حذر الدكتور أحمد مفيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة فاس المغربية مما وصفه بال " المخاطر التي تتهدد الثورات العربية وأبرزها غياب رؤية واضحة لمرحلة ما بعد الثورة وايضا وجود بعض الفئات التي لا تؤمن بالديمقراطية". وقال مفيد خلال فعاليات "الجامعة الصيفية لمشروع منبر الحرية" التي انتهت فعالياتها بالقاهرة مؤخرا تحت شعار "المتغيرات الإقليمية الراهنة ومستقبل العالم العربي: مقاربات سياسية واقتصادية واجتماعية": "هناك أطراف تعمل على قرصنة أهداف ومبادئ وشعارات الحراك زيادة على سيطرة منطق العشيرة والقبيلة واضمحلال مفهوم الوطن والمواطنة". وحول أسباب الحراك العربي أكد أحمد مفيد على تعدد وتداخل أسباب هذا الحراك وحدده في نوعين: "استبداد سياسي يتجلى في غياب الحرية وسيادة نظام الحزب الواحد وتزييف الإرادة الشعبية وإحداث مؤسسات شكلية للديمقراطية وانتهاك الحقوق والحريات". وأشار الباحث المغربي إلي أن النوع الثاني من مسببات الحراك تتمثل في "الاستبداد الاقتصادي الذي يتمظهر في الجمع بين المال والسلطة والسيطرة على ثروات الشعوب واستغلالها وتفشي الرشوة والفساد وغياب مؤشرات الحكم الرشيد". إلي ذلك أضاف مفيد: "الركائز الأساسية اللازمة لإقرار دولة الحق والقانون وإرساء ديمقراطية حقة في الدول العربية تتجلى في التعددية السياسية، وحماية الحقوق والحريات الفردية والجماعية وإقرار مبدأ فصل السلطات واستقلال القضاء وإجراء انتخابات نزيهة بشكل دوري منتظم تؤدي لتداول سلمي على السلطة وحماية حقوق الأقليات واعتماد الشفافية والحوكمة الرشيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة وإقرار مبدأ عدم الإفلات من العقاب إضافة إلى ضرورة نشر ثقافة الديمقراطية والمواطنة لأنه" لا ديمقراطية بدون ديمقراطيين". يذكر أن الدكتور أحمد مفيد يعمل أستاذا للعلوم السياسية بجامعة فاس بالمملكة المغربية وعضو منظمة الشفافية الدولية وكان من أبرز المحاضرين في الجامعة الصيفية التي احتضنت القاهرة فعالياتها مؤخرا إلى جانب نخبة من المفكرين والباحثين العرب من تونس وسوريا ومصر والمغرب والعراق واليمن والجزائر والكويت والسودان.