حين بدأنا نختار إسماً للمبادرة التطوعية للجمعية المصرية لطب نفس الأطفال والمراهقين والتى ترأسها أ.د. سعاد موسى بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم للتوعية بإضطرابات الأطفال التى قد تعيق العملية التعليمية كنا أمام عدة إختيارات. وإستقررنا مبدئياً على إسم " وعّيهم" لأن المقصود من المبادرة هو توعية المدرسين والأخصائيين النفسيين والإجتماعيين فى المدارس العامة الإبتدائية بالمشاكل النفسية المختلفة والتى بدأتها المبادرة بإضطراب نقص الإنتباه وفرط الحركة. لكن بعد عدة أيام ألمحت د. سعاد أن تغيير الإسم إلى "وعّينا" سيكون خطوة أكثر واقعية، أولاً لأننا جميعا بحاجة إلى توعية مستمرة، وثانياً لأن "وعّيهم" يجعل من يقومون على الحملة يبدون فى مستوى أعلى مما يضع عائقاً أمام التفاعل بين المدربين والمتدربين وفوائد أخرى! إقتنعنا بتغيير الإسم وبدأت الخطوات الفعلية لبدء المبادرة فعلاً التى إنطلقت من مديرية الجيزة التعليمية، وبها عشرون إدارة تعليمية على الجمعية أن تقيم بها نفس الورشة التوعوية لمدة يوم واحد. مع الوقت بدأنا نشعر أن تغيير الإسم كان حكيماً. لم يكن المتدربين فقط هم الذين يزدادون وعياً بالمشاكل ، كل القائمين على المبادرة. 1-كانت البداية فى إدارة العجوزة التعليمية التى تحمست لخطوة البداية، ووفرت لنا مركزالمصادر للتدريب على مستوى متقدم. البداية كانت مطمئنة بسبب حماس القائمين على الورشة سواء من المديرية أو الجمعية والتى تطوع أعضاؤها رغم إنشغالهم بإمتحانات وأبحاث وعيادات للتدريب، وكذلك من مركز تدريب المصادر فى العجوزة. (لايزال فى البلد من يأمل ويحاول ويتحمس. فيها حاجة حلوة! ) 2-فاجئنا الأخصائيون بمشاكل جسيمة فى الواقع النفسى والإجتماعى لأطفال المدارس الإبتدائية على أرض الواقع، منها ظاهرة العنف الذى أجزم الجميع أنها فى تزايد سريع ومقلق، وأن وجود سكاكين أو مطاوى أصبح بالشيء العادى، وأن فى كثير من الأحيان إستدعاء ولى الأمر يثبت أن المشكلة تأتى من موقف الأسرة نفسه وليس الطفل وحده، وأن المدرسين والأخصائيين أحياناً ما يتعرضون للإيذاء اللفظى أوالجسدى لو حاولوا التقويم. تم ذكر الدراما التليفزيونية والسينيمائية كأسباب مباشرة لأنماط سلوكية وكلامية مزعجة أصبحت منتشرة، أشخاص مثل السبكى وحده بقائمة طويلة من الأفلام على مدى سبع سنوات قد يكون مسئولاً بقدر عظيم عن الكثير من هذه الإتجاهات. ( لايزال فى البلد من يخرب ويدمر . فيها حاجة تقلق!) 3- عرفنا أن من إدارات مديرية الجيزة التعليمية أماكن بعيدة مثل الصف وأطفيح والحوامدية وأماكن بعيييييييدة مثل الواحات، ولا تتوافر بالضرورة أماكن مؤهلة للتدريب مثلما وفرته لنا إدارة العجوزة، صرة البلد. ( مصر كبيرة جدا!) 4-وتعلمنا أن هناك أوقات ستتوافر الأماكن والأطباء المتطوعين ولن يتوافر الجمهور المستهدف ألا وهو المدرس والأخصائى النفسى والإجتماعى (علّى الحلم بس حاسب من السقف!) خرجنا من أول ورشة فى المبادرة الكبيرة وقد إزداد وعينا بحجم المشاكل، وبحدود الواقع، وبخطورة المبالغة فى الأحلام أو التخلى عنها، وبضرورة المحاولة الجادة دون المبالغة فى النتائج. وثبت بالفعل أن " وعّينا" هو الاسم الأنسب للمبادرة. المشهد .. درة الحرية المشهد .. درة الحرية