فن صناعة العرائس مرتبط بالتراث المصري منذ عقود طويلة و لكنه لم يحظ بالاهتمام الكافي من وزارة الثقافة حتى كاد يندثر، إلا بمحاولات بسيطة من محبي هذا الفن، ومنهم الفنانة سارة البطراوي التي نجحت في ابتكار عروسة طبق الأصل أي أنها نموذج مصغر يشبه صاحبتها نجحت في توظيفها بعروض فنية وراج الطلب عليها عن طريق الفيس بوك كهدايا زفاف للعروسين أو في أعياد الميلاد. الحكاية لم تأت بالصدفة مع سارة البطراوي حيث شغفها هذا الفن منذ سنوات دراستها الجامعية في كلية الفنون الجميلة و ذهبت لتعلمه والتعرف عليه في مسرح ساقية الصاوي للعرائس، حتى أصبحت من أهم فنانيه حيث تقدم عروض "أم كلثوم تعود من جديد" وعروض عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش والتي تحاول من خلالها نقل ملامح هؤلاء الفنانين والشكل العام لهم وشكل حفلاتهم عن طريق العرائس المشابهة للنجم وللفرقة من خلفه وهو ما لاقى قبولا كبيرا من عشاق هؤلاء النجوم. لم تكتف سارة بذلك بل استخدمت نفس التكنيك الفني الذي قدمت به عرائس نجوم زمن الفن الجميل وصممت مسرحية "الشمس اختفت" التي لاقت قبولا كبيرا بين الجمهور لتميزها في ابتكار العرائس بتكنيك جديد وعرضت من قبل في مهرجان الشكولاتة الذي تنظمه الساقية في ديسمبر من كل عام. كانت هذه الخطوات هو ما ساعد سارة على ابتكار تكنيك "بترو بابتس" ونفذته بالفعل خلال مشاركتها في كرنفال الكوربة حيث قدمت عروسة طولها متران وبمجرد طرح الفكرة على الفيس بوك بدأت تأتيها طلبات لعمل عرائس كهدايا زواج أو أعياد ميلاد مما شجعها على خوض التجربة حيث يستغرق صنعها حوالي أسبوعين وتحتاج لإعدادها إلى صور ثلاثية الأبعاد تساعدها على الوصول لملامح الوجه وتخيلها جيدا حتى تتمكن من إتقان شكل العروسة التي تحمل شكل صاحبتها في النهاية. تعتمد سارة البطراوي على خبرتها في فن النحت و تضيف لها ما تطلع عليه على الانترنت عن أحدث ما يتم في فن صناعة العرائس الذي تتمنى أن يخرج من كبوته في مصر حيث لم يتم تطويره منذ آلاف السنين و تطمح في إنتاج فيلم كارتون من خلال أشكال العرائس التي تصممها والقريبة للحقيقة. جدير بالذكر أن سارة تفكر في ابتكار عروسة على شكل فانوس يتحرك ويتكلم ولكن لم يتسن لها اللحاق ببداية شهر رمضان هذا العام لطرح الفكرة فقررت طرحها العام المقبل.