مثًل خط بارليف، الذى أنشأه العدو الإسرائيلي على طول خط القناة بعد هزيمة القوات المصرية فى سيناء 1967، أحد أصعب موانع تحرير شبه جزيرة سيناء من المحتل الصهيوني، نظرا لارتفاعه الذى تجاوز 17 مترًا، ومنعه دخول الدبابات أو المجنزرات المصرية لسيناء والتى يتطلب دخولها عبور المياه أولًا ثم تجاوز الساتر الترابي "بارليف" للانطلاق داخل أرض سيناء. لكن لأن مصر بها رجالًا أوفياء فاقت قدراتهم عقول وتخيلات البشر وقتها، فقد ابتكر اللواء مهندس "باقى ذكى يوسف" طريقة لإزالة الساتر الترابي باستخدام مضخات المياه التى تضرب الساتر بكميات كبيرة من المياه فتنهار رماله فى القناة وذلك تجنبًا لخسائر قدرها الخبراء العسكريون وقتها بحوالى 20 ألف جندى. جاءت الفكرة لقاهر خط بارليف، عندما انتقل ''زكي'' مع ضباط آخرين لقناة السويس عام 1969، وكانت الفكرة المطروحة فى الجيش المصري بخصوص السد آنذاك تقتضي أن يتم تفجير السد أو ضربه بالمدافع والدبابات، ولكن كانت الخسائر التقديرية لذلك حوالي 20 ألف جندي، وعندما سمع ''زكي'' بالرقم فكر فى طريقة استخدام المضخات لتقليل الخسائر البشرية بقدر المستطاع؛ حيث تم الاتفاق على عمل ثغرات فى السد بخراطيم المياه ويتم قذف المياه بكميات كبيرة على الساتر فتبدأ الرمال بالانهيار لتنزل فى قاع قناة السويس، وبذلك يتم تجنب خسائر أكبر. وعلى الرغم أن الفكرة حازت الاستغراب من البعض إلا أنها نجحت نجاحًا ساحقا؛ حيث تمكن الجنود المصريين في الساعة العاشرة مساءًا يوم ''6 أكتوبر'' من فتح حوالي 60 ثغرة فى ''خط بارليف''، الذي يبدأ من قناة السويس وحتى عمق 12 كم داخل شبه جزيرة سيناء على امتداد الضفة الشرقية للقناة. ..