تكتب : " عطايا السفهاء " !! يتراقصون على طموحات شريفة .. يكسرون أقلاماً عطرة يفوح عبقها أينما سطرت كلماتها.. يقسمون بممارسة الخسة والوضاعة حتى الرمق الأخير ظناً بأن القامة قد تنحنى ذات يوم .. يطعنون من الخلف كعادة السفهاء.. يتلصصون على عذاباتك بنشوة دنيئة تُرمِم أشلاء أحلامهم الهاربة .. تراودهم أمنيات مريضة بخنوعك تحت أقدام عطاياهم الزائفة، ويتناسون كم يمكنك بعثرة صروحهم الترابية بشهقة كبرياء لا يعرفونه يوماً لتشق بها جوف ضعفهم المتخفى أسفل أقنعة القوة الورقية. يتوارون كالعادة خلف الأخرين حتى لا ترمق تربصهم السليط .. يُوقِعون عقودهم الأبدية على طعن ثقتك حتى تنزف نزيف الموت، بل ويمكثون خلف الستار يراقبون عن كثب رقصة الطاووس الذى تكاتلت عليه نوبات الخذلان ولايزال يرفض السقوط، فيستشيطون غضباً ويتمتمون بتعاويذهم الممزوجة بسحر حقدهم الأسود أملاً فى بلوغ الغايات الرمادية. يدورون حولك طمعاً فى الاقتراب من قامتك الشماء، فهم يعرفون حجم تقزمهم إذا ما اقتربوا من حرم ذاتك المتبخترة، ومهما مارسوا من ألعاب إكروباتية تسلقاً للهواء الشامخ الذى يلفك، ما استطاعوا حتى مجرد الشروع بأعينهم العمياء نحو وهج (روحك) الذى يحرسك من بطش السفهاء ويصنع دائرة النار التى تلفح كل من حاول الاقتراب الخبيث. يعاودون إرتطامهم بالأرض كعهدهم دائماً ويتحولون إلى حيوانات زاحفة ربما أمكنهم النيل من أسطورة كبريائك المستعصٍ بلدغة جبانة وغادرة، لكنهم أيضاً لا يستطيعون وقاية أجسادهم الملتوية من دهس أقدامك التى تتحسس فى خطاها كيف يجب لها أن تسحق اعداءها الزاحفين؟ يبعثون إليك رُسلاً ملثمين يخفون فحيح الكراهية العتيق كى يمارسوا الأكاذيب والألاعيب ربما استطاعوا النفاذ .. قد يفلحون بصورة مؤقتة ولكن سرعان ما تهب رياح الشك وتعصف بذلك اللثام الواهى كاشفة عن قبح الوجوه وزيف السرائر، وبعد أن تحترق كافة الأوراق يبقى محيطلك نقياً صلداً يستحيل إختراقه، فهكذا يقتلهم الفضول ويُبقِيهم فى دوامة الجهل بنواياك نحوهم بعد تفكيك لغز الخيوط المتزاحمة وتهشيم مصيدة انفعالاتك. هكذا تزداد كراهيتك ويتضخم اشمئزازك بمرور الأيام، فتتبدل سماحتك برغبة عارمة فى الفتك بكل من حاول التسلل إليك وخداع ما تبقى لديك من ثقة وقورة تقترب بحذر.. فإذا بك تبثق فى حالة غثيان على كافة العطايا التى تناثرت حول هؤلاء الأخساء المتراقصين المادحين للذات البالونية، وتظل على يقين بأنه سيأتى اليوم لترى فيه ذلك البالون اللعين يتطاير متشرذماً فى صورة قطيعات مطاطية بالية تتمدد تحت أقدام المتراقصين دون أدنى محاولة من الحاشية اللئيمة أن تلملم أشلاءها .. ربما كانت هذه هى لحظة تهشم أصفاد ضعفهم .. فكيف يعيدون للطغاة عصا الشيطان ؟؟ وقتها تُغرِد ذاتك فى بهو الترفُع شادية : " لست أنا مَن يخضع يوماً للئام ... ولتذهب عطاياكم إلى الجحيم، ولتبقوا فى دائرة التآكل حتى تتخلى عنكم أوصالكم وتترككم عرايا بلا أدنى عمل طيب يستر عورات نفوسكم المريضة التى بثت رذاذها السام حول كل من اقترب أو ابتعد على حد سواء.. وليكن يوم سقوطكم يوماً تطيب به النفوس المثابِرة التى أبت رفع راياتها البيضاء مهما كانت الأثمان .. فمن استوثق بالله حاشا أن يخذله " المشهد .. درة الحرية المشهد .. درة الحرية