تكتب : ولكن.. مازال الظلم مستمرا سألنى الطبيب أين يكمن وجعك.. أجبته.. هنا فى القلب وبعده بمسافات العقل والمنطق !! هو الغضب أو ربما كلمة لم تخترع بعد تساعدنى على التعامل مع ظلم بين مارسته الدولة مفتوحة العينين من أجل المحافظة عن سلطة ترى أنها محل خطر رغم أنها تملكها طبقا لمعايير انتخابية ، وحفاظا على أمن قومى.. يرى فى الظلم الذى نراه ثمنا بسيطا يدفع حتى تحافظ الدولة على وجودها ذاته من قوى شر.. يرونها فى معارضى الداخل.. قبل متآمرى الخارج لا يريدون لمصر الخير أبدا ! هكذا وصفوا لى سبب الغضب الذى أشعر به.. تجاه ظلم حبس شباب محب لبلده.. فيعارض أو يتظاهر أو يرفض بيع قطعة من أرضه.. عاجزا حتى عن تفهم أسباب هذا التنازل.. حتى لو كان جزءا من صفقة سياسية أو أمنية وقبلهما مالية.. حتى يجد الوطن ما يسد احتياجاته ، فالجوع كافر واللى إيده فى الميه غير إللى إيده فى النار وما يحتاجه البيت.. يباع خارج الجوامع !! منطق بارد.. عاجزة عن فك طلاسمه.. نفس المنطق الذى يقاس به عدد القتلى من المدنيين فى العمليات العسكرية المخفية بمهارة من السجلات الرسمية فى حربنا ضد الإرهاب.. أو العدد المسموح به فى المواجهات العسكرية وإلا أصبح الأمر محلا للتساؤل عن مستوى التدريب وكفاءة الخطط.. أو منطق القسوة الذى يغلف تصريحاتك عندما لا يلامسك الأذى فى أحبائك مبررا لظلم فاجر وبضمير بارد تسألهم ايه اللى وداهم هناك.؟؟.. أو تتناصح عليهم بالقاضية.. بسؤال مثل.. هل لو مشيتم جنب الحيط وركزتم على أكل عيشكم وتربية عيالكم..يمكن أن تصيبكم صفعات الظلم المحتملة؟؟ الإجابة. على عكس المتوقع.. آه.. ممكن !! و ما حدث فى اعتقالات 25 إبريل وغيرها.. من عجائب تطير العقل.. دليل على أنه كل شىء ممكن لأن يحدث فى مصر الآن.!! خد عندك.....! واحد نزل من عربيته يشوف عطل فيها قبض عليه وأخد 5 سنين هاهاها!!.. آخر كان مارا بالصدفة اتعلق من الأمن هاها ها.. واحد مصور صحفى مكلف من صحيفته بتغطية المظاهرات..ماحدش صدقه وراح فى أبو نكلة.. وأخرى تعاطفت مع الجزيرتين هتفت مصرية مصرية رغما عن أموال السعودية.. سيقت من قفاها إلى عربية الأمن واتطست سنتين ؟؟ هاهاها!! ضحك مر علقم !! بالإنتقام والظلم تدار الدولة للأسف.. وخوف يتحكم فى كل التصرفات الأمنية منزوعة الحنكة السياسية.. رغبة فى كسر الإرادة.. حتى لا تتكرر يناير ولا يصيبهم ما أصاب مبارك...رغم أن العدل وحده... يحمى ظهر الجميع ! ولكنهم غاضبون.. مثلنا هؤلاء الشباب ولكن على عكسنا إيجابيون... شباب آمن بالتغيير السلمى.. فكان جزاؤه السجن.. وما أدراك ما هو السجن فى المحروسة.. حرمان من حقوق ، تكدير ، تعذيب ، إهمال طبى حتى الموت فعليا !! وبعدها تتعجبون.. عندما يكفر هؤلاء بالسلمية ، وتنسون مساهماتكم الرشيدة فى ذلك !! سألنى الطبيب: من أين يهاجمك الوجع.. أجبته: من بلد لا يريد أن يصالح شبابه رغم كل المحاذير والنصائح.. والصراخ ، فهم مصممون على مخاصمة المستقبل... فى عناد هم أول من سيدفعون ثمنه !! نظام يرفض أن يصدق أن شيئا ما فى صبر المصريين على المعاناة وليس الإهانة قد تغير.. إن كانوا هم من أفشلوا الثورة إلى حين من حيث لم تصل إلى الحكم وتحقق مبادئها الذى نزل الشعب بالملايين للمطالبة بها.. ولكنهم لم يستطيعوا أن يفشلوا إرادة التغيير وفرض الصمت والخنوع الذى كسرته يناير... والحقوق التى عرفت طريقها إلى حنجرة البسطاء.. والخوف الذى كسر.. ذلك هو نجاح يناير الحقيقى.. فلا أحد يستطيع مهما شطح به خيال مستشارى السوء أن يكرر تجربة مبارك مرة أخرى ! لن يسمح الشعب بذلك ولن يقبل.. وجاءت مظاهرات الأرض لتثبت ذلك وما قبلها وبعدها ، فى كل مكان.. مظاهر الاعتراض واضحة تشى بأشياء وأشياء ولكن آذان السلطة عاجزة عن سمعها. فاهم..يعنى إيه... طلاب 3جامعات فى 3 محافظات.. يهتفون بالحرية لزملائهم المعتقلين.. وآخرون يلتقطون صورة التخرج وهم يضعون التليفون أمام أعينهم تضامنا مع شباب فرقة أطفال الشوارع المقبوض عليهم لأنهم ينتقدون النظام بالغناء.. نعم.. الغناء وليس المولوتوف أو الاغتيالات.. و لكنه الخوف من كل شىء وأى شىء.. كلنا أصبحنا بالنسبة للنظام.. أهل الشر إذا ما فتحنا أفواهنا اعتراضا.. أو حتى عتابا أو غناء ساخرا وهو أضعف الإيمان ! المطلوب الرقص عراة فى حب النظام مهما انحرف بكل النيات الطيبة.. عن الصواب الذى يراه كثير من المواطنين غير المسيسين فى أنه جعل العيشة "صعبة قوى" على الفقراء والطبقة المتوسطة التى كشف ظهرها جنون أسعار وخدمات يتحملونها وحدهم.. وتحرير سعر صرف جنيه مصرى صار لقيطا فى مجتمعه.. حتى أصبحت كلمة الستر أملا بعيد المنال!! السؤال هنا.. هل هناك أحد من المحسوبين على المعارضة يريد أن يسقط النظام الآن ؟؟ لا أتصور.. إنما نخشى أكبر خشية أن يسقطوه هم.. أهل النظام أنفسهم دون أن يدروا.. بقرارات اقتصادية متسرعة وخاطئة.. أخطرها الاستهانة بفقر الناس وحاجاتهم الأساسية ودعم ثراء فاحش فاسد يعيد ترتيب قواته للغزوة الثانية لثروات المحروسة !! والآن.. يأتى مجلس النواب.. الشعب سابقا.. ليطيح بعامود البلد التشريعى فى انبطاحٍ مخزٍ للسلطة التنفيذية وأوامرها الصداحة فى تنازلهم عن دورهم إلا قلة مندسة كممثلين عن الشعب وليصبحوا نوابا عن النظام فى المجلس الموقر!! إذن.. من يريد إسقاط الدولة ؟؟؟ هم الذين يتحرشون بكل السلطات ويجعلونها سلطة واحدة.. فى يد واحدة وصوت واحد وسياسات واحدة.. وعلى المتضرر أن يهاجر أو أن يستضاف فى الأقبية المظلمة بدون غطاء قانونى يحمى حقوقه وأهمها البقاء على قيد الحياة. فعليا والأمثلة والحكايات كثيرة تظهر الخوف الشديد لنظام يعرف مقدار ظلمه، ومن ثم.. يضرب ظله توجسا وشكا من أهل الشر ! ملاحظة: كتب المقال قبل قبول نقض معتقلى الأرض وإسقاط عقوبة السجن وتأييد غرامة المئة ألف جنيه على كل شاب !!ولكن الظلم مازال مستمرا !!!. المشهد .. لاسقف للحرية المشهد .. لاسقف للحرية