزمن بنا للوراء بدلا من أن تتقدم بنا للأمام ويتوهم كثير من الناس أنها تمضى مهرولة نحو ما يريدون هم لا كما تراه العيون وتأمله القلوب المحبة والمخلصة والتى لاتملك من الأمر شيئا، فقبل أن تتوقف تلك العجلة علينا أن نقف برهة من الحداد على كل ما فقدنا من قيم وخلق وما تسببنا فيه جميعا من فقد معايير الانصاف ومبادى الثورة الحرة التى تسع الجميع فى الوطن الكبير ، فنصفح ونغفر ما بيننا من مشاحنات وبغضاء ونتراحم ونتود لبناء وطن نحبه ونتمناه جميعا ، قبل أن يحدث مايقتل كل الآمال المتبقية لدينا ونتنبه أننا نعود للخلف