قالوا المرأة نصف المجتمع، ويذكر التاريخ أن المرأة المصرية وقفت بجوار الرجل فى ثورة 1919 عندما خرجت مظاهرة نسائية بقيادة هدى شعراوى خلعت فيها البرقع لتواجه جنود الاحتلال، ومن ينسى صفية زغلول زوجة الزعيم سعد زغلول التى سميت بأم المصريين، وكان بيتها هو بيت الأمة، ولكن هل سيدات مصر ليس لهن نصيب فى ثورات مصر؟ وهل حصلت على ما تستحقه بعد 25 يناير؟ على الرغم من دور المرأة البارز فى ثورة 25 يناير، والذى جاء على قدم المساواة مع الرجل، تم إقصاء كامل لدور المرأة، رغم أن دورها لم يتوقف عند حد المشاركة فى الثورة فحسب بل وصل إلى التضحية والشهادة، الواقع يؤكد أن المرأة حصلت على حقها فى دولة "التحرير" فقط ، وبانتهاء الثورة عاد الوضع إلى ما كان عليه، بل تم إقصاؤها أكثر من السابق. وجاءت الأحداث فى تسلسل يقلل من مكتسبات المرأة التى قد وصلت إليها كانت بداية عدم ظهورها فى لجان الحكماء أثناء الثورة، وتكرار ذلك فى لجنة التعديلات الدستورية، والتى خلت تمامًا من وجود العنصر النسائى، وأيضًا حل المجلس القومى للمرأة الذى حقق مكاسب كثيرة ل"حواء" والمجلس القومى للأمومة والطفولة. أكبر دليل لمحاولة إقصاء المرأة فى مشاركتها للحياة السياسية أحداث 8 مارس اليوم العالمى حين خرجت النساء فى مظاهرة منظمة داخل ميدان "التحرير" مطالبة بحقوقها، وتم الاعتداء عليهن ولم يهتم المجلس العسكرى بهذه الواقعة. بل وصل الأمر إلى محاولات هدم جميع قوانين وحقوق المرأة، ومكتسباتها التى نالتها فى عصر "سوزان مبارك"، وتم إلغاء كوتة المرأة فى مجلس الشعب دون البحث عن بديل يقوى مشاركة السيدات فى الحياة السياسية على اعتبار انه قانون وضع بسبب وجود "سوزان مبارك" بالرغم من أن 70% من دول العالم تستخدم الكوتة كوسيلة لمعالجة تهميش المرأة فى المجتمع. ووجدنا مطالبة البعض بإلغاء قوانين خاصة بالمرأة مثل الخلع والرؤية، بحجة أنها قوانين وضعها النظام السابق، فى حين ان كل المكاسب التى وصلت إليها المرأة من حقوق ما هى إلا نتيجة كفاح ونضال داما سنوات طويلة، فإن كانت دعمت ذلك زوجة الرئيس السابق فيزول بزوال عصرها. معظم الناشطات السياسيات يجدن أن الثورة أخذت من حقوقهن بدلا من أن تدعمهن وتزيد من مشاركتهن فى مجالات المجتمع كافة.. فهل شاركت المراة فى إشعال الثورة ثم فاتها قطار الحوار؟ والإجابة عن هذا السؤال تحتاج ترقب للفترة المقبلة، حيث إن كثيرا من المنظمات وبعضهم من التيارات الإسلامية تسعى الى إبعاد المرأة عن الحياة السياسية وتقليص دورها فى المجتمع.