يمكنك أن تتعرف على السعادة بنكهات مختلفة بطعم المانجو أو الفراولة والشيكولاته وحتى الكيوى ..هكذا شعرت وأنا أنتظر بصحبة أبنتى أمام احد محلات الايس كريم الجديدة فى أحد شوارع مدينة السويس . فى مجتمع يحاول فيه الكبار نشر الأحباط فى نفوس الشباب ويلقون عليهم إتهامات التهور والفراغ والطيش ويحاولون دفعهم الى عالم التوكتوك يبهرنا الشباب بأفكارهم المتجددة التى تشبه جريان النيل الساحر الذى لا يمل أو يقبل الأعتياد . بعض الأفكار البسيطة وربما المنقولة عبر وسائل التواصل قد تصنع الكثير فى حياة الناس وتساهم فى نشر روح التفاؤل التى نحتاج اليها قبل أن تتسرب كأبة اليأس مما يدور حولنا . أبتسامة الشباب هى عنوان المستقبل لأى بلد تقاتل من أجل البقاء فى عالم يحاصره دواعش الرأى ومحدودى الفكر وكثير من المتخلفين عن ركب الأنسانية . فى أحد شوراع مدينة السويس سوف يلفت إنتباهك تجمهر البعض أمام أحد المحلات الأنيقة التى فتحت مؤخرا وتخصصت فى بيع أنواع من السعادة المثلجة " الآيس كريم " وبرغم الأنتظار الا أن جو المرح وأبتسامة الشباب تساعدك على تخطى 30 دقيقة وربما أكثر حتى تحين لحظة الأنتصار والوصول الى دورك فيغمرك شعور الأنتعاش وتنتشى بمذاق بارد جديد . مايثير الأعجاب ويلفت الأنتباه يقين الشباب مؤخرا بأن العمل الجماعى هو الحل، المشاركة فى مشروع يتم تقسيم العمل فيه بينهم هى الأنسب فى ظروف مجتمعنا ، فتأتى أغلب أفكار هم لعمل مشاريع تملك روح الأبتكار فى السوق ، يبحثون دائما عن جديد يلفت الأنظار ويجذب الأهتمام ، محلات طباعة التيشرتات وتغليف الهدايا وعمل المشروبات الى صناعة الأيس كريم بطريقة غير تقليدية وكلها أفكار جديدة تنال الأعجاب وتنتشر بين جماهيرهم من الأصدقاء فى الواقع وعبر العالم الأفتراضى والجميل أن الشباب لديهم إيمان بروحهم تلك وأنها أهم عناصر النجاح - الدعم الذى يقدمونه لمشاريع يديرها من يقاربهم فى السن والطموحات - ياخذ الدعم أشكالا مختلفة من عمل دعاية ومساعدة ، وربما يأتى على هيئة صورة سيلفى أمام فاترينة المحل يؤكدون بروح التحدى ورفع حواجبهم فى سخرية أن المستقبل لهم مهما كانت محاولات الأحباط المضنية حولهم ، وأن السعادة لها نكهات مختلفة يمكنك أن تسأل عنها وتتعرف مذاقها مع بعض الإضافات. ------------ المقال منشور في زاوية صهوة بالعدد الأسبوعي للمشهد المشهد .. لاسقف للحرية المشهد .. لاسقف للحرية