تبدو ورشة الفنان الفلسطيني عبد الجليل الرازم من بعيد كأنها مكان يلعب فيه الأطفال, حيث تتناثر في جنباتها قطع ملونة مختلفة الأحجام يتضح عند الاقتراب منها أنها أكواب وزجاجات فارغة من البلاستيك. يعمل "الرازم" بإيقاع سريع خلال شهر رمضان ليحول تلك الزجاجات والأكواب الملونة المستعملة إلى مصابيح وفوانيس وثريات بديعة الأشكال ليزين بها أحد شوارع البلدة القديمة في القدس ليلاً. يقول "الرازم": عملت على مشروع إعادة تدوير النفايات ومخلفات البيئة، ثم تطورت الفكرة إلى تحويلها لأعمال فنية. يبلغ "الرازم" من العمر 52 عامًا ويعمل مدرسًا للفنون, وهو يلصق خامات البلاستيك المستعمل معًا في تشكيلات فنية مبتكرة ليصنع منها زينات مضيئة لشهر رمضان، وتضاء حارة باب حطة المؤدية إلى الحرم القدسي الشريف في البلدة القديمة بفوانيس وثريات مختلفة الألوان والأشكال من صنع "الرازم" .ويجمع "الرازم" الزجاجات والأكواب وغيرها من خامات البلاستيك المستعملة من أقاربه وجيرانه وأصدقائه ومن بعض المتاجر المحلية, ويبدأ العمل قبل بضعة أشهر من بداية رمضان لتلبية الطلب المتزايد على منتجاته, ويأمل "الرازم" أن يعلم فنه لأبناء الجيل الجديد.