الكلمات فى مقابل الهرواة.. تلك هى مشكلتنا الآن والأمس وربما غدا.. سواء فى حياتنا الشخصية كما فى الحياة والشأن العام... كلما وضعت الهرواة فى مواجهة أو الكلمات والنظريات أو السياسة.. انتصرت الهراوة عل كل ما سبق انتصارا مؤقتا.!! نراها أسهل وأسرع تأثيرا.. لاحظ أنى قلت أسرع وليس أقوى.... لأن آفة مجتمعاتنا الاستسهال.. فنلجأ جميعا للهرواة لحسم أمورنا ونعطى للعقل إجازة دائمة فتكون نتائجها كارثية ومفزعة للجميع !! رغم ذلك فالكلمات التى تتشكل منها الأفكار تنتصر دائما فى النهاية مهما نزلت الهراوة على رؤوس من يهتفون بها رغم تعذيبهم وسجنهم وربما قتلهم ومع ذلك يا أخى.. ولحكمة ما ربما حتى لا يكفر المؤمنون.. ينتصرون فى النهاية.. وغالبا أيضا أن الذين يحصدون ما زرعه هؤلاء الرائعون..أخرون غيرهم.. ولكن ذلك لا يغير شيئا من روعة انتصارهم على الهراوة!! قال لى الدكتور أحمد يوسف وهو أحد المفكرين العظام أطال الله عمره.. مهما كانت قوة الظلم والاستبداد والاستعمار جبارة ومتسلطة ومهيمنة ومهما كان أصحاب الحق أمامها ضعاف وقلة.. مرتبكون.. منقسمون.. سذج وعديمى الخبرة والحنكة ولا يملكون شيئا سوى بعض من الكلمات المؤثرة مثل الحق والحرية.. فإنهم مهما طال الزمن أو قصر ومهما تفاوتت درجة قوة الظلم وقمعها واستقوائها بهراوتها الغليظة.. فإنه فى النهاية يكسب أصحاب الحق المفترض فيهم الضعف.!! !!..سبحان الله له فى ذلك حكمة... يا أولى الألباب الذين نقص عددكم جدا فى أيامنا هذه.. بحيث لا يتعلم أحدا من دروس التاريخ ومعهم السابقون والمعاصرةن كأنها لعنة "سيزيف" تصيبهم جميعا.. ذلك الذى يحمل الصخرة إلى أعلى الجبل ثم يسقطها ثم يعود بها فى استمرارية أزلية لا معنى لها... فلا يكف عن التكرار ولا يشيد بها شيئا له معنى ولا يتوقف عن عدمية ما يفعله !! للأسف تلك لعنة منطقتنا العربية الأزلية! لا أمل يلوح لتغيير ذلك فى المستقبل القريب للأسف ! والمثير أن الهراوة تطور من قدراتها على القتل والتعذيب والإرهاب...خلقت لتخيف.. ولتمنع.. وتؤدب.. ولكنها تنسى دائما أن الكلمات والأفكار تطور من نفسها أيضا.. تخلق طرقا جديدة فى التأثير.. تبدع.. تحلم.. تأخذ وقتها وتصبر وتنتظر حصاد فكرها ولا تيأس!!. فكيف للأفكار أن تكتئب!؟ هكذا يعلمنا التاريخ..ما لم تنجح فيه الآن.... فغدا دائما موجود وحاضر وأتٍ. لا محال.... إن لم يكن فى هذا الجيل فلامانع أن تنجح فى الذى يليه. وتا تا.. خطى العتبة.. والكلمات المأثورة عن رحلة الألف ميل التى تبدأ بخطوة حقيقية.. سنبدأ أول خطوة اليوم ونحصدها غدا أو بعد غدٍ لا يهم.... فحتما سنحصدها !! لذلك.. هم خائفون.. رغم سطوة هرواتهم.. يعلمون قبل غيرهم.. أن الكلمات ستنتصر عليهم.. هم فقط يؤجلون.. النهاية.. أما الكلمات.. لا تخاف أبدا.. قوتها بألف من الهروات مما ما يحسبون.. ! أما أصحاب المبادئ فيقدمون.. التضحيات والأضاحى البشرية عن طيب خاطر..رغم ما درسوه فى كتب التاريخ.. أن الحق إن لم تزامله قوة تحميه يصير عرضة للاغتصاب العلنى. المهين.. الفاضح!.. ومع ذلك يفعلونها حتى بلا قوة تحميهم لأنهم هم القوة الحقيقية.. أما القوة المساعدة فستأتى فى وقتها طبيعية.. إنسانية.. حقوقية.. شعبية.. بحيث تفر الهراوة من أمامها..لأنها ستدرك وقتها أن ساعتها قد حانت.. ولن تجد أى نوع من الكلمات تنقذ بها نفسها بعدما ابتلعت هرواتها كل قدرتها على استخدام أى لغة ولا أى كلمات !!! ---------- زاوية "عاصفة بوح " المنشورة للكاتبة بالمشهد الأسبوعي المشهد .. لاسقف للحرية المشهد .. لاسقف للحرية