لمن نزل الانتخابات ليختار ما بين السيئ أو الأسوأ والقليل من الوطنيين المترفعين عن المصالح الشخصية.. أرفع القبعة ولمن قاطع الانتخابات؛ لتوصيل رسالة مهمة لمن يهمه الأمر أن ليس كل شىء على مايرام وأن كثيرًا من الوعود قد أخلفت.. وكثيرا من الآمال قد أحبطت.. أرفع أيضا القبعة! فكل منهما تواجه مخاوف وطنية لا يشك أحد فى مقصدها... منهم من هو خائف من عودة الإخوان.. الفزاعة التى من أجلها طلب منا أن نتنازل عن حرياتنا وحقوقنا الدستورية المشروعة وأن نقبل من عودة شخصيات وممارسات ثار عليها الشعب بعد من 30 سنة صبرا على حاكم السوء، وهو ما لم يقبله الخائفون من عودة سياسات وشخصيات أن لها أن ترحل بوجوهها القبيحة بعد فشل وانحراف أخذ البلد إلى طريق الهلاك، ويرون أنه كان ينبغى على من تولى أمور البلاد بتأييد جارف تناقض إلى حد ليس بالقليل مؤخرا.. أن ينتهج سياسات تطمئن من انتخبه بالتغيير الحقيقى والمحاسبة الناجزة وحماية ميزان العدل المغمض العينين من الغمز لأصحاب المصلحة والطبطبة على فئات عانت الأمرّين من ذل الحاجة وجرح الكرامة.. فئات كان عندها أمل كبير من ابن الجمالية ليحنو ويواسى ويقتص ويأخذ البلد إلى طريق تهون أمامه كل التضحيات التى دفعت من أجلها !! اليوم الشعب كله فى حالة خناق ما بين مؤيد أعمى لرأس السلطة إلى معارض أكثر عميًا للإخوان وما بين تلك وهذا يظهر المنتمون تتأرجح ردود أفعالهم كالبندول مع اتجاه السلطة.. فإذا أصابت فهم معها وإذا أخفقت هم ضدها.. ومستعدون على دفع الثمن..فلم يعد فى القلب بقية من صبر لتحمل إخفاقات إضافية.. لقد تعب الجميع ويريدون أن يروا أى بارقة أمل.. أن من بكينا من فساده وظلمه وفشله للاقتصادى لن تدفعنا تردى الأحوال.. لأن نبكى عليه !! كلنا خائفون على البلد.. بعدما صدروا لنا المؤامرة تلو الأخرى.. حتى تصورنا أن العالم قد ترك قضاياه ومعاركه ليتفرغ لنا وكم كنت أتمنى أن نكون بتلك الأهمية بتأثيرنا وثراوتنا وهيبتنا السياسية فى محيطنا، فتلك هى مصر التى كانت فى يوم من الأيام وأتمنى أن تعود.. وإلى أن يتحقق ذلك علينا أن نتعامل مع واقع يشهد أننا لا نكفى احتياجتنا وإننا لا نجيد استثمار ثرواتنا سواء البشرية أو المادية وإننا للأسف لا نستعين بمن يستطيع بعلمه وخبرته ووطنيته على إخراج مصر من كبواتها الصعبة المستمرة !! السؤال المحير خاصة الآن هو لماذا ؟! حقيقة لماذا.. هل مصر عقمت من كوادرها وعلماءها وسياسييها واقتصادييها ؟! هل هم بعيدون عن أعين السلطة أم هى لا تريدهم من الأصل لأنهم من خارج نطاق الأهل والعشيرة !! تلك هى الإجابة عن سؤال لماذا يجد هؤلاء الفشلة طريقهم المفروش بالورود للمناصب ويتعثر فيها أهل الكفاءة والضمير ؟! هل لأنهم خارج منظومة قيم مبارك ودولته العميقة؟ هل لأنهم سيحاسبون الفسدة ويقتصون من القتلة ويطالبون بعدالة اجتماعية حقيقية بحيث يتشارك الجميع على تحمل تضحيات المرحلة كلها بكتلته الاقتصادية ولا أن يضحى بالفئات الدنيا من أجل عيون حيتان السوق وإلا أوقفوا عجلة الإنتاج الشهيرة! أسئلة مشروعة ومخاوف أكثر مشروعية.. لأننا فى خطر انفجار اجتماعى خطير يغذيه اختلال ميزان العدل الاقتصادى فى المقام الأول ثم يليه انفجار سياسى من عودة جميع الأسباب التى أدت إلى انفجار الشعب فى وجه أوضاع كارثية وأخصها الداخلية بممارستها القمعيه والتى عادت أشد مما سبق مما ينذر بخطر انفجار شديد... هذا بدون تحسب مخاطر ترصد الإخوان القابعين فى الأقبية المظلمة منتظرين أى ثغرة ينفذون منها إلى حياتنا لينتقموا مِمَن طردوهم وكأن على الشعب المصرى أن يعانى من فواحش الانتقام فى كل الأزمنة ومِن كل مَن حكموهم!! نحمد الله أن الجميع باختلاف توجهاتهم يريدون مصر قوية.. متوحدة,.. قادرة على مواجهة الصعاب ومترفعة عن سؤال اللئيم ولكن ليس بتلك السياسات العاجزة ستتحقق تلك الأمانى الوطنية، بل بوقفة مع النفس والشعب وإعادة تقييم سياستنا وتوجهاتنا وانحيازتنا الاقتصادية والاجتماعية والاستعانة بأهل الخبرة ومخاصمة كل من تسبب فى انفجار شعب وتردى وطن !! و للمرة المليون بعد الألف ولن يصيبنا اليأس من تكرار النصيحة والتحذير أقول: ستظل جريمة التعذيب والاختفاء القصرى وتلفيق القضايا للمعارضين وتسييس القضاء حجرة عثرة أمام الاستقرار الذى ننشده جميعا وأمام الاصطفاف الحقيقى خلف السياسات الوطنية بمفهومها الواعى التى تحتاجه بلادنا فى تلك الظروف المقلقة على مستوى الخارج وقبلها الداخل وهو أمر لو تعلمون خطير!!! اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد!! المشهد .. درة الحرية المشهد .. درة الحرية